• Sunday, 30 June 2024
logo

شجاعة الاقرار بالخطأ

شجاعة الاقرار بالخطأ

شاكر الجبوري

 

متى يتعلم الكورد والعرب من دروس زمن غير متوازن في أحداثه ومسبباته، ومتى يعرف المسيحيون أن وجودهم بالمشرق محكوم بحسن العلاقة مع التركمان والايزديين، حسبة بسيطة تجنب الجميع متاهة العيش في مجهول تسكين التصدعات المفروضة بمصالح غيرهم.

ومثلما رسموا للعراق خارطته وتوزيعه المجتمعي، لا يوجد حريص على العراقيين أكثر من أنفسهم، عشرون عاما مضت والجميع في خطوة الزمن المتوقفة، يصغون الى نصائح الغريب و يتخاصمون فيما بينهم.

المستفيدون من خلافات العراقيين هم الأشقاء والأصدقاء والحلفاء، جميعهم يحققون غاياتهم في الممرات الخلفية، وطالما استمر النفاق السياسي سيبقى الحال بين مد وجزر.

هذه المخاوف تحولت الى عقبات أمام دستورية اقليم كوردستان ووحدة الكنيسة ومستقبل الوجود الايزدي في نينوى والصابئي في محافظات الجنوب والتركماني بخاصرة البلاد.

العودة الى الأصول والمنابع تُجنب الجميع عدم معرف أسباب عدم التوازن بين نهضة كوردستان وجفاف الأهوار و الحنين الى المياه العذبة.

لو اتفق خصوم السياسة على سقف الحقوق في مختلف محافظات العراق لما اقتحم الارهابيون خصوصية الشراكة العراقية، ولو تخلى البعض عن أنانية السلطة لما أصبحت حصص المحافظات عمليات انتقام حزبية، عنوان الظل فيها النسب السكانية والموارد المحلية، والذين لا يعتبرون بالنتائج سيجدون أنفسهم خارج المعادلة.

عدم فصل السلطات بخطوط بيانية كبيرة يسمح بهيمنة المزاج السياسي على حقوق الناس، الذين فاقت تضحياتهم من اجل البقاء ضعف العمر السياسي لغالبية المتسدين للمشهد العراقي، الأغلبية العددية يجب توظيفها برجولة لحماية حقوق الشركاء لا استخدامها سلاحا لتجويعهم او تهديد وجودهم في أرضهم.

ليس العرب لوحدهم أصحاب الأرض العراقية ولا التعريب او التكريد أو سلاح الأديان من أساسيات العيش الآمن في بلاد المشرقين، فكلما ابتعدنا عن عقد الأغلبية والأقلية العددية والطائفية أصبح هامش العيش المشترك أكثر وضوحا، وطالما احتمينا بخلافات الأمس لتبرير البقاء ستبقى جغرافية العراق متأرجحة.

دفع الجميع ما يكفي من سنوات الحروب وكيلومترات الخلاف مع الكويت ودون التبصر بنتائجها، سبقنا غيرنا الى العنصرية القومية ولم نعتبر بأنفالها وقهر العشائر والأهوار المذبوحة.

ولكي يستنشق الجميع كميات مناسبة من هواء الاستقرار المبني على الشراكة الواقعية بلا مطيبات عواصم الجوار، يجب التخلص من زفير عقدة الصراع العسكري المسلح على أراضي العراق لتصفية حسابات مع ايران أو تركيا أو المنظومة الخليجية. الحل باستراحة عقلاء زمن التكامل بين السهل والجبل.

 

 

 

روداو

Top