تشكل خطة تركيا بإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم وإعادة توطينهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل سورية معارضة، تهديداً كبيراً، خصوصاً على المناطق التابعة لروجافا (كوردستان سوريا)، والتي تعرضت للإحتلال من قبل تركيا.

وبهذا الصدد، قال المدير التنفيذي لرابطة تآزر، عز الدين صالح، المنحدر من مدينة رأس العين (سري كانيه)، لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الأحد (8 أيار 2022)، إن "مهجّري سري كانيه لا يمكنهم العودة، بينما تركيا تستوطن أناساً من مناطق أخرى في مناطقهم".

وأضاف أن "اللاجئين والمهجرين قسراً عن منازلهم، لا يمكنهم العودة لديارهم في إطار العودة الآمنة أو الطوعية التي تتحدث عنها تركيا"، مردفاً بأن "أكثر من 25 ألف شخص، يعيشون تحت الخيام في مخيمات اللاجئين، وهم غير قادرين على العودة لمنازلهم لأسباب عديدة".

وحول تلك الأسباب التي تمنع المهجرين من العودة لمناطقهم، أشار صالح إلى "انعدام الأمن وكذلك ارتكاب الانتهاكات بحقهم، تحول دون ذلك، لأن المئات من الأهالي حاولوا العودة إلى ديارهم في مدنهم الأصلية، بعد عملية نبع السلام التركية، لكن حصلت هناك انتهاكات كثيرة".

وأما بشأن تلك الانتهاكات المرتكبة، ذكر أنها تشمل "الاعتقالات والقتل والخطف وابتزازهم بالمال وطلب الفدية، لا سيما من الكورد، إذ أن المنطقة تضم مكونات اجتماعية متنوعة".

من جانبه، أشار الناشط العفريني في مجال توثيق الانتهاكات، عبد الرحمن كوراجو، خلال حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، إلى "حدوث التغيير الديمغرافي في عفرين".

وتابع: "عملت تركيا على هذا الأمر، وبالنسبة لها فإن التغيير الديمغرافي قد تحقق، فإذا نظرنا للواقع في عفرين، نجد أنه قد تم إنشاء 58 مستوطنة سكنية، وانخفضت نسبة تواجد الكورد في تلك المنطقة إلى 20%، جميعهم من كبار السن، في حين ارتفعت فيها نسبة العرب المستوطنين إلى 80%".

وفي السياق، يربط السياسي الكوردي من تل أبيض (كري سبي)، إبراهيم مسلم، خلال حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، "مشروع تركيا بهزيمة داعش في شمال وشرق سوريا".

السياسي الكوردي لفت إلى أنه "لم يكن يُتطرق إلى الحديث عن المنطقة الآمنة سابقاً، إلا عند الأتراك في بعض الأحيان، ولكن حينما كانت داعش موجودة، لم تكن للأتراك مشكلة، لأنه لم يكن هنالك ممر يمتد من روجافا (كوردستان سوريا) إلى البحر الأبيض"، مبيناً أن هذه المسألة (المنطقة الآمنة) "ظهرت بعد عامي 2014-2015، عندما تم تحرير مدينة كوباني".

وكان قد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 3 أيار 2022، أن تركيا تعدّ مشروعاً لعودة مليون لاجئ سوري، سينفذ في 13 منطقة في سوريا بمساعدة المنظمات التركية والدولية.

 

 

روداو