• Monday, 29 April 2024
logo

كوارث الإطار وتخبطات المحكمة الاتحادية .. مشاكل تلاحق السوداني إلى واشنطن

كوارث الإطار وتخبطات المحكمة الاتحادية .. مشاكل تلاحق السوداني إلى واشنطن

زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى واشنطن الشهر الجاري، وهي طافحة بالملفات الثقيلة التي يسعى العراق إلى طرحها أمام المسؤولين الأميركيين ، غير أن المصادر تشير إلى كوابيس تلاحق السوداني، إلى الولايات المتحدة، جرّاء السياسات الكارثية لقوى الإطار التنسيقي، الحزام البرلماني للسوداني، وكذلك القرارات الأخيرة الصادرة من المحكمة الاتحادية، تجاه إقليم كوردستان.

وتأتي زيارة السوداني إلى واشنطن المقررة في 15 ابريل/ نيسان الجاري للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمسؤولين الأمريكيين ، لكنها تزامنت مع ظروف حساسة يشهدها العراق، والمنطقة، مثل حرب غزة، وكذلك انخراط المليشيات المسلحة العراقية في هذا الصراع.

وبحسب المكتب الإعلامي للسوداني، فإن "اللقاء سيبحث أفق العلاقة المستقبلية في مرحلة ما بعد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وأفضل السبل للانتقال إلى شراكة شاملة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية والتعليمية والأمنية".

غير أن الزيارات التي أجرتها السفيرة الأميركية في العراق ، ألينا رومانوسكي، خلال الفترة الماضية ، أعطت صورة واضحة عن ما يدور في عقل الإدارة الأميركية ، الراغبة بتمتين الشراكة الشاملة بين بغداد وواشنطن، وهو مسار تعترضه المليشيات المسلحة، الساعية إلى تخريب علاقات البلاد مع الدول الأخرى، وتحديداً الكبرى، بما يضمن استدامة ارتهان العراق للقرار الإيراني.

بدوره، ذكر مصدر سياسي مطلع، أن "السوداني يشعر بالحرج كثيراً من الولايات المتحدة ، جرّاء انغماس الفصائل المسلحة وانخراطها سريعاً في حرب غزة، عبر قصف قواعد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في مختلف محافظات العراق ، وصولاً  إلى الدول المجاورة مثل الأردن ، وهي ملفات ستوضع أمام السوداني، لمعرفة رأيه بها، وآلية التعاطي معها".

وأضاف المصدر ، الذي رفض الكشف عن اسمه  أن "قادة الإدارة التنسيقي يدركون صعوبة مهمة السوداني في إقناع الإدارة الأميركية بإمكانية دعمه، خاصة وأن الحكومة الحالية برئاسة السوداني لم تتخذ إجراءات حقيقية لكبح جماح المجموعات المسلحة، بل اتخذت دور المتفرج ، حيث لم تعتقل أي أحد بتهمة قصف القواعد، وهو ما أثار الأسئلة والاستغراب حيال التعاطي معها".

وتراجعت علاقة العراق مع الولايات المتحدة، خلال العام الماضي، بسبب جملة ملفات أبرزها الخلاف حول وجود قوات التحالف الدولي، حيث تضغط المليشيات المسلحة على حكومة السوداني، بشأن إخراج قوات التحالف ضمن أجندتها في خدمة النفوذ الإيراني، حيث انخرطت الحكومة والمتحدثين باسمها ومجمل الفعاليات المتعلقة بها في الترويج لضرورة خروج هذه القوات، برغم الحاجة الواضحة إليها في ظل تحركات تنظيم داعش في محافظات عدة، وعدم جاهزية القوات العراقية، وغياب التسليح والتدريب عنها.

وتحولت السفارة الأميركية والقواعد التابعة للتحالف الدولي، خلال الأشهر الماضية، إلى ساحة تصفية بالنسبة للفصائل المسلحة الراغبة بتحقيق شروطها ، حيث ترغب إيران، بإنهاء الوجود الأميركي في العراق، مستغلة بذلك حرب قطاع غزة.

وعبر تصريحات مختلفة يبدو أن قوى الإطار التنسيقي فرضت سيطرتها وأجنداتها على هذه الزيارة ، وحوّلتها إلى ملف واحد ، وهو الوجود الأميركي في العراق ، حيث أكد عدد من النواب ، أن أبرز الملفات هو التواجد الأجنبي ، وبالذات الأميركي ، فضلاً عن تحديد شكل العلاقة ما بين الولايات المتحدة والعراق، والتعاطي مع المشكلات والمعوقات التي تفرضها واشنطن عبر العقوبات على الدول التي يتعامل معها العراق، وكذلك مع المصارف والشخصيات العراقية.

وليس الملف العسكري فقط سيمثل حرجاً للسوداني أمام الإدارة الأميركية ، إذ أن الجوانب السياسية ستكون حاضرة ، وفق المؤشرات ، وأبرزها القرارات التي اتخذتها المحكمة الاتحادية، تجاه إقليم كوردستان ، وكذلك رئيس البرلمان العراقي السابق المقال محمد الحلبوسي، باعتبار أن واشنطن تدرك جيداً تبعية هذه المحكمة للقوى السياسية، وعدم استقلالها، وخضوعها لرغبات ومزاج المتنفذين، وإصدارها قرارات حسب الطلب.

المحلل السياسي عماد محمد ، يرى أن "القرارات الصادرة من المحكمة الاتحادية تجاه إقليم كوردستان ستكون حاضرة خلال زيارة السوداني ، وهذا يتضح من خلال الزيارات التي أجرتها السفيرة الأميركية في العراق آلينا رومانوسكي ، لعدد من القوى السياسية، حيث أبلغتهم بالملفات التي ستُطرح"، مشيراً إلى أن "المجتمع الدولي ينظر لسلطات بغداد كمجموعة واحدة ، غير مستقلة ، وهي مختطفة من قبل الفصائل المسلحة".

وأضاف محمد في تصريح ، أن "هذه الكوابيس ستلاحق السوداني، وستجعل موقفه ضعيفاً، وغير قادر على التفاوض، أو الاستفادة من هذه الزيارة ، بما ينعكس إيجاباً على واقع البلاد، باعتباره سيكون مكبلاً ويشعر بالذنب والقصور تجاه مسؤولياته، وعدم حماية بلاده بالشكل الكافي، وتحويله إلى قاعدة إيرانية متقدمة، ومرتعاً للفصائل المسلحة".

 

 

 

باسنيوز

Top