• Sunday, 30 June 2024
logo

حماية الأقليات واجب أخلاقي

حماية الأقليات واجب أخلاقي

زيدو باعدري

 

منذ تأسيس الدولة العراقيه الحديثه والى يومنا هذا لم تحصل الأقليات الدينية والعرقية في العراق على ادنى حقوقهم بل تم اعتبارهم مواطنين من الدرجه الرابعة وادنى من ذلك وفرضوا عليهم اجراءات قسريه لا تمت للمواطنة ولا للانسانية بصلة وتم حرمانهم من تدريس لغتهم الأم في المدارس ومنعوهم من ارتداء زيهم التراثي.. هذا إضافة الى منعهم من حقوق مثل اشراكهم في الوزارات أو الادارات العامة والتهميش المتقصد لمناطقهم بل وتعريبها قسريا .

هنا لن ندخل في التفاصيل لكن ذلك واضح للعيان كيف افتوا بفرمان المسيحيين سنه 1930 وهكذا قضوا على الشعب اليهودي في العراق وخير مثال على ذلك سنه 1948 قيامهم بعمليات الفرهود وكذلك تعاملهم مع الشبك والتركمان والكاكائيين والى اليوم مسجلين كمسلمين قسرا في الهويات والأحوال المدنية.. ايضا تعاملهم مع الصابئة والتركمان حيث كان ممنوع عليهم زيارة تركيا وقاموا بتهجير قسري للكورد الفيليين وارتكاب عملية إبادة بحقهم اضافة الى فناء بعض الجماعات الصغيرة مثل الجالية اليونانية والشركسية واخرى غيرها.

ولكي لا نبتعد عن صلب الموضوع كان التعريب القسري والتبعيث والترحيل صفة لهذه الدولة منذ نشوئها وحتى يومنا هذا وكان اضطهاد الاقليات احدى صفاتها الاساسية وهنا على سبيل المثال لا الحصر قاموا باصدار حكم الاعدام على امير الديانه الإيزيدية في العالم سنه 1969 ( تحسين بك ) مما اضطره ان يلتجئ الى جبال كوردستان ويطلب الحماية من عدالة الزعيم الخالد مصطفى البارزاني ، وما أشبه اليوم بالبارحة حيث كرروا نفس الفيلم وإن بصيغة أخرى مع الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم حيث اضطر هو الاخر ايضا الى ان يترك بغداد ويلتجئ الى اربيل ويطلب الحماية من عدالة الرئيس البارزاني.

لنتوقف هنا قليلاً ، ونسأل باسم الانسانية لا غير ، أليس من واجب الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والجامعة العربية ومنظمة الدول الاسلامية والاتحاد الاوروبي التدخل لحماية هذه الاقليات الدينية والعرقية للحفاظ على القلة القليلة المتبقية منهم لحمايتهم من الفناء كما حصل مع غيرهم من السابقين على هذه الارض ، و"غزوة" سنجار في الأمس القريب خير شاهد على ذلك حيث أنه الى الآن يعيش ما يقارب النصف مليون نسمة من الايزيديين في المخيمات التي تفتقر الى أدنى مقومات الحياة تحت حر الصيف وبرد الشتاء اضافة الى انتشار الامراض والاوبئة وحرمانهم من ادنى حقوقهم الحياتية كالمدارس والخدمات علما بان العراق يعيش على بحر من الذهب الاسود ولا تنقصه القدرة الاقتصادية لمعالجة كل ذلك ، اضافة الى الانفلات الامني المتقصد في تلك المناطق ، وبدل أن يتم معالجة هذه القضايا فإن التعريب القسري قائم على قدم وساق وكأنه لا يوجد قضايا أهم من التعريب ... حسب اعتقادنا أن ما يحصل بحق الاقليات المسكينة المظلومة في العراق ووجود دلائل كثيره على ذلك ، يكفي للامم المتحدة وجميع المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان لكي تتدخل لحمايتهم ، علما بأننا نقرأ ونسمع يوميا عن منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان والنبات من قبل هذه المنظمات نفسها لكي تنقذ وتحافظ على حياة الحيوانات والنباتات وتجنب بعض انواعهم الانقراض... هذا هو مفهومنا للأحداث ونتمنى أن نلقى آذان صاغية وأن تصل هذه الرسالة الى المحافل والمنظمات الدولية التي تعنى بشؤون حقوق الانسان والأقليات.

 

 

 

باسنيوز

Top