• Friday, 26 July 2024
logo

الأطفال في خطر كبير

الأطفال في خطر كبير

سارة سهيل

 

الطفل صفحة بيضاء نقية بالفطرة، جوهرة لابد من الحفاظ عليها من الملوثات والانتهاكات حتى لا تتهشم وتدمر ، ولكن للأسف الطفل منذ الالفية الثالثة للميلاد يتعرض لمخاطر تقضي على فطرته وانسانيته في حملات ممنهجة عبر الالعاب الالكترونية التي تدعو للعنف والانتحار تارة وعبر الترويج للمخدرات في المدارس تارة اخرى واقحام الاطفال في العصابات والمليشيات والارهاب تارات اخرى ومؤخرا حملات ترويجية لإقناع الأطفال للانحراف عن الطبيعة.

هذه الاخيرة بدأت خطتها تنكشف؛ فكلما تابعت برنامجا او مسلسلا او اخبارا عبر وسائل الاتصال والاعلام تجد ترويجا بشكل او بآخر من اجل نشر هذه الظاهرة بين الناس وقد لاحظت بعض الاعلاميين عبر قنوات الفضائيات العربية رجال وسيدات بعضهم تحديدا بكل حلقة من برامجهم يتطرقون لهذا الموضوع وكأنما هناك من يدفع لهم اموالا للترويج فالأمر اصبح مفضوحا.

فقد وصل الخطر الى عقر دارهم (الاطفال) ذهبوا اليهم في اماكنهم في العابهم في قصصهم في افلامهم (الكرتون) ومراكز الترفيه التي كنا نحبها مثل (ديزني لاند) وصلوا لأبعد الحدود في خطة ممنهجة لنشر الشذوذ في العالم من ضمنها العالم العربي رغم انه الأكثر حرصا على تعاليم الاديان السماوية التي تحرم جميعها الانحراف عن الطبيعه ثقافيا واجتماعيا ليس فقط دينيا.

فالمنطق يقول ان كنت تستطيع ان تخلق انسانا وقتها يحق لك ان تغير جنسه فهل يمكننا تغيير شجرة البرتقال الى تفاح وانا هنا اتكلم عن الاطفال وليس الكبار.

وتحت شعارات انسانية كالحرية التي هي حق يراد به باطل، فقد بدأت في 2008 بعض المؤسسات الدولية خطة لنشر هذه الامور بالوطن العربي كما في محاولات "نتفلكس" و"ديزني" لترويجه بالعالم العربي بافلامها والعابها للصغار من مدة.

وكانت المذيعة الأمريكية ميغان كيلي قد اطلقت صرخة تحذير من الانحراف، مُتهمة ديزني بالسعي لتعليم الأطفال المثلية، عنيت "ديزني" بتقديم شخصيات مثلية بفيلم "لايتيير"، للأطفال، وبحسب وكالة أسوشييتد برس الأميركية منعت 14 دولة عربية عرضه لاحتوائه على مشاهد محظورة متسبب بخسارة مادية لمنتجيه.

وليست هذه المرة الاولى التي تمنع فيها الدول العربية والاسلامية افلاما لديزني، فقد منعت فيلم "دكتور سترينج في الأكوان المتعددة من الجنون"، لما تضمنه من توجهات تدعو وتروج لإنحراف، وفيلم الرسوم المتحركة "حكاية لعبة" الذي نال جزؤه الرابع جائزة الأوسكار 2020.
ومنعت فيلم "الأبديون"، وحظرت أفلام "قصة الحي الغربي" بأغلب البلدان العربية لإدراجها شخصيات متحولة ومنحرفة عن الطبيعة.

وكذلك شكلت الالعاب الالكترونية خطرا داهما على الهوية الدينية والثقافية للاطفال، مثل لعبة "بابجي"، التي تحفز الصغار على تبني العنف والقتل والانتحار، مما دفع عدد من دولنا لحظرها، كما حذر الأزهر الشريف من لعبة "فورتنايت" الإلكترونية لاحتوائها على تجسيد لهدم الكعبة المشرفة.

