• Tuesday, 24 December 2024
logo

موقف الصدر من حكومة السوداني.. ترقب يشيع القلق في الأجواء السياسية

موقف الصدر من حكومة السوداني.. ترقب يشيع القلق في الأجواء السياسية

تسود حالة من القلق وعدم الارتياح لدى فئة واسعة من الطبقة السياسية الحالية، بشأن موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من حكومة محمد شياع السوداني على المدى المتوسط والبعيد، فيما تسعى قوى الإطار التنسيقي إلى تمرير الحكومة بشكل مستعجل تحسباً من أية خطوة قد يعلنها الصدر، وتعيد البلاد إلى المربع الأول.

 

وشن الصدر، السبت الماضي، هجوماً على حكومة السوداني، واصفا إياها بأنها ستكون حكومة الـ «التبعية الميليشياوية».

 

وجاء هجوم الصدر بعد صمت «مريب» لعدة أيام، دون تعليق على مجريات العملية السياسية وعقد مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وتكليف المرشح الجديد.

 

وشدد الصدر على رفضه القاطع والواضح والصريح «لاشتراك أيٍ من التابعين لنا ممن هم في الحكومات السابقة أو الحالية أو ممن هم خارجها أو ممّن انشقوا عنّا سابقا أو لاحقا، سواء من داخل العراق أو خارجه أو أي من المحسوبين علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بل مطلقا وبأي عذر أو حجة كانت في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسدين وسلطتهم ممن لا همّ لهم غير كسر شوكة الوطن وإضعافه أمام الأمم».

 

استراتيجية الصمت

ورغم أن الصدر كان قادراً على تعطيل جلسة تكليف السوداني وانتخاب الرئيس العراقي الجديد عبر توجيه أنصاره بالنزول إلى الشوارع وتطويق المنطقة الخضراء، وهو ما حصل سابقاً، لكنه لم يفعل.

 

من جهته، يقول سياسي مقرب من التيار الصدري، إن «موقف الصدر، سيكون هو الصمت خلال الأشهر المقبلة تجاه حكومة السوداني وأدائها، لمعرفة ما إذا كانت ستتمكن من تحقيق تقدم في عدة مجالات، مثل الاقتصاد والتنمية والخدمات والإسكان وغيرها، وربما يبدأ معها أسلوبه المعتاد، وهو إعطاء مهلة لتنفيذ برنامج عمله، كما حصل سابقاً مع حكومتي حيدر العبادي وعادل عبد المهدي، ويعقب ذلك تحرك من قبل أنصاره، بالتظاهرات أو الاعتصامات وغيرها».

 

وأضاف السياسي الذي رفض الكشف عن اسمه لـ (باسنيوز)، أن «الجميع ينظر إلى موقف الصدر، وهناك خشية بالفعل من أي توجيه قد يصدر عنه ويعيد الأمور إلى المربع الأول، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة، وبعضها خطير بالفعل»، مشيراً إلى أن «المجتمع  الدولي الآن يدفع نحو تشكيل حكومة جديدة، وبأي خيار تُطرح» .

 

ولفت إلى أن «الصدر كان بمقدوره منع الكتل السياسية من عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف السوداني، عبر زج أنصاره بتظاهرات واسعة وتوجيههم نحو المنطقة الخضراء، لكن خطته كانت تقتضي بترك الأمور تسير، على أن تبقى هناك رقابة شعبية»، لافتاً إلى أن «الصدر سيتحرك في حال نقض الإطار التنسيقي وعوده، وأبرزها الانتخابات المبكرة».

 

وفي مسعى لإظهار صورة أفضل عن قوى الإطار التنسيقي، أعلن تيار الحكمة، الخميس، أن الإطار التنسيقي خوّل رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، بتشكيل حكومته وفق معايير «صارمة»، مع الحفاظ على الأوزان.

 

وكتب عضو المكتب السياسي للتيار فادي الشمري، في تدوينة عبر تويتر، إن «الاطار التنسيقي يخول رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني بتشكيل وزارته واختيار كابينته الوزارية السياسية وفق معايير ومواصفات صارمة مع الحفاظ على الأوزان».

 

ولا يزال التيار الصدري يمثل عنصر القلق الأكبر بالنسبة لقوى ‹الإطار› في طريق إمرار حكومة السوداني، خصوصاً مع توعده المستمر بعدم السمح بحكومة إطارية، ما يتطلب من السوداني أن يبادر إلى رسم خريطة تفاهم مباشرة مع الصدر.

 

3 سيناريوهات

في هذا في الإطار، تحدث تحليل أمريكي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الخميس، عن وجود ثلاثة سيناريوهات بعد تكليف السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة.

 

ويتمثل الخيار الأول، بسكوت الصدر لكي يمضي السوداني بتشكيل حكومته ثم يبدأ الصدر بحشد أنصاره بعد إعطاء السوداني مهلة (لن تتجاوز بضعة أشهر) لاكتشاف مدى نجاحه، فإذا فشل حسب تقييم الصدر، فإنه سيثير الشارع لإسقاطه.

 

ويبدو سكوت الصدر للآن على ترشيح السوداني، وبعكس ما توقعه الكثير من المراقبين، مرجّحاً لهذا السيناريو. غير أن المشاكل المتوقعة عند بدء عمليات اختيار الكابينة الوزارية، واستفزازات قوى الإطار للصدر قد تجعل سيناريو سكوت الصدر لمدة أطول ضعيف الاحتمال.

 

أما السيناريو الثاني – بحسب التحليل - فيتمثل في نجاح الوساطات التي تجري من قبل بعض قوى الإطار لإرضاء الصدر سواء من خلال منحه حقائب وزارية، أو إعطائه ضمانات بانتخابات قادمة مبكرة أو حتى منحه حق الفيتو على مرشحي الإطار للمناصب الوزارية، ولا تبدو احتمالات هذا السيناريو قوية في ظل ما قاله الصدر شخصياً، وما ذكره مقربين منه بأنه حسم قراره بعدم التفاوض مع قوى الإطار إلا علناً وتحت نظر وسمع كل العراقيين.

 

ويبقى السيناريو الثالث الأكثر ترجيحاً، ويتمثل في استثمار الصدر لمناسبة قريبة، مثل الذكرى الثالثة لتصاعد ثورة تشرين يوم 25 الجاري، أو ربما استثمار أي حدث آخر قريب للانطلاق باحتجاجات شعبية قد تجهض تشكيل الحكومة قبل ولادتها. هذا السيناريو يمكن أن تعززه المعلومات الراشحة عن وجود محادثات تهدف لتأسيس تفاهمات بين قيادات تشرينية وبين الصدريين، يتم بعدها توحيد الجهود وحشد القوى لانتفاضة شعبية كبرى تطيح بالنظام.

 

 

 

باسنیوز

Top