• Friday, 21 June 2024
logo

التحيز السلبي.. سبب رئيسي وراء الشعور بالإحباط في العلاقات العاطفية

التحيز السلبي.. سبب رئيسي وراء الشعور بالإحباط في العلاقات العاطفية

نميل عادةً إلى ملاحظة السلوكيات السلبية لشريك الحياة والتركيز عليها، مقارنة بالسلوكيات الإيجابية، وهذا من شأنه أن يطغى على الأحاسيس الإيجابية، ما يؤدي إلى شعور عام بعدم الرضا.

 

 
ويقول موقع «سايكولوجي توداي» إنه غالباً ما نتذكر الأمور السلبية بوضوح ولفترة أطول من التجارب الإيجابية مع الشريك، وعادةً ما يكون لها تأثير أكبر عند اتخاذ القرارات.

بطبيعة الحال، نحن البشر أنانيون وتنافسيون جداً ونميل لإصدار الأحكام على الآخرين، في حين أننا نستطيع العمل ضد طبيعتنا التنافسية.

ولفهم كيف يحدث هذا، علينا أولاً الاطلاع على إحدى خصائص الدماغ، والتي تسمى «الانحياز السلبي»، وهو ما يساعدنا على البقاء على قيد الحياة.

«التحيز السلبي» هو ظاهرة نفسية تعطي أهمية أكبر للتجارب أو المعلومات أو العواطف السلبية على حساب تلك الإيجابية، ما يؤثر على كيفية تفاعلنا مع شركاء الحياة.

نركز على الجانب السلبي بشكل لا إرادي لحماية أنفسنا من الأذى في علاقاتنا. فمثلاً، عندما ينسى الشريك شيئاً، نشعر بالألم، ويحتفظ الدماغ بهذه التجربة لحمايتنا من التعرض للأذى مرة أخرى.

تأثير الشكوى والتحيز السلبي
من أبرز الآثار الجانبية الشائعة للتحيز السلبي في العلاقات، الشكوى. وبسبب هذا التحيز السلبي، نركز على عيوب الشريك والأمور المزعجة في العلاقة، بدلاً من تقدير الجوانب الإيجابية، أو فهم الغرض من السلوكيات المزعجة، ومن ثم تتآكل مشاعر الأمان والحب.

كيف يؤثر التحيز السلبي على ديناميكيات العلاقة
الانتباه: نميل إلى ملاحظة السلوكيات السلبية لشريكنا وإيلاء مزيد من الاهتمام لها، مقارنة بسلوكياته الإيجابية أو المحايدة. وهذا يؤدي إلى مزيد من الحساسية تجاه الأخطاء والسهو، ومزيد من الانفعال، في حين يقل الشعور بالامتنان والراحة.
الذاكرة: نتذكر التجارب السلبية في العلاقة بشكل أكثر وضوحاً ولمدة أطول من التجارب الإيجابية، ما يؤدي إلى إحياء مظالم الماضي أثناء النزاعات، ومن ثم يجعل من الصعب المضي قدماً، وأيضاً يزيد تآكل الثقة والأمان العاطفي.
اتخاذ القرار: المعلومات السلبية يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على قراراتنا في العلاقة. على سبيل المثال، يمكن لتفاعل سلبي واحد أن يجعلنا نقرر حجب المودة، أو أن نكون أقل تواصلاً مع الشريك.
التأثير العاطفي: المشاعر السلبية مثل الإحباط وخيبة الأمل، تميل إلى أن تكون أقوى وأكثر ديمومة. وهذا يمكن أن يطغى على الفرح والرضا الذي نشعر به، مما يؤدي إلى شعور عام بالضيق في العلاقة.
استراتيجيات للتخفيف من التحيز السلبي
إن فهم التحيز السلبي هو الخطوة الأولى نحو تخفيف تأثيره على علاقتك. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات لمساعدتك:

معالجة الأمور بسرعة: معالجة الأخطاء بشكل سريع يمنع تخزين المشاعر السلبية.
الامتنان: ابذل جهداً واعياً لملاحظة وتقدير التصرفات الإيجابية لشريكك، فالتعبير عن الامتنان يوازن التركيز على الجوانب السلبية.
التواصل الإيجابي: التركيز على التواصل البنّاء، بدلاً من تسليط الضوء على الأخطاء التي يرتكبها شريكك، تواصل معه بشكل واضح عما يفعله بشكل صحيح ومدى تقديرك لهذه التصرفات.
الإيجابية: عندما تكون لديك ردود فعل سلبية، عبِّر عن الامتنان لتخفيف الصدمة لمساعدة عقلك على التوازن الإيجابي والسلبي.
التوازن: احرص على تذكير نفسك بالجوانب الإيجابية لعلاقتك لخلق منظور متوازن.
تذكَّرْ، بينما نشترك جميعاً في ميل متأصل للتركيز على السلبيات، لدينا أيضاً القدرة على تغيير تصوراتنا وتشكيل علاقات أكثر صحة وسعادة.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top