• Wednesday, 24 July 2024
logo

لطبيعته الخلابة وثراءه التاريخي .. إقليم كوردستان وجهة سياحية فريدة في المنطقة

لطبيعته الخلابة وثراءه التاريخي .. إقليم كوردستان وجهة سياحية فريدة في المنطقة

يعتبر إقليم كوردستان ، احد اكثر المناطق غنىً بالمواقع السياحية الطبيعية والاثرية ، لثرائها من ناحية طبيعية وجمالية ، وتاريخه الممتد على مدى عصور سحيقة ، بالإضافة لما ينطوي عليه من خصوصية ثقافية تمنحها فرادة.

يعتبر إقليم كوردستان من المناطق النموذجية لهواة جمال الطبيعة الخلابة والمليئة بالجبال والأماكن الأثرية العريقة، وخلال موسم الصيف الحار يمكن للسكان المحليين والسياح التمتع ببرودة الطقس في المنتجعات الجبلية المطلة على سهوله وتلاله.

 وعلى سبيل المثال لا الحصر ، أعلنت المديرية العامة لسياحة دهوك، أن أكثر من 800 ألف سائح زاروا المحافظة منذ بداية العام الحالي.

وقال مدير سياحة دهوك خيري علي أوسو: "منذ بداية العام الحالي دخل 800 ألف سائح إلى المحافظة وزاروا المواقع السياحية"، مضيفاً "نتوقع ارتفاع العدد حتى نهاية العام، حيث وصل عدد السياح العام الماضي إلى مليون و500 ألف".

وقد شهدت محافظة دهوك مؤخراً افتتاح 15 موقعا سياحيا جديدا ضمن حدود المحافظة، أكبرها موقع تلفريك دهوك، والمجمع السياحي في جبل زاوا المطل على مركز مدينة دهوك ، في وقت أقدمت فيه حكومة الإقليم على تخفيف إجراءات دخول وخروج السياح الوافدين إلى الإقليم ، ما تسبب بانتعاش القطاع بشكل واضح.

 ويعدُّ قطاع السياحة قطاعاً مهماً لاقتصاد الإقليم، ففي عام 2013 -وهو العام الذي سبق ظهور تنظيم داعش وسيطرته على مناطق حدودية مع الإقليم- بلغ دخل إقليم كوردستان من السياحة مليار دولار، وكان يستقبل كل يوم من 8000 إلى 10000 سائح، قبل أن تنتكس السياحة بسبب المعارك مع التنظيم الإرهابي والازمة الاقتصادية اثر قطع بغداد حصة الإقليم من الميزانية الاتحادية.

 ففي مدينتي أربيل العاصمة والسليمانية ، وهما من كبرى مدن إقليم كوردستان ، توجد المئات من المواقع السياحية ، بالاضافة لمتاحف تحتوي على قطع أثرية وتماثيل تعود لعصور تاريخية غابرة، في حين يعرض متحف دهوك الوطني أكثر من 2000 قطعة أثرية تعود إلى العصر الحجري، فضلاً عن متحف للتراث الفلكلوري.

وتخطط حكومة إقليم كوردستان برئاسة مسرور بارزاني ، لان يكون قطاع السياحة مصدراً ثانيا للدخل في الإقليم بعد النفط من حيث الموارد وتضع الخطط الكفيلة باستغلاله بشكل جيد.

رئيسة هيئة السياحة في إقليم كوردستان أمل جلال أعلنت ، اليوم السبت، وضع خطة طولية الأمد تستمر 8 سنوات وأخرى متوسطة وقصيرة بشأن تطوير السياحة ، فيما توقعت وصول عدد السياح إلى أكثر من 20 مليوناً سنوياً .

وقالت جلال في مؤتمر صحفي  إن "أكثر من مليوني سائح دخلوا الإقليم خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام"، مرجحة أن يدخل الإقليم خلال العام الحالي أكثر من 6 ملايين سائح.

 وتعطي قلعة أربيل التاريخية منظراً جميلاً بإطلالتها المهيبة على وسط العاصمة ، كما تعتبر من أبرز معالم المدينة ، بالإضافة لمنارة "جولي"، التي تقع بالقرب من مركز المدينة، والتي شُيّدت في عصر السلطان مظفر الدين الكوكبري وكُتب عليها بالخط الكوفي ، كما ان المتنزه الملحق بها منحها جمالية مميزة.

 وفي أربيل أيضاً متنزه سامي عبد الرحمن وهو الأكبر في المدينة، بُني على أرض شاسعة مساحتها 800 دونم، ويعتبر من الأماكن النموذجية للاستراحة وقضاء الوقت في جو هادئ وجميل، وفيه العديد من ألعاب الأطفال والمطاعم وبحيرتان اصطناعيتان.

