30 دقيقة نشاطاً أسبوعياً تقضي على «الإرهاق المدرسي»
أظهرت نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعة «إيسترن فنلندا» أن «المراهقين الذين يبذلون جهداً بدنياً أثناء الانتقال للمدرسة ويمارسون نشاطاً بدنياً بأوقات الفراغ، يؤدون أداءً أفضل بالمدرسة الثانوية، مقارنة بأقرانهم (غير النشطين)». ووجدت الدراسة التي نُشرت (الخميس) على موقع الجامعة أن «النشاط البدني المُنتظم بأوقات الفراغ، ولو بمعدلات معتدلة، ارتبط بانخفاض (الإرهاق المدرسي)».
ويحدث «الإرهاق المدرسي» عندما يواجه الطلاب ضغوطاً أو إحباطاً مستمراً مع عدم وجود وقت للاسترخاء وتحفيز معنوياتهم. ويُمكن للمعلمين والأهل المساهمة، عن غير قصد، في الشعور بـ«الإرهاق المدرسي» لدى الطلاب.
وقال جوسو جوسيلا، طالب الدكتوراه بجامعة «إيسترن فنلندا»، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات له نُشرت (الخميس) على موقع الجامعة: «يتزايد اهتمام الباحثين بالفوائد الصحية للمشي وركوب الدراجات، ويُمكن لممارسة النشاط البدني قبل المدرسة تعزيز التركيز أثناء الفصل الدراسي». وأضاف: «لم تكن هناك مفاجآت فيما يتعلق بالارتباط القوي بين النشاط البدني بأوقات الفراغ والإنجاز الأكاديمي الملحوظ، وعلى الرغم من أننا لا نعرف تفسيرات كاملة لذلك؛ فإن تحسين المهارات الحركية والإدراكية المطلوبة بمختلف الرياضات الجماعية، يُمكن أن يُفسر هذه الملاحظات جزئياً على الأقل».
وأوضح جوسيلا أن «النشاط البدني بأوقات الفراغ عادة ما يكون أكثر كثافة عند الانتقال المدرسي النشط، مما يؤدي لزيادة عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ - من عوامل النمو التي ترتبط بنمو الأعصاب - في الدورة الدموية، وبالتالي تحسين الأداء المعرفي».
تضمنت الدراسة أكثر من 34 ألف مراهق. ولاحظ الباحثون أن «الانتقال النشط للمدرسة ارتبط باحتمالات أعلى بالأداء الأكاديمي المرتفع والكفاءة المُبلغ عنها من الطلاب أنفسهم، وكان الارتباط أقوى عند ممارسة نشاط بدني معتدل إلى قوي بأوقات الفراغ».
الدراسة كشفت عن أن «النشاط البدني في أوقات الفراغ ارتبط عكسياً بـ(الإرهاق المدرسي)، وأن ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط الأسبوعي المعتدل إلى القوي ارتبط بانخفاض احتمالات (الإرهاق المدرسي) بنسبة 24 بالمائة، وأن المراهقين الذين يمارسون نشاطاً بدنياً بأوقات الفراغ لمدة 4 إلى 6 ساعات بالأسبوع لديهم احتمالات أقل بنسبة 46 بالمائة للشعور بـ(الإرهاق المدرسي)، مقارنة بأقرانهم (غير النشطين بدنياً)». كما ارتبط كل من «النشاط البدني بأوقات الفراغ والانتقال النشط للمدرسة إيجابياً بالتمتع بأوقات المدرسة».
وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن النشاط البدني المدرسي، مثل التربية البدنية، قد يحسن أداء الطلاب، لا سيما في الرياضيات. كما أن «عدداً قليلاً من الدراسات السابقة بحث العلاقة بين الانتقال النشط للمدرسة والنتائج التعليمية»، لكن فيما يتعلق بالنشاط البدني والرفاهية المدرسية (التمتع بأوقات المدرسة) ركزت معظم الأدلة السابقة على الطلاب الجامعيين فقط.
وهنا قال جوسيلا: «يُمكن للنشاط البدني بأوقات الفراغ أن يكون وسيلة (فعالة) للابتعاد عن العمل المدرسي والضغط المحتمل المرتبط به، وإذا تمكنا من زيادة مقدار النشاط البدني بأوقات الفراغ بين البالغين، يُمكن أن تكون فوائد التعلم والرفاهية المدرسية كبيرة».
الشرق الاوسط