• Wednesday, 24 July 2024
logo

حكومة الفرصة الثمينة وليست الأخيرة

حكومة الفرصة الثمينة وليست الأخيرة

محمد حسن الساعدي

 

بالرغم من التحديات الكبيرة والتركة الثقيلة التي ألقت بظلالها على حكومة السيد السوداني، إلا أن فرص النجاح تبدو واضحة المعالم، كون السوداني جاد في تحريك أصابعه باتجاه تصفية الفساد في مؤسسات الدولة، ويمتلك الإرادة السياسية في تحريك قلمه الأحمر في طردهم خارج الدولة والحكومة، بالإضافة إلى أنه يحظى بدعم القوى السياسية وتحديدا الشيعية منها، التي ترى فيه الفرصة الثمينة في إنجاح الحكومة وتحقيق برنامج الإطار التنسيقي، بالإضافة إلى المجتمع الدولي الذي أبدى استعداده التام في التعاون باتجاه حكومته، كما هو الوضع الإقليمي الذي أبدى ترحيبا ومستعد لبدء الحوار استعداداً لمرحلة جديدة في العلاقات بين العراق وجيرانه.

‏يمكن للسوداني أن يحقق الانجازات الكثيرة في مختلف الملفات، وتحديداً ملف الخدمات والكهرباء، لما يملكه من دراية في إدارة الملفات، كونه اشترك في اغلب حكومات ما بعد عام 2003، ولكن في نفس الوقت يتعين عليه أن يكون حذراً في خطواته، وتحديداً في مجال الأمن والنفط، والذي يستوجب الخطوات الثابتة والقوية والرصينة في ملاحقة مافيات الفساد وحيتان السرقة، فضلاً عن مصالح القوى السياسية المستفيدة التي بالتأكيد ستكون المتضرر الأكبر مع وجود فائض مالي كبير من الموارد المالية والتي تقدر بـ 200 مليار دولار، فإن فرص النجاح تبدو كبيرة مع وجود القرار السياسي والدعم، فإن تحقيق البرنامج الحكومي يبدو قريباً ويمكن تحقيقه .

‏البرنامج الحكومي الذي قدمه السيد السوداني في تطوير قدرات القوات الأمنية والتي منها الحشد الشعبي ربما يراه البعض ينذر بالخطر على مصالحهم ويعتبرونه تهديداً لهم، ولكن في نفس الوقت يعطي تطمينات بأن الحشد الشعبي كان ومازال وسيكون بمعزل عن الخلاف السياسي أو اختلاف بين القوة السياسية، ولن يكون مصدر تهديد لأي جهة سوى من يهدد أمن البلاد وسلمها الأهلي، وسيكون هناك جهداً حكومياً واضحاً للحد من أي قوة عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة والقانون والعمل على حصر السلاح بيدها، بعيداً عن جهة تحاول مسك الأرض أو التلاعب بأمن المواطن العراقي.

‏العلاقة مع إقليم كوردستان وحوكمة القوانين المرتبطة بين إقليم كوردستان والمركز ربما ستكون حلقة الوصل والاهتمام في جدول أعمال السيد السوداني، وسيكون الحكم الفيصل هو الدستور في أي اختلاف أو نزاع بينهما، كما هو الاتجاه في إخراج الحشد الشعبي من المناطق الغربية والتي طالبت بها القوى السنية، بعد أن تم تحرير هذه المناطق من قبضة داعش الإرهابي.

ويبقى ملف العلاقات الخارجية بين العراق وجيرانه هو الأهم والبدء بإزالة كافة العقبات أمام اقامة علاقات متوازنة بين العراق وجيرانه على أساس الاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة بينهما.

‏السيد السوداني شديد الحرص على أن تكون له بصمة في هذا الوقت، وأن يجعل من حكومته حكومة الفرصة الثمينة، لا الفرصة الأخيرة، كما يروج لها منافسوه الذين يتحينون الفرص للانقضاض على حكومته، والتحول من مفهوم "الدولة العميقة" بكل أنواعها ومسمياتها إلى حكومة المواطن التي تقدم الخدمة، وتكون أمينه على مصالحه وأهدافه ومستقبله.

 

 

روداو

Top