• Saturday, 23 November 2024
logo

العراق.. من سيحسم صراع الدولة والسلطة والسلاح؟

العراق.. من سيحسم صراع الدولة والسلطة والسلاح؟

علي البيدر

 

منذ 19 عاماً هناك صراع مخفي احياناً ومرئي احيان كثيرة. هذا الصراع قائم بين الدولة والسلطة، حيث تمكنت الأخيرة من ابتلاع الأولى عبر إفراغ محتواها وتقويض تحركاتها من ثم العمل للإجهاز على آخر انفاسها.

السلطة قلقة غير مستقرة لا تمتلك شكلاً محدداً، عكس الدولة، فهي ثابتة قائمة على مرتكزات صلبة. قوة السلطة في هذه المرحلة نجحت في تمييع الدولة وهنا نجد ان الدولة الآن لا ترتكز على مؤسسات تديرها ورجالات يمنعون خرق المحظور او تجاوز الخطوط الحمراء، بقدر استنادها على جهات حزبية تتحرك وفق مصالحها التي تلجأ الى تعزيز عمل تلك المؤسسات عندما يكون العمل لصالحها، وتمارس نقيض ذلك عندما يكون نتاج توجه المؤسسات بالضد من مصلحتها، كما انها تستند، اي السلطة، على عناوين شخصية تتبع ايديولوجيات فئوية ضيقة جعلت الوطن آخر همومها او لغت وجوده من قائمة أولوياتها.

ما يحصل اليوم في العراق هو تسخير جهود الدولة لصالح السلطة او الحزب فقط، هذه الحالة سوف تعجل بإنهيار السلطة التي أصبحت تمثل الدولة المنخورة. امام ذلك كله، هناك صراع جديد ومن نوع مختلف يصارع السلطة احياناً والدولة في احايين كثيرة. هذا الصراع يتمثل بصراع السلطة والدولة مجتمعتين ضد السلاح. الصراع الجديد يخدم السلطة في مواضع معينة ويضرها في مواضع اخرى، اما موقفه من الدولة، فيمثل السرطان الذي ينهش جسدها المعنوي قبل المادي.

السلطة تحتاج الى هذا السلاح لدعم موقفها وتمرير صفقات معينة تحت اسمه، أو أنها تستخدمه لحماية نفسها من الدولة عندما تكون الاخيرة قوية. من سيحسم هذا الصراع؟ يتوقف ذلك على إرادة السلطة اليوم وقدرتها على ان تكون طوق نجاة تنقذ الدولة وتثبت حسن نواياها بعد كبوات عديدة تسببت في تهثيم الدولة وإضعاف نفوذها. الموضوع يحتاج إلى سنوات عديدة منذ بدء المعركة الآن لاستعادة الدولة او انهيارها بعد سقوط حاجز السلطة الفاصل بين الدولة والسلاح المنفلت.

ان السلطة اليوم لاهثة خلف مصالحها التي ستتقاطع فيما بينها عبر الصراع المسلح بإستخدم السلاح نفسه او المنافسة السياسة التي قد تنتج تيارات إصلاحية ترفض ما يحصل لتقوم بتصحيح مسار الوضع عبر الاستعانة بالشعب الذي لن يقف مكتوف الأيدي حيال انتشال الدولة من أعتاب الهاوية وطرد شِلاّت الفساد وسوء الإدارة والسلاح مثلما حصل مع تجارب عالمية منها افريقية يعتبر الشعب العراقي اكثر وعياً وتضحية من تلك الشعوب، لكنه ابتلي بطبقة سياسية بعضها سيحصل على لقب الأفسد في العالم والأكثر فتكاً بالدولة والشعب لو كانت هناك جهة عالمية تمنح هكذا القاباً لمستحقيها.

 

 

روداو

Top