• Monday, 20 May 2024
logo

الاتفاق النفطي يخرس الإعلام الأصفر

الاتفاق النفطي يخرس الإعلام الأصفر

جواد كاظم ملكشاهي

مع تكليف السيد محمد شياع السوداني برئاسة الحكومة ، وبعد حوالي عقدين من الخلافات والسجالات بين بغداد واربيل بشأن الملف النفطي ، بدأت بوادر مرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين وإرادة حقيقية لحل الخلافات ،من خلال التعامل المرن والمنطقي والعقلاني للسيد السوداني مع الملف الكوردي بشكل عام والخلافات بشأن ملف النفط على وجه الخصوص. 

وجاء قرار (نادي باريس للتحكيم) في حسم دعوى قضائية لصالح بغداد،تقدم بها العراق عام 2014 ليفرض واقعا جديدا على اطراف الدعوى الثلاثة وهم كل من العراق وتركيا وإقليم كوردستان، وبموجب القرار الصادر من النادي تم إيقاف تصدير نفط إقليم كوردستان، الا ان رئيس حكومتي الإقليم والاتحادية حرصا على المصلحة العامة واتخذوا خطوة جريئة بتوقيع أتفاق دستوري تأريخي عالج مجمل الملف النفطي بشكل مؤقت من الاستخراج والتصدير والبيع والإجراءات الأخرى لحين تشريع قانون النفط والغاز الذي سيصب في صالح العراق والعراقيين من حيث الاستقرار السياسي والمنفعة الاقتصادية فضلا عن ان الاتفاق سيكون مفتاحا وطنيا لحل بقية القضايا العالقة بين الجانبين.

مع هذا الإنجاز والمكسب الوطني الكبير، نلاحظ بعض وسائل الاعلام والقنوات الفضائية الصفراء التي لا تريد مصلحة الشعب العراقي وتعمل وفق اجندة اجنبية للتشويش والشوشرة على الاتفاق من خلال الادعاء بأن الاتفاق لا ينسجم مع قرارات المحكمة الاتحادية بشأن ملف النفط الكوردستاني، سعيا منها لاستمرار الخلافات وليبقى العراق رهين مصالح القوى الإقليمية والأجنبية واستغلال الوضع الشاذ للاستمرار في نهب وسرقة ما تبقى من المال العام.

الى جانب وسائل الاعلام المذكورة هناك شلة من الشوفينيين والفاسدين العنصريين من اعضاء مجلس النواب السابقين والحاليين وشخصيات سياسية فاشلة فاسدة مرتبطة بأجندة خارجية تحاول الاصطياد في الماء العكر واستغلال وسائل الاعلام الصفراء تلك من باب المصلحة المشتركة لتضليل الرأي العام والابتزاز السياسي وتحقيق مصالحها الشخصية والحزبية. 

لكننا ننصح المتصدين للإعلام الأصفر والشلة الفاسدة الكف عن الاستمرار بتجاربهم الفاشلة السابقة ومحاولاتهم اليائسة لتدمير العراق، وتغيير نهجهم العقيم و العمل على مصلحة بلدهم وشعبهم كون الأجنبي لا يريد الخير للعراق مهما تظاهر بذلك و كون الأوضاع في المنطقة في حال تغيير جذري وبناء علاقات متوازنة جديدة تخدم مصالح شعوبها من خلال حل خلافاتها المزمنة عبر الحوار البناء وإيجاد حالة من الاستقرار ضمانا لمستقبل شعوبها واهم بوادر التغيير الجديد هو عودة العلاقات الدبلوماسية بين اهم دولتين والخصمين التقليديين في المنطقة (المملكة العربية السعودية وايران) وكذلك المحاولات الرامية لإعادة الامن والاستقرار الى سوريا والعمل على بناء تحالفات سياسية واقتصادية جديدة خدمة لمصالحها بدلا من الصراع السياسي والعسكري الذي لم يفض الا الى للدمار والكوارث.   

Top