• Monday, 08 July 2024
logo

مختصون: مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم أسباب الطلاق

مختصون: مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم أسباب الطلاق

أثبت متخصصون، أن هناك علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل ‹فيس بوك› و‹تويتر› و‹واتساب› والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية. صحيح أن العامل الاقتصادي والزواج المبكر وزواج الغصب وغيره تلعب دورا كبيرا في ارتفاع معدلات الطلاق، إلا أن الانفصال بسبب مواقع التواصل الاجتماعي يعد عاملاً جديداً يضاف إلى باقي العوامل والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة نتيجة التغيير والخلل الذي يعاني منه المجتمع العراقي، إذ أن الانفتاح الذي بدأ يشهده البلد بعد عام 2003، دفع إلى تبدل الكثير من المفاهيم المجتمعية.

التكنلوجيا والانفتاح
وفي هذا الصدد، تقول الباحثة والمتخصصة في مجال علم النفس حوراء الموسوي في حديث لـ (باسنيوز)، إن «الانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، أدى إلى اكتساب الفرد ثقافات غريبة عن المجتمع».

وتضيف الموسوي «فالإدمان على مواقع (فيس بوك) و(سناب شات) وغيرها من المواقع؛ أدى إلى أمراض نفسية سببها الفراغ، وضعف العلاقة الزوجية، وغياب لغة الحوار بين الزوجين، وهو ما تسبب في خلق الكثير من المشاكل الأسرية، التي تتطور إلى الطلاق».

وتحمّل حوراء الموسوي منظمات المجتمع المدني في العراق مسؤولية القيام بحملات وبرامج توعية للجنسين تبين مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي نفسيا وجسديا وحتى على مستوى العلاقة بين الزوجين، خصوصاً أن المجتمع العراقي يتجه نحو التفكك الأسري والانحلال المجتمعي، حسب رأيها.

ويشير باحثون إلى أن الخيانة الزوجية في يومنا هذا أصبحت «سهلة جداً» باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يدخل الشخص «للشات» من خلال ‹فيس بوك›، فيتعرف على امرأة افتراضية في البداية، ثم تتحول لحقيقية لاحقا، فمن كان مستعدا للخيانة الزوجية يذهب ويلتقي بمن تعرف عليها عبر ‹فيس بوك› وتبدأ العلاقة، أما الزوجة فربما لا تشك، ولكن قد تنكشف اللعبة، وتحدث الكارثة وتنتهي العلاقة الزوجية، وهذه السهولة لا تنطبق على الرجال فقط، بل يمكن للزوجة أيضا إيجاد «عشيق» لها عبر ‹فيس بوك› أو ‹توتير› فتدخل في المحادثة بغياب زوجها، ويقع الزواج في الهاوية.

جدار وحاجز
وتقول الخبيرة التربوية إسراء البياتي لـ (باسنيوز)، إن «كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي خلقت جداراً أو حاجزاً بين الزوجين وتسببت في توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء».

وبينت البياتي، أن «هناك الكثير من النساء يشتكين من إدمان أزواجهن على المكوث لساعات طويلة وبيدهم جهاز الهاتف الجوال»، واستدركت أن «هناك منازل انعدم فيها الحوار ليس بين الزوجين فقط، بل بين باقي أفراد الأسرة أيضاً، بسبب الإدمان على متابعة (فيس بوك) أو (تويتر) أو غيره، والانسجام مع هذه المواقع، وبالتالي الانفصال عن العالم الخارجي».

وترى الخبيرة التربوية، أن «وجود حالات الطلاق بسبب مواقع التواصل أصبح مشهداً مألوفاً عرف طريقه إلى أروقة المحاكم، من خلال قضايا تحوي ملفاتها الكثير من الأوراق التي تشير إلى تفاصيل».

وأشارت إسراء البياتي، إلى أنّ «وسائل التواصل الاجتماعي أفسدت على الأزواج معيشتهم؛ حيث يعيش كل من الزوجين في عالمه الخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهو يشبع ذاته ونجد الأزواج يعيشون تحت سقف بيت واحد، ولكنهم لا يعرفون بعضهم البعض».

وقد كشف مجلس القضاء الأعلى، عن إحصائية دعاوى الطلاق لعام 2021 لرئاسات محاكم الاستئناف - عدا إقليم كوردستان - مشيراً إلى أن عدد الحالات تجاوز الـ73 ألف حالة، وإن العاصمة العراقية بغداد تصدّرت باقي المحافظات.

وذكر تقرير مجلس القضاء، أن «حالات الطلاق في العام الماضي وصلت إلى 73399 حالة، كانت حصة بغداد منها أكثر من 27 ألف حالة طلاق».

وحذرت منظمات المجتمع المدني من عواقب وخيمة للتفكك الأسري الذي يشهده المجتمع العراقي هذه الأيام، حيث تحصل كل يوم نحو 210 حالة طلاق تقريبا، بواقع قرابة 10 حالات في الساعة الواحدة.

 

 

باسنيوز

Top