الخطر الداهم، هو أن ديزني تكرس لفكرة الاعتياد على مشاهدة الأطفال للمشاهد المثلية، وان بعض المؤسسات الغربية قدمت تمويلات مرعبة لنشر هذا الامر.

وان كنا في الماضي لا نفهم المقصود بهذا العبث، فاننا بعد ان كبرنا فهمنا كما ان الخطة بدأت تتضح بعد وباء كورونا والحديث عن المليار الذهبي قد فضح هذا المخطط الذي لا يهدف فقط لمحاربة الخالق في خلقه للانسان على احسن تقويم، وتحطيم الفطرة السوية للاطفال ونشر الفجور والفسق بكل انواعه، بل يتعداه الى هلاك بني آدم بالاوبئة وامراض الشذوذ.

الاطباء والمتخصصون في الطب يؤكدون ان مشاهدة الأطفال للكرتون والألعاب المروجة للشذوذ قد يكون سببا في تحوله الجنسي بسبب فكرة الاعتياد.

في هذا السياق تشير د. هبة قطب الى ان التقارير الاميركية توضح ان 95% من الذكور يتعرضون للتحرش الجنسي باميركا 3 بالمائة منهم يكملون بهذا الطريق، وأكثر من 97 بالمائة من الشواذ يزورون أطباء نفسيين، و92 بالمائة من الشواذ يحاولون الانتحار خلال 5 سنوات.

وفي 29 من شهر اذار الماضي أعلنت مديرة "ديزني" كايتي بيرك، أن الشركة ستدعم وتروج من الآن فصاعدا لتلك القضايا.

المشكلة ان ديزني تغزونا بفكر الشذوذ بينما يعجز عالمنا العربي عن انتاج محتوى سينمائي يلبي احتياجات اطفالنا من المتعة والاثارة، في الوقت الذي تتحدى فيه كيري بورك رئيسة ديزني العالم باعلان انتاج أفلام جديدة أبطالها من الشواذ، واتجاه الشركة وتحويل نحو 50% من الشخصيات الكارتونية بـ ديزني إلى شخصيات شاذّة قريبا، لدعمهم.

ان هذه الكارثة التي اراها عالمية تتطلب التعاون الدولي والانساني لمنع بث هذه الافلام ونشر الوعي داخل الاسر والمجتمع بالرقابة على الصغار وتحصين فلذات أكبادهم من الوقوع في فخ الانحراف عن الفطرة
السؤال الأهم بهذا كله كيف يمكن ان يقتنع الناس ان من حق الطفل ان يرمي نفسه بالتهلكة.

فهل من حرية للطفل بان يختار مثلا ان يشرب البنزين او ياكل الاسفلت ونقول ان هذا خياره ما هي مقومات الطفل العقلية التي تؤهله ان يختار؟
فكيف يمنع الطفل من التدخين مثلا او من شرب الكحول وهو صغير اذا كان منطقهم ان الطفل يحق له الاختيار وكيف يمنع الطفل من تناول العسل مثلا قبل اكماله عامه الاول اذا كان كل شيءٍ في هذه الدنيا سداح مداح ولماذا يمنع الاطفال مثلا من مشاهدة الدم والقتل والعنف لماذا يوجد على الافلام +١٥ او +١٨ في سينمات اوروبا.

ما هذا الاستهبال والاستدراج للناس بحجة التطور والتقدم والحرية؟ لماذا يسعى هؤلاء لتحويل طفل سوي الى مريض؟
إذا كان التعاطف مع من ولد مريضا جميل جدا ولكن لماذا تحول السوي لمريض ومن ثم تتعاطف معه انا لا افهم.

والنقطة الاكثر اهمية هي لماذا الطفل الذي لم يبلغ سن الزواج يجب ان تفتح عيناه ومداركه وحواسه على عالم الكبار والمشاعر التي لن يحتاجها بسنه هذا ولن يفهمها عقله ولا جسده والعالم اصبح شريرا بامتياز.

 

 

روداو

Top