• Monday, 23 December 2024
logo

تحذير من اعادة العراق الى ساحة حرب: رهان على إحياء الاتفاق "الميت" مع إيران

تحذير من اعادة العراق الى ساحة حرب: رهان على إحياء الاتفاق

اعتبر موقع "المونيتور" الأمريكي، أن الاتفاق "الميت" مع ايران يمثل بالنسبة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو، "صفقة جيدة"، متسائلا عما إذا كان سيتوصل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الى ارضية مشتركة حول ايران خلال العام 2023، ومحذرا من ان تصعيد الاعمال العدائية بين الولايات المتحدة وايران قد يؤدي الى اعادة تحول العراق الى "ساحة معركة". 

وأوضح التقرير الأمريكي انه في حال كان الاتفاق النووي الايراني المتمثل بخطة العمل الشاملة المشتركة، "ميتا"، مثلما وصفه بايدن في تصريح مفاجئ في الشهر الماضي، فإن نتنياهو، سيكون مستفيدا. 

 وبينما من المتوقع زيارة نتنياهو الى واشنطن في اوائل العام 2023، قال التقرير الامريكي ان من بين أولويات رئيس الحكومة الاسرائيلي الملحة، معالجة المخاوف في واشنطن والمنطقة إزاء حكومته اليمينية المتطرفة، مشيرا الى ان مستشار الامن القومي الامريكي جيك سوليفان سيزور اسرائيل قريبا في محاولة لاستباق الاحتكاك المحتمل مع واشنطن حول نهج الحكومة الجديدة إزاء الفلسطينيين والتمدد الاستيطاني وحقوق الأقليات العربية والمثليين في داخل اسرائيل. 

الا ان التقرير الامريكي اشار الى ان ايران ليست ضمن نقاط الاحتكاك هذه، مستبعدا ان تكون كذلك طالما ان واشنطن لا تضغط من اجل التوصل الى اتفاق تسوية حول برنامج ايران النووي، وطالما ان نتنياهو لا يدفع بقوة من أجل القيام بعمل عسكري يمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية.

ولفت التقرير إلى أن نتنياهو الذي يعتبر من أشد المنتقدين للاتفاق النووي، حصل على مكاسب غير متوقعة حول إيران في الوقت الحالي، موضحا أن الموقف الرسمي لادارة بايدن هو ان خطة الاتفاق النووي لم تعد مطروحة على جدول الاعمال، وجرى استبدالها بـ "جولات متعددة من العقوبات" التي تستهدف المسؤولين الايرانيين المسؤولين عن حملة القمع ضد المحتجين الذين يتظاهرون على مقتل الايرانية مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول الماضي، خلال التحقيق معها حول انتهاك الالتزام بالحجاب.

وبحسب التقرير فإن نتنياهو مرتاح بالنسبة لوجود تشابه بين خطة بايدن البديلة المتمثلة باستمرار العقوبات والضغط على إيران لانتهاكاتها لحقوق الإنسان وتعاونها مع روسيا في الحرب الاوكرانية، وبين حملة "الضغط الاقصى" التي طبقها الرئيس الأسبق دونالد ترامب. 

واعتبر التقرير؛ أن التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران يقدم فرصا اخرى لنتنياهو ايضا، مشيرا الى تقديرات باحثين إسرائيليين بأن تبني بايدن لموقف اقليمي يردع إيران، يساهم في تعزيز التقارب بين اسرائيل والسعودية، مضيفا أن المسؤولين العسكريين في القيادة المركزية الامريكية يحثون على قيام تحالف عسكري اقليمي غير رسمي، موجه ضد إيران. 

ورأى التقرير؛ أنه بالنسبة لبايدن، فإن العوائد السياسية متراجعة فيما يتعلق بفكرة إعادة إحياء خطة الاتفاق النووي بعدما كانت جذابة في السابق، مشيرا إلى أن الصفقة كانت انجازا خاصا بالسياسة الخارجية للرئيس الأسبق باراك أوباما وليس بايدن. 

ولفت التقرير؛ الى ان الامريكيين لا يطالبون بالتوصل الى صفقة مع ايران، خصوصا في ظل القمع ضد المتظاهرين والدعم الايراني لروسيا، مضيفا ان مجلس النواب الأمريكي الذي يقوده الجمهوريون، بامكانه افساد الصفقة التي لن تتمتع بتأييد الحزبين ومع احتمال انشقاق عدد كبير من الديمقراطيين إذا تم إخضاعها للتصويت.

