تقرير إسرائيلي يحذر: انتصار الصدر سيدفع إيران لضرب قوات التيار بالفصائل
اعتبرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الفوضى الجارية في العراق تهدد بتقويض دور ايران الاقليمي، وانها اذا شعرت بتراجع نفوذها بشكل أكبر، فإنها لن تتردد باشعال اقتتال عراقي سواء بين الشيعة انفسهم او بين الشيعة وبقية القوى الاخرى.
وبداية طرح التقرير الإسرائيلي التساؤلات التالية: هل من الممكن أن تفقد إيران جسرها الأكثر أهمية في الشرق الاوسط؟ وهل العراق على شفير حرب أهلية؟ والأكثر أهمية، ماذا يريد السيد مقتدى الصدر؟، مضيفا أن كل من بإمكانه الإجابة على السؤال الاخير، فانه يحمل المفتاح للإجابة على السؤالين الآخرين.
وبعدما اشار التقرير الى ازمة ما بعد الانتخابات العراقية الاخيرة، التي يبدو أن لا خيار آخر أمامها سوى حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، قال أنها قد تبدو مجرد تطور آخر في دول مثل لبنان وتونس والسودان، إلا أنها في هذه الدول تتعلق بصراع على السلطة، بينما هي في العراق قد يكون لها تداعيات اقليمية ودولية.
وفي حين وصف التقرير العراق بانه "دولة فاشلة" بسبب الفساد والبطالة وشح خدمات المياه والكهرباء، لفت إلى أن المعركة السياسية الحالية ربما تكون قد بدأت فعليا منذ العام 2003، وسوء الادارة الامريكية لمرحلة الاحتلال، اعتبر ان ايران اغتنمت اللحظة المؤاتية لها لإقامة "موقعها الأكثر أهمية في الشرق الاوسط".
ولفت ايضا الى ان المرجعية الشيعية في العراق ممثلة بالسيد علي السيستاني، أوضحت بشكل جلي أنه يعارض اقامة نموذج ايراني للحكم في العراق، بينما الموالين لطهران، والذين أقام العديد منهم في إيران خلال سنوات المنفى، يأملون باقامة نظام يتبع مبدأ ولاية الفقه مثلما هو الحال في إيران، وهو ما وصفه التقرير بأنه "صِدام ايديولوجي" يعكس التنافس المرير بين الكتل السياسية حاليا، وهو بمثابة معركة شيعية -شيعية تتغذى على الاختلافات الأيديولوجية والدينية ايضا على "حروب الأنا المتضخمة" والمنافسة الشديدة على الوظائف العليا والأموال.
واستعرض التقرير الخلافات الدائرة منذ انتخابات أكتوبر 2021، ومحاولات تشكيل الحكومة والصراع بين القوى الشيعية نفسها ومواقف القوى الكوردية والسنية، وصولا الى اقتحام الصدريين المنطقة الخضراء مؤخرا، وتابع قائلا ان كل الاطراف اشارت الى انها لا تريد صراعا مسلحا فيما بينها في الشارع، الا ان المناخ مشابه لدرجات الحرارة المرتفعة في بغداد، والمخاوف هي من احتمال أن أحدا ما سيفتح النار أو أن الرصاص سيخرج من بندقية ما، وهو ما سيؤدي الى اشعال حرب بين الجميع.
وبينما أشار إلى ان الصدريين يطالبون الآن بانتخابات جديدة، اعتبر التقرير أن أحدا لن يفاجأ إذا لم يكن هناك من يتقبل هذا المطلب في العراق، اضاف ان إيران "قلقة من هذه التطورات وعدم قدرتها على تملي مسار العملية"، وان ايران قلقة من أن انتخابات جديدة في العراق، لن تؤدي سوى الى المزيد من التلاشي لموقعها في العراق، فيما يستغل الصدر لمصلحته المشاعر المناهضة لإيران.
وختم التقرير الاسرائيلية بالقول ان كل هذه الاحتمالات تثير قلق قادة إيران بشكل كبير، موضحا أن خسارة إيران لسيطرتها على العراق ستؤدي الى "وقوع سلسلة من ردود الفعل في لبنان وتدمير صورة ايران كقوة اقليمية".
واضاف ان كثيرين في العراق يعتقدون أنه في حال تم حشر إيران وظهرها الى الحائط، فإنها ستستخدم كل قوتها الاقتصادية والسياسية ضد الصدر وأنصاره، وأنها قد توجه ميليشياتها الشيعية من أجل النيل من قوات الصدر.
شفق نيوز