• Wednesday, 26 June 2024
logo

«مايو كلينيك» ترصد المخاطر الصحية للدقائق البلاستيكية الصغيرة

«مايو كلينيك» ترصد المخاطر الصحية للدقائق البلاستيكية الصغيرة

على غرار العناصر الطبيعية مثل الحديد والنحاس، يمكن للناس تناول أو امتصاص أو حتى استنشاق المواد البلاستيكية الدقيقة والمواد البلاستيكية النانوية، ومضافاتها الكيميائية.

وقد ربطت دراسة نُشرت أخيراً في مجلة «نيو إنغلاند الطبية» بين المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية الموجودة في لويحات الأوعية الدموية البشرية وبين احتمال زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة.

التعرض الخارجي للملوثات
بناءً على الاكتشافات السابقة وهذه النتائج الحديثة؛ فإن البحث الذي يجريه الدكتور كونستانتينوس لازاريديس، المدير التنفيذي لمؤسسة كارلسون ونيلسون للطب الفردي في مركز «مايو كلينيك» للطب الفردي وفريقه، يظل في طليعة الدراسات لاستكشاف كيفية تأثير التعرض الخارجي للمواد - مثل المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية والمواد الكيميائية والتلوث - على الصحة.

يدقق برنامج «إكسبوسوم» Exposome البحثي في التعرضات البيئية التراكمية طوال حياة الشخص وكيفية تفاعل تلك التعرضات مع العوامل الوراثية للتأثير على البيولوجيا والصحة.

صحة الكبد وصحة الجسم
ويقول الدكتور لازاريديس: «إننا نخطط لدراسة التأثيرات النظامية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية ومضافاتها الكيميائية، ليس فقط على صحة الكبد، ولكن على صحة الإنسان بشكل عام».

وكرّس الدكتور لازاريديس حياته المهنية لدراسة الأسس الوراثية والبيئية لأمراض الكبد النادرة، مثل التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي primary sclerosing cholangitis والتهاب الأقنية الصفراوية الأولي primary biliary cholangitis.

يقع الكبد البشري تحت القفص الصدري الأيمن الواقي. وهو عضو حيوي، يشار إليه غالباً باسم «بيت القدرة الجسدية»؛ نظراً لدوره المحوري في عملية الهضم وإزالة السموم من الدم. وبينما تلعب الوراثة دوراً في وظيفته العامة، تكشف الأبحاث الناشئة عن أن التعرضات البيئية لها أيضاً تأثير كبير على صحة الكبد.

الدقائق البلاستيكية الصغيرة والكبد
هل تؤثر المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة الكبد؟ يسعى الدكتور لازاريديس إلى استخلاص أوجه التشابه من المعرفة الطبية الموجودة حول التعرض للمعادن الأساسية مثل الحديد والنحاس وتأثيرها على وظائف الكبد وأمراضه.

في مجال أمراض الكبد، من المعروف أن الحديد والنحاس، اللذين يحصل عليهما الجسم بشكل رئيسي من مصادر غذائية، يلعبان أدواراً محورية في العمليات الحيوية مثل نقل الأكسجين وإنتاج خلايا الدم الحمراء. إلا أن التراكم المفرط لهذه المعادن غير الضارة، بسبب العيوب الوراثية، يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد والمرض.

تسلل شظايا البلاستيك إلى الجسم
إن المواد البلاستيكية الدقيقة واللدائن النانوية عبارة عن شظايا صغيرة تنتج من تحلل المواد البلاستيكية الأكبر حجماً. وغالباً ما يتم ربطها مع بعضها بمضافات كيميائية لتعزيز مرونتها ومتانتها. وقد وجد أن المواد البلاستيكية الدقيقة واللدائن النانوية تتسلل إلى كل ركن من أركان العالم، فصغر حجمها يسمح بابتلاعها، أو امتصاصها، أو استنشاقها، ما يزيد من المخاطر الصحية المحتملة.

ويؤكد الدكتور لازاريديس أن هذه النتائج تثير المخاوف بشأن التأثير طويل المدى للجسيمات البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية، خاصة بالنسبة للشباب.

ويقول إن مدى أهمية البحث وآنيته، تنطلق من المعدل الحالي لإنتاج البلاستيك، والذي يقدر بنحو 400 مليون طن سنوياً، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050. ويضيف: «لقد جعلت المواد البلاستيكية حياتنا أكثر راحة وحفزت العديد من التطورات الطبية، ولكن يجب علينا أن نفهم تأثيرها على صحة الإنسان في السنوات المقبلة».

في نهاية المطاف، يأمل الدكتور لازاريديس في تعزيز فهم الآثار طويلة المدى للتعرض للبلاستيك الدقيق والبلاستيك النانوي، ورسم مسار للتدخلات العلاجية الفردية بطريقة مماثلة لعلاج الأطباء لتراكمات الحديد والنحاس لدى الأشخاص المعرضين للإصابة.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top