• Saturday, 23 November 2024
logo

الأمم المتحدة تحذِّر من تسبب حرب أوكرانيا في موجة جوع عالمية

الأمم المتحدة تحذِّر من تسبب حرب أوكرانيا في موجة جوع عالمية

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس (الأربعاء)، إنه يشعر بقلق بالغ من انتشار الجوع في مناطق مختلفة من العالم، في الوقت الذي تهدّد فيه الحرب في أوكرانيا الأمن الغذائي في أجزاء مختلفة من العالم.

وقال غوتيريش، متحدثاً إلى جانب مستشار النمسا ووزير الخارجية في فيينا، إن المحادثات جارية لإجلاء مزيد من المدنيين من مناطق الصراع في أوكرانيا. وأعرب عن ثقته في حدوث مزيد من عمليات الإجلاء في المستقبل. رغم ذلك، هوّن من شأن فرص عقد محادثات سلام حول أوكرانيا في وقت قريب.

وأدّت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة، بينما حذّرت وكالات الأمم المتحدة من أن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء في أفريقيا. وتسببت الحرب التي بدأت في فبراير (شباط) في تعطيل الشحن في البحر الأسود، وهو طريق رئيسي للحبوب والسلع الأخرى، مما أدى إلى تضييق الخناق على حركة الصادرات من أوكرانيا وروسيا.

وقال غوتيريش: «يتعين عليَّ القول إنني قلق للغاية؛ خصوصاً مع زيادة خطر الجوع في أجزاء مختلفة من العالم، بسبب الوضع المأساوي الذي نواجهه فيما يتعلق بالأمن الغذائي، نتيجة للحرب في أوكرانيا».

وفي أعقاب زيارة لمولدوفا -وهي دولة صغيرة فتحت أبوابها أمام تدفق اللاجئين من أوكرانيا المجاورة- حثّ غوتيريش الاتحاد الأوروبي على زيادة الدعم المالي للحكومة في كيشيناو. وفي كلمة له في مناسبة سابقة، قال غوتيريش إن مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا ستنعقد في وقت ما؛ لكنه لا يتوقع حدوثها في المستقبل القريب.

وقال في مؤتمر صحافي مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين: «هذه الحرب لن تستمر للأبد. سيأتي وقت تجري فيه مفاوضات سلام». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» حسب ترجمة رسمية باللغة الألمانية: «لا أرى ذلك في المستقبل القريب؛ لكن يمكنني أن أقول شيئاً واحداً: لن نستسلم أبداً».

من جهتها، وفي إطار الأمن الغذائي، اعتبرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن الحرب في أوكرانيا تهدد بشكل خاص الأمن الغذائي في مصر، باعتبارها أول مستورد للقمح في العالم، وفق ما أوضحت مسؤولة بالمنظمة خلال مؤتمر دولي بالمغرب. وقالت الباحثة الاقتصادية في «الفاو»، إكاترينا كريفونوس خلال المؤتمر السنوي للمصرف الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بمراكش، إن «أكثر من 40 في المائة من واردات مصر من القمح وزيت دوار الشمس» تأتي من روسيا وأوكرانيا.

ويعتمد هذا البلد على كل من روسيا وأوكرانيا لضمان 85 في المائة من حاجاته من القمح، و73 في المائة من زيت دوار الشمس.

وأضافت كريفونوس أن روسيا وأوكرانيا توفران «بشكل مباشر حصة كبيرة من واردات الغذاء لبلدان جنوب وشرق المتوسط»، أي مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس، وفق تصنيف المصرف الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وروسيا هي أول مصدر للقمح في العالم، بينما تحتل أوكرانيا المرتبة الخامسة، ويمثلان معاً 30 في المائة من الإنتاج العالمي لهذه المادة الأساسية. لكن صادراتهما منها تأثرت بشدة منذ انطلاق الحرب في 24 فبراير. في المقابل، أشارت المسؤولة في الوكالة الأممية إلى أن المغرب يرتهن «مباشرة بدرجة أقل بأوكرانيا وروسيا للتزود» بحاجاته من القمح. بيد أن المملكة تعاني هذا العام «جفافاً هو الأسوأ منذ عقود»، يرتقب أن يؤثر بشكل كبير على إنتاجها المحلي.

 

 

الشرق الاوسط

Top