كتاب جديد بعنوان (الفكر القومي في العرفان البارزاني)
أصدر الكاتب والشاعر الكوردي بدر اسماعيل شيروكي كتابه الجديد تحت عنوان (الفكر القومي في العرفان البارزاني)، يقع في 312 صفحة وتم طبعه في اقليم كوردستان.
ويحتوي الكتاب على سرد تناول تحليلاً للمصادر والمراجع في الأرشيف الوطني الإيراني حول الشخصيات والثورات الخاصة بمنطقة بارزاني، وفكرهم في القضايا السياسية والعرفانية والاجتماعية.
وكتب مقدمة الكتاب، الكاتب والصحفي علي حسين فيلي، وجاءت في مقتطفات منها:
فيما يخص موضوع هذا الكتاب حاول الكثيرون تناوله ولكنهم لم يصلوا الى الالمام الكامل به، ومن منظور ان هذا الموضوع التاريخي اختلط بنسبة 90% بالسياسة والمشكلة الأبدية لقومية مضطهدة، قام السيد بدر اسماعيل في طقس واقعي ووفق منهج واقعي نقدي بعيدا عن كيل الثناء والمديح والتفاخر، ولم يوجه المسار التاريخي وثيمة الموضوع نحو العرفان، ومن خلال المنهج التحليلي واللجوء الى جغرافية الموضوع حول الاحداث التاريخية الى رواية تاريخية لأن التقارير والوثائق المرتبطة بالكورد كلها مدونة من وجهة نظر ومصالح كل من الاستانة وطهران و... لذا في البداية هو تعبير عن افكار واراء موظفي تلك السلطات ومصالحها ولا يحكمها وازع الضمير وقول الحقيقة. ومع كل تلك النقاط السلبية فان الوثائق الموجودة في الارشيف البلدان القريبة والبعيدة يمكن الحصول على معلومات جديدة ولكن مؤلمة بشأن الكورد ولايجوز تأخير الاطلاع عليها اكثر.
وبتجسيد تلك الحقيقة التي تشير الى ان الكورد مقصرون ولاحول لهم في كتابة شاملة لتاريخهم، استخرج المؤلف الجزء الحساس من الماضي من هذه الوثائق وفسرها ليتأكد أنه عندما أحرقت حرارة غزو الاحتلال (سلة) الحياة في هذه الأرض واحتلت الأيديولوجيا التوسعية أمة الإيمان واستقلال هذا الشعب، كان عاديا مثل العديد من الأماكن الأخرى، كانت بارزان ستكون من المناطق الأكثر سلما وامانا وكان من الممكن أن تكون عوامل الاستقرار في بلاد ما بين النهرين لو لم تتجه نحو النهج التحرري.
ويؤكد أن شيوخ الطريقة البارزانية مثلوا ذلك الجزء من الفكر والمطالب الكوردية التي حاولت تغيير عقلية الاحتلال والتوجه نحو الاستقلال حتى الموت. ولم يقللوا من مكانتهم الأخلاقية كشخصيات اجتماعية وسياسية قوية إلى جانب جوانبهم الروحية والدينية، ولم يقدسوا الحرب مثل الغزاة، بل ابتعدوا عن ذلك الانهزام الاخلاقي واللاإنسانية التي تجعل الشعب والسلطة السياسية متفرجين على الاحتلال والإبادة الجماعية.
سمة الثورة المستمرة هي أن جيلا بعد جيل يشارك فيها، ورغم خبرته الطويلة في الكتابة، وجد بدر إسماعيل نفسه مضطرا مرة أخرى إلى شرح الموضوع سطرا سطرا ليثبت أن فلسفته مقاومة بارزان لا تستسلم إلى المصير الذي حدده لك الآخرون.
ومن المؤكد أن هذا المشروع له حدود، لكنه لا يتوقف لأن المؤلف لم يزد في مساحة وارض بارزان أو عدد السكان فيها، بل بنى كتابته على مقارنات مهنية، أي أنه استهدف ثقل بارزان. تراث من الوثائق التي تعبر عن طريقة تفكير وسلوك وأفعال العدو تجاه الأمة الكوردية.