واعتبر التقرير، أن نتنياهو من خلال صداقاته مع العديد من النواب في مجلس النواب الأمريكي، وخصوصا مع الجمهوريين، ومن خلال صداقته التي استمرت 40 عاما مع بايدن، سيعمل من اجل ابقاء خطة الاتفاق النووي، خارج جدول الاعمال. 

كما أشار الى العلاقة التي تربط بايدن ونتنياهو لافتاً الى ان الرئيس الامريكي عندما زار اسرائيل في يوليو/تموز من العام 2022، استقبل بايدن نتنياهو الذي كان ضمن الوفد المرحب به في المطار، وصافحه بحماس قائلا "انت تعلم انني احبك". الا انه لفت الى ان مرتبة علاقة نتنياهو بالرئيس السابق دونالد ترامب تأتي في مرتبة اعلى خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الامريكية-الاسرائيلية. 

ولم يستبعد التقرير أن تكون هناك نقاط خلاف مع واشنطن في العام الجديد، إلا أن  بايدن ونتنياهو قد يجدان ارضية مشتركة بينهما من خلال صداقة استمرت عقودا ومن خلال القلق المشترك إزاء ايران.

وبعدما ذكر التقرير بما كتبه الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية جوزيب بوريل في 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، بأنه لا بديل عن خطة تطبيق الاتفاق النووي، وان "الذين يعتقدون بخلاف ذلك يخدعون أنفسهم ببساطة".

وقال التقرير أنه فيما يتعلق بالعام 2023، فإن هناك "عواقب لغياب اتفاق نووي وشعور ايران بالحصار بسبب الاحتجاجات، والتي تلقي باللوم فيها على أعداء خارجيين". 

واوضح اولا ان ايران قد تمضي قدما باتجاه المزيد من التخصيب نحو سلاح نووي، مما قد يتسبب في حدوث سباق تسلح نووي او في مجال الصواريخ الباليستية، مشيرا الى ان مثل هذا التطور، قد يفرض على اسرائيل البحث في توجيه ضربة عسكرية والتي سيكون لها عواقبها على الاستقرار الإقليمي، في ظل وجود وكلاء إيران وشبكاتها في الخليج ولبنان واليمن والعراق والضفة الغربية وغزة واماكن اخرى.

وثانيا، رجح التقرير أن يصبح لدى ايران حافز اقل، وهي تحت العقوبات والحصار، من اجل دعم عملية السلام الاممية في اليمن او التقدم في المحادثات الايرانية -السعودية التي كان توسط فيها رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، حيث أن طهران تحمل الرياض اللوم لدعمها للاحتجاجات الايرانية من خلال قناة "ايران انترناشيونال"، وهي وسيلة اعلامية تدعمها السعودية. 

وبالنسبة الى التداعيات أيضا، قال التقرير ثالثا أنه من غير المرجح ان تتراجع ايران تحت ضغط متزايد من الغرب، عن دعمها لروسيا في الحرب الاوكرانية.

ورابعا، تناول التقرير العراق قائلا ان حلفاء ايران ووكلائها يتولون قيادة الائتلاف الحاكم، محذرا من أن تصعيد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وايران، قد يؤدي الى اعادة العراق الى ساحة معركة. 

واعتبر التقرير أن ايران تحتجز العراق كفدية من اجل تصدير الغاز الايراني لإمداد الشبكة الكهربائية في العراق، مضيفا أنه من المحتمل أن تكون لخطوات العراق بالتكامل الإقليمي، خصوصا مع الخليج، في خطر. 

ورأى التقرير أنه ليس من المتوقع ان يتحرك سريعا مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي الذي تم توقيعه في وقت سابق من العام 2022. 

وختم التقرير بالإشارة إلى أن الدول الاستبدادية الهشة الواقعة تحت الحصار المتواصل، نادرا ما تقوم بتخفيف قبضتها، او تنتهي بتحول ديمقراطي، مشيرا في هذا الاطار الى نماذج تندرج في المنطق التحليلي نفسه، كالعراق وسوريا وافغانستان وليبيا ومصر وغيرها. 

 

 

 

شفق نيوز

Top