• Monday, 23 December 2024
logo

السوداني يواجه ضغوطاً أمريكية لحل المشاكل مع الكورد قبل زيارة واشنطن

السوداني يواجه ضغوطاً أمريكية لحل المشاكل مع الكورد قبل زيارة واشنطن

من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأول زيارة رسمية له إلى البيت الأبيض في أبريل/نيسان منذ توليه السلطة في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وبينما يقترب الجانبان من تحديد موعد، هناك ضغوط متزايدة على حكومته لتحسين العلاقات مع حكومة إقليم كوردستان، وفقًا لمصادر مطلعة على معرفة وثيقة بالمداولات، تحدثت لموقع ‹المونيتور› الأمريكي.

وكان الضغط واضحا خلال اجتماع السوداني مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وفقا لاثنين من المصادر. وقال أحد المصادر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، للمونيتور: «قال سوليفان للسوداني إن زيارته يجب أن تكون في سياق جيد، حيث شهدنا تقدماً في العلاقة مع أربيل».

وتستمر بغداد في احتجاز حصة أربيل من الميزانية، وترفض السماح باستئناف صادرات النفط من خط أنابيب تابع لحكومة إقليم كوردستان يمتد إلى ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، تواصل المحكمة الاتحادية العراقية، إصدار قرارات تهدف إلى تقويض الحكم الذاتي المنصوص عليه دستورياً لحكومة إقليم كوردستان، حيث أصدرت مؤخراً مرسوماً يقضي بوضع جميع الإيرادات النفطية وغير النفطية تحت سيطرة بغداد.

سجادة حمراء أم خطوط حمراء؟
وأكدت مصادر بالإدارة تحدثت في الخلفية أن سبب عدم تحديد موعد لزيارة السوداني حتى الآن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بجدول أعمال الرئيس جو بايدن المزدحم في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.

لكن المصادر أكدت أن حل الخلافات المزمنة بين بغداد وأربيل أمر ذو أولوية، لأنها تؤثر على الاستقرار في عراق منقسم باستمرار، وبالتالي تقوض مصالح الولايات المتحدة. وأدى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر/تشرين الأول إلى زيادة الشعور بالإلحاح، حيث تشدد طهران قبضتها على بغداد وتضغط من أجل انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

وفد يتكون من مستشاري السوداني للشؤون الخارجية والاقتصادية والطاقة، ومن بينهم فرهاد عبد العزيز علاء الدين، وفلاح العامري، وكاظم محمد جواد الحسني، وعلي هادي محمد الموسوي، وفياض حسن نعمة، وكريكور باكرام موسي دير هاكوبيان ومحمد ناجي محمد النجار - كانوا في واشنطن الأسبوع الماضي للمساعدة في وضع الأساس لزيارة رئيس الوزراء العراقي.

لكن المونيتور أشار إلى الزيارة التي قام بها مسرور بارزاني قبل السوداني، قائلاً: «كان على رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني أن يطرح قضيته أولاً خلال زيارة قام بها إلى واشنطن في الفترة من 26 شباط/فبراير إلى 1 آذار/مارس».

وتابع التقرير: «ويُنظر إلى معاملة السجادة الحمراء التي حظي بها مسرور بارزاني - بما في ذلك الاجتماعات مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومبعوث الطاقة الأمريكي عاموس هوشستين - على أنها دليل على أن إدارة بايدن قد رفعت مستوى الكيان الكوردي في استراتيجيتها في العراق».

ومن المتوقع أن يضغط مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة جيفري بيات وهوكشتاين وماكغورك على بغداد بشأن قضية النفط عندما يسافرون إلى المنطقة في الأشهر المقبلة. وقال أحد المصادر في الإدارة إن مسرور بارزاني ترك «انطباعا جيدا للغاية». وقد حظي العرض الذي قدمه فريق مسرور بارزاني حول الإصلاحات في القطاع المصرفي لحكومة إقليم كوردستان على وجه الخصوص بإشادة كبيرة من بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، حيث أشار الأخير إلى أن دفع حكومة إقليم كوردستان لمزيد من الشفافية المالية، ولا سيما المدفوعات الرقمية لموظفي القطاع العام، هو ما ظلت واشنطن تطلب من بغداد أن تفعله «منذ سنوات».

