"الأمن والدفاع النيابية" تطالب بفتح تحقيق رسمي يخص هروب وأسباب وفاة كمبش
طالب رئيس وأعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الخميس، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة بين وزارتي الداخلية والصحة لمعرفة ملابسات هروب وأسباب وفاة رئيس ديوان الوقف السني الأسبق سعد حميد كمبش.
وذكر بيان للجنة تلقته مؤسسة كوردستان 24، أنها "طالبت رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة بين وزارتي الداخلية والصحة لمعرفة ملابسات هروب وأسباب وفاة رئيس ديوان الوقف السني الأسبق سعد حميد كمبش".
وأضاف البيان، أنه "ومن واجب اللجنة الرقابي سوف تشكل لجنة فرعية لمتابعة مجريات التحقيق بخصوص كيفية هروب المدان كمبش من مركز شرطة كرادة مريم"، مشيراً إلى أن "اللجنة ستتابع عن كثب تقرير الطب الشرعي لكشف أسباب الوفاة".
وشددت اللجنة على أنها "لن تسمح بأن يمر الموضوع بدون معرفة تفاصيله وتقديم توصيات ترفع إلى رئاسة مجلس النواب".
وتوفي الرئيس السابق لديوان الوقف السني في العراق سعد كمبش أثناء إلقاء قوّة أمنية القبض عليه في مدينة الموصل الخميس بعد يومين على فراره من سجنه بالمنطقة الخضراء ببغداد حيث كان يقضي عقوبة بالسجن بتهم فساد، وفق ما أعلنت السلطات.
وكان كمبش يتولى بصورة رئيسية إدارة المراقد والمساجد السنية وغيرها من الممتلكات المدنية، وقد أوقف في 21 آذار مارس، وسرعان ما صدر حُكم عليه "بالحبس الشديد أربع سنوات" بعد إدانته "بمخالفة واجبات وظيفته عمداً والتسبّب في إضرار المال العام".
لكنّ المدان هرب من سجنه ليل الثلاثاء.
والخميس أقال رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني قائد أمن المنطقة الخضراء المحصّنة في وسط بغداد بعد فرار كمبش الذي كان يقضي محكوميته في هذا السجن المخصّص "لكبار الفاسدين".
كما أمر رئيس الحكومة بإغلاق هذا السجن الملحق بمركز للشرطة والواقع في المنطقة الخضراء.
والمنطقة الخضراء هي مساحة شديدة التحصين تضمّ مؤسسات الدولة والسفارات ومنازل كبار الشخصيات السياسية.
والخميس أعلنت وزارة الداخلية اعتقال كمبش في الموصل بعد مطاردة في أزقة المدينة.
ولاحقاً جاء في بيان مشترك لوزارتي الداخلية والصحّة أنّ كمبش "وأثناء عملية إلقاء القبض عليه حاول الهرب، إذ باشرت القوة بمطاردته وأصيب بالإعياء وتدهورت حالته الصحية. خلال ذلك نقل المحكوم إلى مستشفى الموصل العام ووصل متوفياً وتمّ تأكيد الوفاة سريريا".
وتابع البيان "تمّت إحالة الجثّة إلى الطبّ العدلي وتشكيل لجنة من ثلاثة أطباء اختصاص لغرض التشريح ومعرفة أسباب الوفاة، علماً بأنّه لا توجد آثار شدّة خارجية على جسد المتوفي الذي كان يعاني من الأساس بعض الأمراض المزمنة".
وأشار مسؤول في وزارة الداخلية في تصريح لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته أنّ كمبش قضى من جراء "نوبة قلبية".
وكان السوداني قرّر إثر هروب كمبش "واستناداً للتقرير الخاصّ بتفاصيل عملية الهروب"، إقالة قائد الفرقة الخاصة الفريق حامد الزهيري، وذلك "لضعف الإجراءات" المتّخذة في هذا الشأن.
وأمر رئيس الوزراء بـ "محاسبة جميع المقصّرين ومعاقبتهم قانونياً، وإعادة تقييم أداء الأجهزة الأمنية".
وأمر السوداني بـ "غلق مركز التوقيف في مركز شرطة كرادة مريم داخل المنطقة الخضراء، الذي شهد جريمة الهروب، ونقل المحكومين إلى سجون وزارة العدل، وإيداع كبار الفاسدين الموقوفين فيه في مراكز توقيف أخرى أسوةً مع المطلوبين الآخرين".
كما أمر رئيس الوزراء بإلغاء "أية خصوصية في التعامل معهم مثلما كان معتاداً، فالجريمة واحدة، لا يمكن أن تُجزّأ أو تُصنّف بحسب المنصب والنفوذ".
ويحظى السجناء داخل مركز التوقيف هذا بحالة من الرخاء والمعاملة الخاصة، مقابل اكتظاظ تعاني منه السجون الأخرى حيث وصلت نسبة إشغالها إلى "300 بالمئة"، بحسب وزارة العدل.
وأقيل كمبش من منصبه كرئيس ديوان الوقف السني في آذار مارس 2022 وتولّى قبل توقيفه منصب نائب رئيس الديوان.
وهرب كمبش بعد زيارة تلقّاها من شقيقته أسماء، النائبة في البرلمان العراقي التي تناولت الإفطار معه في تلك الليلة.
كوردستان24