• Wednesday, 05 February 2025
logo

خروج قادة نظام البشير من سجن كوبر يربك الساحة السياسية

خروج قادة نظام البشير من سجن كوبر يربك الساحة السياسية

أحدث إعلان خروج قادة نظام الرئيس المعزول، عمر البشير المحبوسين بتهم تعاقب بالإعدام منذ أربع سنوات، من سجن كوبر، هزة عنيفة لتوازنات القوة بين الجيش وقوات الدعم السريع، عدّها البعض لصالح قوات الدعم السريع بتأكيد مزاعمها بأن الحرب الجارية ليست بين الجيش وبينها، بل بينها وبين «الإسلاميين» وأنصار نظام «الإنقاذ» الذين يحاولون استرداد سلطتهم بواسطة الضباط الموالين لهم في الجيش الذي سارع إلى التنصل منهم.

وقال آخر رؤساء حزب «المؤتمر الوطني» المحلول أحمد محمد هارون، عقب إعلانه خروجهم من السجن المركزي في كوبر، في تسجيل صوتي، إن قوة حراسة السجن المتبقية نقلتهم تحت حراسة محدودة من ثلاثة أشخاص لمكان آخر، إلى حين الحصول على أمر قضائي بالإفراج عنهم، بيد أن القرار تعثر.

وأوضح هارون أنهم اتخذوا قراراً خاصاً بتحمل المسؤولية عن توفير الحماية لأنفسهم، بمواجهة الاشتباكات التي تزداد حدة حول أماكن حبسهم. وأعلن استعدادهم للمثول أمام السلطة القضائية مجدداً متى ما استطاعت القيام بمهمتها لثقتهم في موقفهم القانوني.

وأطلقت السلطات سراح سجناء السجن المركزي في كوبر، الأحد الماضي، بعدما نظم السجناء احتجاجات كبيرة بسبب انعدام غاز الطبخ والمياه، بسبب القتال بين الجيش والدعم السريع القريب من مقر السجن، وذلك في أعقاب اتهامات وجهها الجيش للدعم السريع باقتحام سجن الهدى، شمال أم درمان، وإطلاق سراح المحتجزين فيه، فيما قال الدعم السريع إن قوة انتحلت صفته اجتاحت السجن لإطلاق نحو عشرين من أفراد جهاز المخابرات العامة المحكومين بالإعدام، لإدانتهم بقتل محتج سلمي بداية اشتعال الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير.

وقال هارون إن قيادات ما أطلق عليها «ثورة الإنقاذ الوطني» ظلوا في السجن وتحت تقاطع نيران المعركة بين الجيش والدعم السريع لمدة 9 أيام، يشاركون بقية نزلاء السجن الظروف الأمنية وانعدام مقومات الحياة، وانقطاع الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، بما في ذلك جرحى قوة السجن والنزلاء الذين تعرضوا لهجوم أوقع قتلى وجرحى بينهم.

وأوضح أن كل نزلاء السجن خرجوا عنه بالقوة هرباً من الأوضاع المتردية داخله، باستثناء قلة لا تتجاوز العشرة من قادة وضباط السجن بقوا معهم. وقال: «وضعنا طوال السنوات الماضية رهائن إرضاء لقوى سياسية وإقليمية ودولية».

وأعلن هارون التأييد المطلق للقوات المسلحة (الجيش) في الحرب بينها وبين قوات الدعم، بقوله: «نفرق تماماً ما بين القائمين على السلطة ومؤسسات الدولة الوطنية، وفي مقدمتها قواتنا المسلحة التي تقاتل بشرف وبشجاعة وبسالة، كالعهد بها وندعو كل جماهير شعبنا وعضويتنا لمزيد من الالتفاف حولها ومساندتها»، داعياً منسوبي قوات الدعم السريع التي وصفها بالمنحلة، للانخراط في الجيش وترك قيادتهم الحالية التي اعتبر أنها تقود «مشروعاً شخصياً وأسرياً».

وسارعت قوات الدعم السريع، في بيان، إلى اعتبار رسالة هارون كشفاً لحقائق مفضوحة، وأن الرجل الذي تحدث إنابة عن قادة النظام البائد، كشف دور ما سماها «القوات الانقلابية» و«كتائب المجاهدين» في إطلاق سراحهم ومغادرتهم السجن، وفقاً لمخطط متفق عليه بين قيادات الجيش وشركائهم من النظام البائد، الهدف منه «تقويض ثورة الشعب»، وفقاً لما ذكره بيان الدعم السريع.

ورد الجيش السوداني هو الآخر ببيان قال فيه إن «الميليشيا المتمردة» (قوات الدعم السريع) اقتحمت سجون الهدى وسوبا والنساء بأم درمان، وأجبرت شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء، وقتلت وجرحت بعض منسوبي قوة السجون، وإن سلطات السجن المركزي في كوبر أطلقت سراح السجناء بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإعاشة.

ونفى البيان بشكل قاطع علاقته بعملية إطلاق سراح قادة الإنقاذ المحبوسين، وحمّل المسؤولية كاملة لإدارة السجون، بالقول: «سلطة إدارة/ والإشراف على سجون البلاد هي خارج نطاق اختصاصها، وتقع تحت مسؤولية وزارة الداخلية - إدارة شرطة السجون».

ونفى البيان، الموقع باسم المتحدث العسكري، وجود أي علاقة للجيش بالبيانات التي تصدر عن أي جهة أو أفراد خرجوا من السجون «بما فيها بيان أحمد هارون المحتجز على خلفية بلاغات سياسية»، وأضاف: «نستغرب جداً إشارته فيه للقوات المسلحة، إذ لا علاقة لها بأحمد هارون ولا بحزبه السياسي، أو بإدارة سجون البلاد التي تقع في نطاق مسؤولية وزارة الداخلية والشرطة السودانية».

 

 

الشرق الاوسط

Top