أكدت وزارة النقل العراقية، حرص الحكومة على أن يكون اقليم كوردستان جزءاً من منظومة العراق الاقتصادية، ولاسيما في مشروع طريق التنمية الستراتيجي مع تركيا.

مشروع "طريق التنمية" يضم مجموعة طرقات وسكك حديد وموانئ ومدن جديدة، تهدف بغداد من خلاله إلى اختصار مدة السفر بين آسيا وأوروبا عبر تركيا، والتحول إلى مركز للعبور من خلال ميناء الفاو الذي يعد المحطة الأولى في المشروع.

من المتوقع أن يبلغ طول السكك الحديد والطرقات السريعة التي ستربط ميناء الفاو مع الحدود التركية 1200 كيلومتر، بكلفة 17 مليار دولار، ومن المقرر أن يكون الميناء المذكور أكبر ميناء في الشرق الأوسط وأن تكتمل أعمال البناء فيه عام 2025.

تقسيم المشروع الى 15 جزءاً

بهذا الصدد، قال مدير المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية، ميثم عبد الصافي:يوم الثلاثاء (2 نيسان 2024) إن "طريق التنمية هو مشروع ستراتيجي مهم يحظى بأهمية بالغة من الحكومة العراقية، وهو حالياً في مرحلة التصاميم الأولية".

واوضح أنه بالنسبة للتصاميم تم انجاز 66% بالنسبة للخط السككي، و52% بالنسبة للخط البري، و80% لعمليات حرث التربة، و1200 كيلومتر بما يخص المسح الطوبغرافي لحد الآن.

"بعد انتهاء مرحلة التصاميم النهائية يعرض المشروع على الشركات التي من الممكن ان تشغل وتنفذ المشروع، وستكون الشركات تنسجم مع سياسة وأهمية هذ المشروع، ووفق مواصفات عالمية تضمن حقوق الشعب العراقي"، وفقاً لكلامه.

وأكد ميثم عبد الصافي: "سيقسم المشروع الى 15 جزءاً للعمل أكثر في الموقع وفي أكثر من مكان، وفي زمان واحد"، منوهاً الى أن "المشروع يقدم فرصاً للمساهمة ف استكمال المشروع وفق التوقيتات المنية المحددة ولن يكون هنالك عمل شركة يعارض شركة اخرى".

يوصف المشروع الذي أطلق عليه بداية اسم "القناة الجافة"، قبل أن يغيّر إلى "مشروع طريق التنمية" في اذار الماضي بالتزامن مع لقاء في أنقرة جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بأنه أساس مشروع اقتصادي مستدام غير نفطي.

شركات عالمية قدمت عروضها للعراق

مدير المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية، لفت الى أن "المشروع سينفذ على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى تنتهي مع حلول عام 2028، أما المرحلة الثانية فتنتهي عام 2033، بينما المرحلة الثالثة والأخيرة من المقرر إنجازها مع حلول عام 2050".

وذكر أن "العراق تلقى طلبات عديدة من شركات عالمية، لأهمية هذا المشروع، لكن يبقى الخيار هو للجنة العليا، من أجل اختيار الشركات الاكثر مناسبة لتنفيذ هذا المشروع ومواصفات تضمن حقوق الشعب العراقي".

وأشار الى أن "هنالك شركات أوروبية قدمت عروضها، وهي لديها باع في مجال الطرق والسكك الحديدية وفي الموانئ وصناعة القطارات"، نافياً وجود فيتو على أي بلد بهذا المشروع.

محافظات استكملت متطلبات المشروع

بشأن المحافظات التي يمر بها المشروع، قال ميثم عبد الصافي: "كانت هنالك محافظات استكملت متطلبات طريق التنمية، منها نينوى وصلاح الدين وبابل والنجف والديوانية، أما باقي المحافظات فتستكمل متطلبات طريق التنمية تباعاً".

وأضاف أنه "لا توجد مشاكل تعرقل المشروع فيما يخص مرحلة التصاميم او استملاك الاراضي، وهنالك تعاون من قبل المؤسسات الحكومية التي لديها ارتباط مع المشروع، مثل وزارتي النفط والثقافة"، مبيناً أن "كلفة المشروع 17 مليار دولار".

كوردستان جزء من منظومة العراق الاقتصادية

بخصوص دور اقليم كوردستان في مشروع طريق التنمية، أوضح مدير المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية أن "المشروع يمر بمعبر فيشخابور في محافظة دهوك، والذي سيكون نقطة الربط مع الجانب التركي، كما سيكون هنالك ربط لكافة المحافظات بهذا الطريق، ويكون المشروع محل استثمار لكافة المحافظات بدون استثناء".

وتابع: "نحن حريصون على ان يكون اقليم كوردستان جزءاً من منظومة العراق الاقتصادية".

المشروع سيبدأ من ميناء الفاو في محافظة البصرة ويمر في محافظات ذي قار والمثنى والديوانية والنجف وكربلاء وبابل وبغداد وصلاح الدين ونينوى باتجاه نقطة الربط في فيشخابور.

يذكر أن مشروع طريق التنمية شغل مكانة مهمة في جدول أعمال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته إلى العراق في شهر آب الماضي، والمحادثات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شهر أيلول الماضي، في قمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي.

يشار الى أن العراق وتركيا اتفقا في شباط الماضي على فتح مكاتب متبادلة من أجل متابعة الأعمال المتعلقة بإنجاز مشروع طريق التنمية، وجرى الاتفاق بعد لقاء جمع وزير النقل العراقي رزاق السعداوي ونظيره التركي عبد القادر أورال أوغلو.

ستتيح خطوط السكك الحديدية والطرق في هذا المشروع بالربط مع السكة الحديدية في تركيا نقل البضائع بين البلدين خلال ساعات باستخدام قطارات سريعة تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة.

 

 

 

روداو