في عامها الاول.. "عقبات" تضع حكومة السوداني امام تحديات عديدة
مع قرب حلول عام على تولي محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة العراقية في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، ما تزال الحكومة تحاول تنفيذ برنامجها المكوّن من 23 فقرة، ورغم ما تحقق في بعض المشاريع، إلا أنها تكاد لا تظهر بسبب التراكمات التي ورثتها من الحكومات السابقة، وتزامن ذلك مع عدة تحديات تواجهها، أبرزها أزمة الدولار، والجفاف وقلّة المياه، والفساد المستشري في المؤسسات الحكومية، وفق مراقبين.
وكانت حكومة السوداني قد أعلنت عن أولوياتها في العمل، ووضعت خطة لذلك، وأقرت الموازنة الثلاثية للشروع بها، لكن الموازنة لم تطلق حتى الآن، لعدم وجود كتلة نقدية، ما تسبب بتلكؤ البرنامج الحكومي.
نتيجة لذلك "ابتعدت الحكومة عن التعاقدات الجديدة، وحرصت على إكمال المشاريع الاستراتيجية الأساسية السابقة، المعلّقة والمتوقفة"، وفق الباحث في الشأن السياسي، عباس العرداوي.
خطوات مهمة
ويضيف العرداوي حيث تم تحقيق خطوات في قطاعات الصحة والتربية والخدمات، وأهمها تشكيل الجهد الخدمي، لتوفير الخدمات للمناطق المنسّية التي ما تزال غير مُضافة رسمياً إلى قطاع الأمانات، كالأراضي الزراعية والعشوائيات".
ويتابع "كذلك تهيئة عوامل تفكيك الأزمات الشتوية، من فرش الطرق ومعالجة المجاري، ومنع استغلالها من قبل المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات، وتهيئة الأجواء لإقامة الانتخابات في موعدها المحدد، (18 كانون الأول المقبل)".
ويزيد العرداوي "كما عملت الحكومة على تقوية الملف الأمني، لاستكمال تسليمه لوزارة الداخلية، ونقل الجيش إلى الحدود".
ويكمل "فضلاً عن تفكيك المشاكل مع إقليم كوردستان، والذهاب نحو تصفيرها، والانتقال إلى معادلة جديدة".
ويشير العرداوي، إلى أن "الحكومة قامت بتهيئة الأجواء للتنمية الاقتصادية، من خلال استخدام الدبلوماسية الإيجابية، والتوازن في العلاقات، والانفتاح على الدول العربية، وتوحيد الرؤية".
ويؤكد على أهمية "ثبات حكومة السوداني على ما كُتب في المنهاج الحكومي، ورفع وتيرة العمل به، لضمان إكمال تنفيذه لما تبقى من عمر الحكومة".
تحديات عديدة
من جهته، يقول مدير مركز "الرفد" للإعلام والدراسات الإستراتيجية، عباس الجبوري، إن "الحكومة لم تمتلك الأموال، حيث إن الموازنة لم تطلق لغاية الآن بسبب عدم وجود كتلة نقدية، فضلاً عن الصراعات السياسية التي حدثت خلال الفترة الماضية، ما تسبب بتلكؤ البرنامج الحكومي المتكون من 23 فقرة".
ويشير الجبوري خلال حديثه إلى "وجود تحديات عديدة أمام حكومة السوداني أولها ارتفاع الدولار، والجفاف ونقص المياه، ورغم تحقيق إنجازات إلا أنها غير واضحة، بسبب ما ورثته من تراكمات الحكومات السابقة".
وينبّه إلى أن "حكومة السوداني تواجه تحدياً كبيراً في ملف مكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة"، مبيناً أن "الفساد أصبح منظومة لم تقدر الحكومات السابقة على تفكيكها، لذلك تعمل الحكومة الحالية جاهدة لايقافه على الأقل في هذه المرحلة".
أزمة البنى التحتية
بدوره، يؤكد المحلل السياسي، عزيز جبر، وجود "عقبات كثيرة أمام رئيس الوزراء، لا سيما فيما يتعلق بإصلاح البنى التحتية وسعر الدولار".
وعن الجانب الأول، يشير جبر في حديثه إلى أن "إصلاح البنى التحتية الذي تضمن إقامة مشاريع في بغداد، تسببت بالكثير من الزحامات المرورية، ما يعكس عدم قدرة الحكومة على إدارة هكذا مشاريع، أو ربما تعود هذه العقبات إلى أسباب خارج عن إرادتها، نظراً للعدد الكبير من المركبات في الشوارع التي هي في الأساس ضيّقة".
أما الجانب الثاني، يوضح جبر، أن "الدولار بات مصدر قلق للكثير من العراقيين، نتيجة ارتفاعه غير الطبيعي حتى تجاوز 160 ألف دينار قبل أيام".
شفق نيوز