نادية مصطفى: حالة الغناء في مصر تثير الأحزان
كشفت المطربة المصرية نادية مصطفى، عن تسجيلها أغنية خليجية جديدة بعنوان «تلوموني أنا»، وقالت في حوارها إنها تعشق الإيقاعات الخليجية، وأشارت إلى أن «الحفلات الغنائية في جدة والرياض صارت متنفساً لكافة المطربين العرب»، نافية ما تردد عن ترشحها لمنصب نقيب الموسيقيين خلفاً للفنان هاني شاكر.
وغابت المطربة نادية مصطفى عن ساحة الغناء التي انطلقت منها في ثمانينات القرن الماضي، بعدما اكتشفها الموسيقار محمد سلطان، ليصافح صوتها موسيقى كبار الملحنين والمؤلفين، واقتصر ظهورها في الآونة الأخيرة على أزمات نقابة الموسيقيين بصفتها عضواً في مجلس النقابة التي شهدت أزمات عدة بالسنوات الأخيرة، وإلى نص الحوار:
* هل أبعدك العمل النقابي عن الغناء؟
ـ لا شيء يمكن أن يأخذني من فني، لكن للأسف حالة الغناء الآن تثير الأحزان في ظل توقف شركات الإنتاج الغنائي، مما أجلس أصواتاً موهوبة عديدة في بيوتها، ومن يملك قدرة مالية منهم يصور أغاني «سينغل» على نفقته الخاصة، كما أن الإذاعة التي كانت تنتج أغاني وتقيم حفلات وكذلك قطاعات التلفزيون كصوت القاهرة وقطاع الإنتاج توقفت، كل هذا أثر سلبيا، والدولة يجب أن تتصدى لذلك لأن الفن مرآة للمجتمع، والطبيعي أن يعود الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ويعيد إحياء حفلات أضواء المدينة، حيث تعد حفلات الأوبرا حالياً هي المتنفس الوحيد لنا.
* وأين دور نقابة الموسيقيين من هذه الأوضاع؟
ـ النقابة ليست جهة إنتاج بالطبع، لكن أحد أهم أدوارنا الارتقاء بالمهنة، لذا نهتم بدعم الأصوات الموهوبة ونطمئن لاختيار كلام يناسب مجتمعنا، لكن اكتشفنا أن البعض يعتبرها أكل عيش، والفن ليس أكل عيش، كما أن أغلب هؤلاء الناس لديهم مجالاتهم، منهم من يملك محل جزارة، وجاء ليغني دون أن يملك ما يؤهله لذلك.
* ما هي أحدث مشروعاتك الغنائية؟
ـ سجلت أغنية «تلوموني أنا» من ألحان نبيل الغانم وكلمات دانيال، وهي تنتمي للإيقاعات الخليجية التي تستهويني، وقد قدمت ألحاناً خليجية عديدة من خلال أغنيات «بكل لغات العالم» و«العشق بلوة» مع يوسف مهنا، و«ليلى» ألحان عبد الرب إدريس، «كيف الوسيلة» لمحمد شفيق، ومع طلال داغر في «أنت عسل».
* وما الذي يستهويك في الألحان الخليجية؟
ـ الإيقاعات الخليجية ثرية وبها تنويعات عديدة، والجمهور المصري حين يسمع الرتم الخليجي يحركه لأنه قريب للنفس، كما أنني أحب الكلمات الخليجية بما تتضمنه من صور متفردة، مثلاً أغنية «بكل لغات العالم» تقول «لوكان حبي مطر روى الصحاري كلها».
* ومن تحبين سماعه من هذه الأصوات... ولماذا لم تقدمي ديو غنائيا مع أحدهم؟
ـ أحب الكثيرين منهم، وفي مقدمتهم «فنان العرب» محمد عبده، الذي أتابع كل جديده، وهو مدرسة بمفرده، وحسين الجسمي أعشق صوته واختياراته، وأتمنى عمل «ديو» لو عرض علي كلام ولحن مناسبان وصوت جيد، مثل الجسمي وماجد المهندس، وأحلام التي أحب جرأتها و«الكاريزما» التي تتمتع بها على المسرح، وسعدت بهذه الطفرة الفنية التي تشهدها حفلات جدة والرياض والتي صارت متنفساً مهماً للمطربين العرب.
* لماذا لم تقتحمي عالم التمثيل على غرار كبار المطربات؟
ـ شاركت في مسرحية «التشريفة» مع الفنان محمد السبع وفايزة كمال، كما جسدت شخصية المطربة الراحلة فايزة أحمد في المسلسل الإذاعي «كروان الشرق» الذي تناول سيرتها الذاتية، وكان لدي فيلم تحمست له بعنوان «تائه بين السماء والأرض»، لا أعرف لماذا تعثر، وفي بداياتي تلقيت عروضاً كثيرة لم أشعر أنها ستضيف لي كمطربة.
* قدمتِ أغنيات لعمالقة الملحنين والمؤلفين... كيف أثروا في مشوارك؟
ـ أعتز كثيراً بما قدمته معهم وقد أضافوا لي الكثير، فهؤلاء المبدعون لم يصلوا لمكانتهم من فراغ، بليغ حمدي كان رمز الأصالة، وكمال الطويل تعكس ألحانه الشياكة، ومحمد سلطان وحلمي بكر، لم يقدما لي أغنية جاهزة، بل كنا نختار معاً الكلمات والجملة اللحنية، ولو لم تعجبني جملة لحنية لا أستريح لها يتم تغييرها، وكان الشاعر الكبير محمد عبد الوهاب مريضاً لكنه لم يتركني في الاستوديو حتى يقوم بتغيير كلمة إذا لم تعجبني، إنهم متفانون في عطائهم للفن.
الآن يسمعك الملحن ألحاناً جاهزة لديه، ومؤلف مبتدئ عرض علي أغنية، قلت له هناك كلمة تحتاج لتغيير، فقال بشكل قاطع: «لا أغير شيئاً مما كتبت».
* ولماذا غاب أيضاً زوجك المطرب السوري أركان فؤاد وابنتك همسة عن الغناء؟
ـ أركان غائب عن الغناء لنفس الظروف التي يعانيها أغلب المطربين، وكذلك ابنتي همسة، وهي صاحبة صوت جميل، فرغم الانتشار السريع الذي تحققه «السوشيال ميديا» لكن هذا الجيل مظلوم جداً، لأن المعايير اختلفت وسيطرت أعمال تافهة، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وكل ظاهرة تأخذ وقتها وتنتهي.
* ما حقيقة ترشحك لمنصب نقيب الموسيقيين خلفاً للفنان هاني شاكر؟
ـ ليس صحيحاً على الإطلاق، فهذه مسؤولية كبيرة، تحتاج شخصاً مقاتلا مثل هاني شاكر، ولا أعتقد أنني في قيمة هاني، وقد تعرضت لإحدى أزمات النقابة ولم أنم بسببها لثلاثة أيام، كنت أتمنى أن يعود لأن النقابة تحتاجه، بمكانته كمطرب محترم أمين، ومقاتل، كان كل ما يهمه في قراراته هي سمعة مصر، وأن نقدم فناً يليق بها، ولم يجد مساندة كافية، بل هجوم على شخصه وقد حاولت إقناعه بالعودة لاستكمال مدته القانونية التي يتبقى عليها عام واحد لكنه رفض، فقد تعرض لضغوط شديدة على مدى سبع سنوات، وأنا يهمني أن يكون مرتاحاً، هاني طوال عمره كمطرب لم يتعرض لأي انتقاد، وهو واجهة مشرفة لنا.
القاهرة: انتصار دردير- الشرق الأوسط