شح المياه ونقص الاطلاقات يهدد البصرة
تشكو محافظة البصرة، جنوبي العراق، من نقص في كمية الاطلاقات المائية، وبالتالي تأثيرها على الواقع الزراعي في المحافظة.
بحسب المديرية العامة للسدود في العراق، تشكل الأمطار 30% من موارد البلاد المائية، في حين تقدر كميات مياه الأنهار الواردة من تركيا وإيران صوب العراق بنحو 70%.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
"وضع زراعي سيء"
بهذا الصدد، قال مدير زراعة البصرة هادي حسين لشبكة رووداو الاعلامية، ان "الوضع الزراعي في المحافظة سيء، في ظل شح المياه وارتفاع اللسان الملحي الذي أثر على مساحات كبيرة جداً من المحافظة".
ولفت هادي حسين الى "حصول الرية الاولى والثانية، لكن من المفترض ان تكون الرية الثالثة يوم 10 من شهر اذار الجارين غير اننا لا نعرف ما هو القادم".
وبيّن مدير زراعة البصرة هادي حسين أن "وزارة الزراعة أرادت منا تحديد الموقف المائي والمساحات المزروعة، لمعرفة كميات المياه المطلوبة، فيما ننتظر نحن قرارهم بهذا الشأن".
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.اطلاقات بحجم 60 متراً مكعباً في الثانية
أما مدير الموارد المائية في البصرة جمعة شياع، فقال لشبكة رووداو الاعلامية ان "الاطلاقات المائية صوب محافظة البصرة، انخفضت، بسبب دول المنبع التي لا تمنح العراق حصته المقررة".
وأردف جمعة شياع ان "التراكيز الملحية محافظة على مستواها، حيث جاءت كميات من المياه لا بأس بها من نهر الكارون وحافظت على التراكيز الملحية في المحافظة".
أما بخصوص الاطلاقات المائية، أوضح مدير الموارد المائية في محافظة البصرة انها "بحدود 60 متراً مكعباً في الثانية، لاستخدامها في الاسالة والزراعة"، منوهاً الى أن "كل المحافظات بنفس المستوى من حيث الاطلاقات المائية، حيث تقوم وزارة الموارد المائية بتوزيع المياه على المحافظات وفق النسب التي تراها مناسبة".
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
روداو