تحليل أمريكي يضع اليد على طبيعة هجمات الفصائل ضد إسرائيل والأسلحة المستخدمة
استعرض معهد "واشنطن" الأمريكي التحديات والخيارات أمام الفصائل الشيعية العراقية المنضوية في "محور المقاومة"، فيما يتعلق بهجماتها المعلنة ضد إسرائيل، بعد شهرين على إيقاف هجماتها ضد قوات الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وأشار التقرير إلى أنه جرى تركيز الاهتمام على الضربات المناهضة لقوات التحالف الدولي التي نفذتها الميليشيات العراقية، المدعومة من إيران" في العراق وسوريا والأردن، في حين أن هذه الجماعات نفذت أيضاً حملة ضربات موازية ضد إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
إلا أن التقرير اعتبر أن التحقق من هذه الهجمات كان صعباً، سواء عند إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرات، أو عند وصولها إلى أهدافها في إسرائيل أو انفجارها في الطريق إليها.
وبحسب تقديرات المعهد الأمريكي، فإن مجموعات تابعة لـ"المقاومة الإسلامية في العراق" أعلنت مسؤوليتها عن 40 هجوماً على إسرائيل منذ الهجوم الأول من نوعه الذي تمثل بضربة في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 ضد هدف غير محدد "في البحر الميت".
وتابع التقرير أنه في اليوم نفسه، جرى تصوير صاروخ كروز إيراني الصنع من طراز "القدس" في الصحراء الأردنية بعد تحطمه أو اعتراضه.
وأضاف أن أحدث الهجمات، وتحديداً في الأول من نيسان/ أبريل الجاري، حيث جرى إطلاق صاروخ كروز على ما يبدو من العراق باتجاه قاعدة بحرية في إيلات حيث تتم صيانة غواصات إسرائيلية مسلحة نووياً.
وذكرّ التقرير بأنه في غالب الأحيان، كانت نقاط الاستهداف عادة غير محددة بشكل جيد، ويجري وصفها بعبارات مثل "هدف عسكري"، أو "هدف حرج"، أو "هدف استخباراتي".
وتابع قائلاً إنه بالإجمال، فإن "ادعاءات" تبني الهجمات شملت 16 موقعاً، في حين أن المواقع الوحيدة المتكررة هي إيلات (9 هجمات)، الجولان (7)، حيفا (6)، ومطار بن غوريون (2).
وأضاف أنه خلال شهر آذار/ مارس الماضي، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن هجمات على عدد كبير من الأهداف، بما في ذلك 7 مطارات صغيرة وقواعد جوية عسكرية على الأقل داخل إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن اللغة المستخدمة لوصف أنظمة الأسلحة المستخدمة كانت أيضاً أكثر غموضاً من تلك المستخدمة في الضربات في العراق وسوريا، حيث جرى استخدام عبارات مثل بـ"أسلحة مناسبة" في نحو ربع بيانات المسؤولية حول الهجمات على إسرائيل.
وتابع التقرير قائلاً إنه فيما يتعلق بالضربات على مواقع في العراق وسوريا، فإن تلك العبارة استخدمت في أحيان كثيرة إلى جانب تعبيرات تشير إلى استخدام أسلحة خاصة مثل صواريخ "الأقصى 1" الباليستية، أو الصواريخ المضادة للطائرات، أو صواريخ كروز من طراز "القدس".
ولفت أيضاً إلى أنه من خلال نحو ثلاثة أرباع الهجمات على إسرائيل، فقد تم استخدام طائرات مسيرة غير محددة الطراز، إلا أن طائرات "شاهد 101" الهجومية، ظهرت في المشاهد المصورة والتي تشير إلى مزيج من عمليات الإطلاق الليلية والنهارية والتي لا يمكن ربطها بشكل بشكل حاسم بالضربات المعلن عنها.
وأرفق التقرير جدولاً يظهر حالة تذبذب في عدد الهجمات، إلا أنه يشير أيضاً إلى أن العدد يأخذ بالارتفاع بشكل عام، مضيفاً أنه في النصف الأخير من شهر شباط/ فبراير الماضي، أي بعد ضربات الردع الأمريكية في العراق، بدا أن فصائل المقاومة أوقفت غالبية هجماتها، إلا أنها استأنفتها في آذار/ مارس الماضي، وإنما ضد إسرائيل فقط.
وذكرّ التقرير بأنه يبدو أن ضربة الأول من نيسان/ أبريل الجاري على إيلات، نفذت من وسط أو جنوب العراق، مع احتمال أن تكون قد استخدمت صاروخ كروز آخر من سلسلة "القدس"، والذي لوحظ مراراً أنه جرى إطلاقه من وسط العراق في الأشهر الأخيرة.
ولفت التقرير إلى أن "المقاومة الإسلامية في العراق" استخدمت عبارة "الأسلحة المناسبة" للإشارة إلى هذه الضربة، مرجحاً أن هذا السلاح المستخدم أتجه إلى إسرائيل عبر طريق أقل استخداماً، وربما يكون عبر الحدود العراقية السعودية ثم عبر نحو جنوب الأردن، متوجهاً إلى إيلات من الشرق.
وأردف بالقول إنه من المعتقد أن الهدف كان منشأة تابعة للبحرية الإسرائيلية حيث ترسو الطرادات وتتم صيانة الغواصات.
وأوضح التقرير أن الرسائل المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن أن فصيل "حركة حزب الله النجباء" هي التي تشير إلى مسؤوليتها عن هجوم إيلات وغيره من الهجمات المشابهة.
ولفت إلى أن حساباً على تطبيق "تلغرام" يحمل اسم "إخوان الجهاد"، يتبع حركة النجباء، ينشر عادة معلومات مسبقة أو حصرية حول مثل هذه الهجمات.
وأضاف التقرير أن ما يثير الاهتمام هو أن قناة "صابرين نيوز"، التي تخضع بشكل متزايد لتأثير "كتائب حزب الله"، توقفت عن النشر حول الهجمات بعد أن أعلن الأمين العام للكتائب أبو حسين الحميداوي تعليق هجمات "المقاومة" في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وإلى جانب ذلك، لفت التقرير إلى أن شخصيات مهمة مرتبطة بالمقاومة أشارت إلى حركة النجباء هي التي شنت هجوم إيلات.
قال التقرير إن حركة النجباء و"كتائب سيد الشهداء" التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، هما العضوان الأساسيان أو الوحيدان في "المقاومة الإسلامية في العراق" اللذان ما يزالان يطلقا طائرات مسيرة على إسرائيل منذ شباط/ فبراير الماضي، وهو ما يؤكد حجم التزام كتائب سيد الشهداء بأنشطة المقاومة العابرة للحدود بدلاً من تعزيز سلطتها المحلية داخل العراق، ومدى ارتباطها القوي بالحرس الثوري الإيراني، الذي وفر لها أنظمة أسلحة للضربات بعيدة المدى.
وذكرّ التقرير بأن زعيم كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، نشر في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، بياناً أعلن فيه بدء إطلاق المرحلة الثانية من عمليات المقاومة العراقية تضامناً مع غزة، حيث أشار إلى أن هذه العمليات ستركز على استهداف الموانئ الإسرائيلية والمنشآت الإستراتيجية الأخرى.
شفق نيوز