ويقول التقرير: «تظل حكومة إقليم كوردستان واحدة من حلفاء الولايات المتحدة الأكثر ثباتًا، وإن كانوا محبطين في كثير من الأحيان، في المنطقة. وظهر ذلك عندما قاطع الكورد، إلى جانب السنة، جلسة البرلمان العراقي في 10 فبراير/شباط لإدانة الضربات الأمريكية على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ولتقديم التماس لانسحاب القوات الأمريكية من العراق».

ويلفت إلى أن رغبة الإقليم ببقاء القوات الأمريكية في العراق ليس بالأمر المستغرب، نظراً لأن الحماية الأمريكية كانت قائمة لفترة طويلة في عهد دكتاتور العراق السابق صدام حسين. ولهذا السبب، فإن وجودهم يجب أن يكون رادعاً للهجمات التي تشنها إيران وحلفاؤها في قوات الحشد الشعبي الشيعية في العراق. ولكن لم يكن الأمر كذلك، وفق المونيتور، التي تتابع بالقول: «بل على العكس من ذلك، أصبح إقليم كوردستان كبش فداء مناسباً يمكن (لإيران وميليشياتها) من خلاله التعبير عن استيائهم من الولايات المتحدة والضغط على القوات الأمريكية للخروج من العراق».

في 15 كانون الثاني / يناير، أطلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وابلاً من صواريخ كروز على منزل رجل الأعمال الكوردي العراقي بيشرو دزيي في أربيل، زاعماً أنه قاعدة تجسس لإسرائيل. وقُتل دزيي وابنته زينة البالغة من العمر 11 شهراً ورجل أعمال مسيحي في الهجوم. وفي مارس/آذار 2022، أطلقت إيران، بإطلاق ادعاءات مماثلة، 12 صاروخاً من صواريخ فاتح-110 على منزل رجل أعمال كوردي آخر، هو باز كريم بارزاني، الذي تربطه أيضاً علاقات وثيقة بعائلة بارزاني.

ويقول التقرير: «تتمركز طائرات بدون طيار ومدافع الهاوتزر الأمريكية المتجهة إلى أربيل في ميناء الفاو بالقرب من البصرة منذ أكثر من ثمانية أشهر»، مشيراً إلى أن الحكومة الاتحادية تعرقل وصولها إلى الإقليم.

ويصر مسؤولو حكومة إقليم كوردستان، بحسب المونيتور، على أن رفض بغداد السماح باستئناف صادرات النفط الكوردية الناجم عن قضية تحكيم رفعتها وفازت بها ضد تركيا هو مجال آخر تفشل فيه الولايات المتحدة في استخدام نفوذها. وفي فبراير/شباط 2022، اعتبرت المحكمة الفيدرالية العراقية أن قانون النفط والغاز الذي ينظم صناعة النفط في كوردستان العراق غير دستوري، مما أدى إلى وضع عقودها الحالية مع شركات النفط العالمية في طي النسيان حيث اعتبرت غير صالحة، حسبما ذكرت المحكمة.

 ووافقت حكومة إقليم كوردستان على ضرورة تسويق الصادرات من خلال شركة النفط العراقية الحكومية، سومو، تماشيا مع حكم محكمة التحكيم الدولية ومقرها باريس. وتصر بغداد الآن على أن توافق شركات النفط العالمية على فرض رقم أقل لبرميل النفط الذي تنتجه في كوردستان من متوسط تكلفة ذلك وهو 17.00 دولار. شركات النفط ترفض. وتعتمد حكومة إقليم كوردستان على عائدات النفط لدفع أجور القطاع العام.

ومن المؤكد أن العرقلة التي تمارسها بغداد لا علاقة لها بالماليات بقدر ما تتعلق بحملة متواصلة لتقويض الحكم الذاتي لحكومة إقليم كوردستان، كما يقول النقاد. وخسر العراق ما يقدر بنحو 11 مليار دولار من الإيرادات منذ توقف الصادرات في مارس/آذار 2023.

Top