الكنيسة في العراق مع الحقّ
الكاردينال لويس ساكو
على الكنيسة أن تنصر (هكذا الحكومة) الحق، مهما كانت التضحيات للوصول الى القرار السليم الذي يصب في صالح الخير العام. هذا الشعور نابع من الداخل، من الله، من استقامة الضمير، ومن مبدأ ان الحق يُحرر والخطأ يُكبِّل.
قضية الحق قناعة ثابتة عند القيادي الديني والسياسي، وشعور بالمسؤولية. القرارات السليمة هي ثمرة التفكير والاستشارة، بعيداً عن عقلية المصالح المتبادلة، والحلول التوفيقية.
الصمت عن الحق أو اللامبالاة يجعل الحق يسقط مؤقتاً، والمسؤولية تموت، والثقة تُفقَد والفوضى تسود.
في مجتمعنا، حيث أن الدولة ليست بالقوة المرجوّة، والعدل والمساواة بعيدا المنال، ما اتاح لبعض الأشخاص ان يأخذوا ما ليس لهم، والمافيات ان تستهين بالقوانين والمال العام. اسألوا مسيحي بلدات سهل نينوى المسالمين عن مضايقات الميليشيات لهم، وسلب حريتهم وقدموا الى دولة رئيس الوزراء تظلمهم لدى زيارته لبلدة قره قوش. كل هذا يؤدي بالنتيجة الى القضاء على ما تبقى من هوية هذا الوطن وسيادته ومن تبقى من مسيحييه.
نتساءل على من تقع مسؤولية ما نعيش؟ أقول ان المسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطنين، ومن دون هذا الشعور المشترك بالمسؤولية لن تستقيم الامور. لا ينبغي ان نتعود على العيش مع الفساد ونهادن الخطأ مهما كان الثمن.
قرار فخامة رئيس الجمهورية مثير للشك، كيف عرف ان لي مرسوماً؟ في اعتقادي ان المعلن شيء والمخفي شيء آخر؟ اسأل هل يا ترى هناك صفقة بينه وبين الجهة التي سخَّرته لسحب المرسوم عني وحدي، وقد مرَّ على المرسوم عشر سنوات، ومسح بالتالي تقليدا عمره 14 قرناً، وكأن الازمات الواقعة على العراق لم تكن كافية فخلق أزمة إضافية؟
قدرة الظلم لا تستطيع خنق الحق، ولا ان تزيل الرجاء في قلب المظلومين، فلا بد للكذب ان يظهر والظلم ان ينجلي. وكما قال المسيح من يأخذ بالظلم (السيف)، بالظلم يهلك(متى 26/52).
الكنيسة الكلدانية ليست وحدها كما ظن المسبِّبون، بل انبرى القريب والغريب ليقف معها ويدافع عنها مما شحن القلوب بالرجاء، فحرمة الحق من حرمة الله، وان الله “سيَمسَحُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهم [المظلومين] (سِفر الرؤيا 21/ 4).
اني انتظر بثقة ردّ الاعتبار، والكنيسة تنتظر الفرج بالصلاة والرجاء.
أدعو الجميع الى الصلاة في هذه الايام ليستعيد العراق سلامته، ويستعيد العراقيون ثقتهم بوطنهم وأمنهم وحريتهم وكرامتهم.
باسنيوز