الاستقرار مرتبط بـ"الاتفاق الدائم" بين أربيل وبغداد.. ونتطلع لاستيراد منتجات كوردستان
قالت القنصلة العامة البريطانية لدى أربيل روزي كيف، إن أي اتفاق دائم بين أربيل وبغداد من شأنه أن يحقق الاستقرار في عموم البلاد، مشيرة إلى أن بريطانيا تعمل جاهدة لاستيراد المنتجات الزراعية المحلية من إقليم كوردستان.
جاء ذلك خلال مقابلة مع كوردستان 24 في أول ظهور للقنصلة البريطانية الجديدة مع الإعلام الكوردي منذ أن تولت مهامها الرسمية في الأيام القليلة الماضية.
وقالت كيف "يسعدني أن أكون هنا بصفتي أول قنصلة عامة للمملكة المتحدة، وهذا شرف لي، والأفضل من ذلك أن تسنح لي الفرصة في إقليم كوردستان العراق للبحث عن هذه الأطعمة وتناولها، إذ أن الطعام هنا لذيذ ولا يُقاوم، وسوف أتذوقه حتماً وبكل سرور".
وعندما سُئلت عن طبيعة العلاقة بين إقليم كوردستان وبريطانيا، أشارت كيف إلى أنها "مثمرة ومتينة"، وهو ما يجعل عملها يمضي بيُسر.
وتابعت "شهدنا خلال العام الماضي سلسلة زيارات مهمة (بين الجانبين)، الأمر الذي أتاح فرصة للارتقاء بالعمل المشترك، ومن واجبي أن أعمل على تعزيز ذلك".
وأضافت روزي "تتمثل أولوياتنا في إقليم كوردستان في مجالات شتى، كالاقتصاد والسياسة وحقوق الإنسان. وسأواصل ما بدأنا به في الإصلاح الاقتصادي والتحول الإلكتروني والتربية... وستشرع جامعة لندن في إقليم كوردستان أبوابها في وقت لاحق من العام الجاري".
ومضت الدبلوماسية البريطانية تقول "دخلنا بالفعل في حوار إزاء الأولويات المتعلقة بحقوق الإنسان، وثمة الكثير من العمل بهذا الشأن".
وبعد أن سُئلت عن موقفها بشأن توتر العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، قالت كيف "بغض النظر عن العلاقة المهمة التي تربطنا بحكومة إقليم كوردستان، فمن المهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا علاقات مع جميع الأحزاب السياسية".
وأضافت "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر قادة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي والتغيير والجيل الجديد على إتاحة الفرصة لي لمقابلتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية".
وقالت "نحن نتشاطر القيم المشتركة حيال المبادئ الديمقراطية، ولذلك نحن حريصون على إجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت ممكن... هذا سيساعد حكومة إقليم كوردستان على أداء مهامها على أكمل وجه وتقديم الخدمات الى أهالي إقليم كوردستان كافة".
ولدى سؤالها عن قرار المحكمة الاتحادية بمنع إرسال مستحقات كوردستان، أوضحت كبيرة الدبلوماسيين البريطانيين في الإقليم أن "الاستقرار الاقتصادي مهم جداً لأي حكومة لأداء عملها، مثل صرف رواتب الموظفين وكذلك تأمين الخدمات الأساسية للجميع".
وأكدت أنها سمعت بعض التقارير تتحدث عن "إحراز تقدم" في المحادثات بين أربيل وبغداد، وأعربت عن أملها في أن تستمر "المفاوضات الإيجابية" بهدف التوصل إلى اتفاق دائم بشأن مشروع الموازنة العامة الاتحادية بما يمكّن الجانبين من تنفيذ بنوده كاملة.
وقالت كيف، بعد أن سُئلت عن الإصلاحات الحكومية في إقليم كوردستان "نحن سعداء بالبرنامج الإصلاحي، ومن المهم أن نتمكن من دعمه في عدد من المجالات، فالإصلاح الاقتصادي يشكّل أحدها، ونريد العمل بشكل وثيق مع حكومة إقليم كوردستان لتعزيز البيئة التجارية".
وعن القطاع التربوي، أكدت القنصلة البريطانية حرص بلادها على مواصلة البناء على النجاحات التي تحققت مع جامعة لندن، كما تطرقت إلى الإصلاح في مفاصل وزارة البيشمركة بالقول "هذا يمثل مسألة أخرى نعمل عليها مع حلفائنا، مثل الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا".
وتحدثت روزي كيف في مقابلتها عن العلاقات الاقتصادية وتعزيز التجارة، وقالت إن نحو 200 شركة تصدر السلع والبضائع إلى إقليم كوردستان في مجالات التربية والتعليم والأغذية والسيارات، ولا سيّما جاغوار ولاند روفر، بالإضافة إلى المستلزمات الصحية.
وقالت "نعتزم زيادة التعاون بهذا الصدد، ونريد أيضاً العمل في قطاعات مثل البنى التحتية والتكنولوجيا".
وهنأت الدبلوماسية البريطانية الرفيعة حكومة إقليم كوردستان ورئيسها مسرور بارزاني على النجاح المتحقق في تصدير الرمان إلى الأسواق الخليجية، وقالت في الوقت نفسه إن الحظ حالفها عندما تذوقت طعم هذه الفاكهة، ولفتت إلى أن البريطانيين سيحبونها كثيراً.
وزادت كيف بالقول "كما هو الحال بالنسبة لجميع الصادرات الزراعية، ثمة إجراءات معينة يتعين استكمالها حتى يتسنى لحكومة إقليم كوردستان أن تصدرها إلى المملكة المتحدة، ونحن نعمل بشكل حثيث مع السلطات البريطانية لإيجاد سبيل للقيام بما يتعين فعله إزاء ذلك".
وفيما يتعلق بملف إصلاح البيشمركة، قالت روزي كيف إن "من المهم أن نتمكن من العمل معاً لإعداد قوة قتالية متمكنة، إذ يتطلب جزء من برنامج الإصلاح أن تنضوي جميع قوات البيشمركة تحت مظلة الوزارة حتى تتمكن من مواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه إقليم كوردستان".
وعن الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إقليم كوردستان، قالت كيف "ستواصل المملكة المتحدة تقديم المشورة والتعاون للتصدي إلى ذلك".
وبشأن صعوبة الحصول على فيزا بالنسبة لمواطني إقليم كوردستان، أشارت القنصلة العامة البريطانية إلى أن منح تأشيرات الدخول يتطلب إجراءات إدارية عديدة وتستغرق الكثير من الوقت، وأردفت "هذه عملية طبيعية".
كوردستان24