• Thursday, 25 April 2024
logo

دهون العضلات مؤشر «خطر» للتدهور المعرفي في الكبر

دهون العضلات مؤشر «خطر» للتدهور المعرفي في الكبر

أظهرت نتائج دراسة جديدة أن مستوى الدهون داخل عضلات الجسم - أو ما يعرف بالسمنة العضلية - قد يشير إلى احتمالية تعرض الشخص لتدهور معرفي بمعدل أسرع مع تقدمه في العمر.

في الدراسة التي نُشرت (الأربعاء) في مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة، مثلت الزيادة في الدهون المخزنة في عضلة الفخذ لمدة 5 سنوات مؤشراً خطيراً على التدهور المعرفي.

ووفق مراكز السيطرة الأميركية على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن التدهور المعرفي شكل من أشكال الضعف الإدراكي وفقدان الذاكرة المتكرر، وأحد الأعراض المبكرة لأمراض مثل ألزهايمر والخرف المرتبط به.

يقول باحثو الدراسة إن هذا الخطر جاء مستقلاً عن خطر الوزن الإجمالي من الدهون الأخرى المترسبة في بقية أجزاء الجسم، ومستقلاً كذلك عن خصائص العضلات (قوة العضلة أو كتلتها)، بل وعن عوامل خطر الخرف التقليدية.

قالت كاترينا روزانو، أستاذ علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة بيتسبرغ ومدير مشارك في معهد الشيخوخة بالجامعة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كان هذا التأثير مختلفاً عن الأنواع الأخرى من الدهون أو خصائص العضلات. فمع الاعتراف المتزايد بأن مقاييس السمنة والعضلات، هي الأخرى مؤشرات على خطر الإصابة بالخرف في المستقبل، فإن هذا العامل الجديد يعزز مؤشرات التنبؤ بالتدهور المعرفي».

وشددت على أن نتائج الدراسة تشير إلى أن السمنة العضلية يمكن أن تتنبأ بالتدهور المعرفي بالإضافة إلى (وليس بديلاً عن) عوامل خطر الخرف التقليدية الأخرى.

قام باحثو الدراسة بتقييم دهون العضلات في ألف و634 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 69 و79 عاماً في السنوات الأولى والسادسة، وقيموا وظائفهم المعرفية في السنوات الأولى والثالثة والخامسة والثامنة والعاشرة. ارتبطت الزيادة في معدلات السمنة العضلية في الفترة من العام الأول إلى العام السادس بالمزيد من التدهور المعرفي، بمعدل أسرع، مع مرور الوقت.

وتتعلق نتائج هذه الدراسة بشكل خاص بالرجال والنساء الأميركيين من ذوي الأصل الأفريقي الذين لديهم دهون عضلية أكبر من نظرائهم من البالغين البيض من غير اللاتينيين.

وأضافت روزانو: «هناك حديث متبادل غني وجذاب، وفق وصفها، بين العضلات والأنسجة الدهنية والدماغ طوال حياتنا، يحدث من خلال العوامل التى يرسلها أعضاء الجسم في مجرى الدم ومنه تصل إلى الدماغ. ومع ذلك، لم يتم بعد اكتشاف الهوية المحددة للعوامل المسؤولة عن ذلك الحديث المتبادل لدى كبار السن».

وقالت إنه «ينبغي أن تصبح الخطوة التالية هي فهم كيف يحدث هذا الاتصال بين الدهون الموجودة في العضلات والدماغ، وما إذا كان تقليل السمنة العضلية يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالخرف»، وفق قولها.

وفي حين أن السمنة العضلية لا يتم قياسها حتى الآن بشكل روتيني في بعض نظم الرعاية الطبية، فإنه يمكن قياسها عبر البيانات الصادرة عن الأشعة المقطعية التي يتم الحصول عليها عادة كجزء من إجراءات الرعاية الروتينية للمرضى. تقول روزانو: «تم التحقق من صحة قياسات التصوير المقطعي هذا بالفعل في العديد من الدراسات التي أُجريت على كبار السن في هذا الشأن، وبالتالي يمكن للأطباء الوصول إلى هذه المعلومات دون تكلفة إضافية أو ضياع للوقت في عمل مسح جديد، وهو ما يجنب المرضى التعرض للإشعاع مجدداً».

وأوصت روزانو الأطباء باستخدام هذه النتائج في تقديم المشورة للمرضى، قائلة: «يجب أن يدرك الأطباء أن توزيع السمنة العضلية عامل خطر ومؤشر جديد على الإصابة بالتدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة، وأنها تختلف عن السمنة الكلية وضمور اللحم (تراجع الكتلة العضلية مع التقدم في العمر) لذا يمكن استخدامها في تحسين عملية التنبؤ بهذا الخطر، بالإضافة إلى عوامل الخطر التقليدية الأخرى».

 

 

 

الشرق الاوسط

Top