هذا بالإضافة الى العشرات من المصايف والمنتجعات الجبلية الساحرة والشلالات (شمال المدينة) مثل شلال بيخال وكلي علي بك وشلالات أخرى هادرة ، تتميز بجمال مناظرها الطبيعية وبرودة مياهها وكثرة وخضرة أشجارها.

 وعُرفت "بيخال" كمصيف يحتوي على شلالات رائعة ومناظر طبيعية أروع، ويبعد قليلاً عن شلال كلي علي بك المشهور، ويبعد مصيف بيخال أيضاً عن أربيل مسافة ساعتين بالسيارة ، ويعتبر وجهة معظم سكان العراق للاصطياف والاستجمام، خصوصاً في موسم الصيف الحار عادة في العراق.

 وشلال كلي علي بك ويعني بالكوردية "وادي علي بك" ، فيمتد بطول 12 كم، ويبعد 60 كم عن مصيف شقلاوة ، وينحدر من مكان مرتفع، ويبعد نحو 130 کم عن مدينة أربيل ، ويرتفع نحو 800م عن مستوى سطح البحر، وتبلغ درجات حرارته القصوى خلال فصل الصيف 35 درجة مئوية و10 درجات مئوية تحت الصفر خلال الشتاء.

 وفي حاج عمران، تقع أعلى قمةٍ جبلية في كوردستان، وتمتاز بعيون مياهها العذبة، وعين ماء معدنية يستخدمها السياح لأغراض علاجية، فضلاً عن الطبيعة الخلابة للمنطقة، التي لا تتعدى أقصى درجات الحرارة فيها خلال الصيف الـ30 درجة مئوية.

 أما السليمانية، فهي العاصمة الثقافية لإقليم كوردستان، وفيها سوق قديمة مزدحمة مع سوق كبيرة لصياغة الذهب ومركز للألعاب، فضلاً عن الحديقة العامة وسط المدينة، التي تضم النصب التذكارية لعدد من شعراء وكُتاب المدينة المعروفين ، ناهيك عن منتجعات جبلية ومواقع سياحية واثرية بالعشرات .

 وعلى بُعد 70 كيلومتراً من السليمانية، بالقرب من بحيرتي دوكان ودربنديخان، هنالك العديد من البيوت السياحية التي شُيدت للمصطافين، ويمكن إمضاء أجمل الأوقات في ممارسة السباحة وركوب الزوارق.

 وفي منتجع "أحمد آوا" شرقي مدينة السليمانية، هناك العديد من ينابيع المياه العذبة والشلالات المحيطة بأشجار الجوز والرمان والتين، التي تجذب المصطافين للاستراحة في ظلالها.

 ويصعب حصر جميع المناطق السياحية في محافظات إقليم كوردستان الأربعة (أربيل، دهوك، السليمانية، حلبجة) لكثرتها وتنوع امتيازاتها، لكن المؤكد أنها الوجهة الأولى للسياحة في البلاد، وقِبلة العراقيين في العطل والمناسبات ، خاصة مع حلول فصل الصيف اللاهب في العراق وارتفاع درجات الحرارة الى مافوق الأربعين المئوية وتخطي الخمسين في بعض الأيام ، حيث يشهد إقليم كوردستان توافدا لأعداد كبيرة من السياح من مختلف محافظات العراق لقضاء العطل وزيارة المدن والأماكن السياحية الكثيرة في الإقليم الذي يتميز باعتدال أجوائه مقارنة بباقي مناطق العراق.

 ويبلغ معدل السياح الذين يدخلون مدن الإقليم من باقي مناطق العراق أكثر من مليوني شخص سنويا لكنه تراجع كثيرا مع تفشي جائحة كورونا وإجراءات الاغلاق خلال العامين الماضيين ، قبل ان تعود للانتعاش مجدداً مع تخفيف الإجراءات وتراجع تفشي كورونا وانخفاض درجات التوتر والأزمات السياسية بين بغداد وأربيل.

 ويعود التوجه إلى إقليم كوردستان كوجهة سياحية من قبل السياح العراقيين من جميع المناطق الجنوبية والوسطى وبغداد العاصمة تحديداً ، لسنوات عديدة ، بل منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي ، حيث ما زال القصر الملكي الصيفي لملوك العراق في القرن المنصرم شاخصاً للعيان في ناحية زاويتة في ضواحي مدينة دهوك (450كلم شمال بغداد)، وكذلك تسمية أربيل كعاصمة صيفية للعراق في سبعينيات القرن الماضي ، وكذلك قصور صدام على قمة جبل گارة شمال غرب دهوك.

 

 

 

باسنیوز

Top