المطبخ العراقي يسبب السمنة ..و«كورونا» يصيب البدين أكثر من غيره
تتصدر مشكلة السمنة المفرطة في العراق مقدمة الأمراض المزمنة والتي سجلت مؤخراً معدلات وصفت بالقياسية. وتقف عوامل عدة خلف مشكلة السمنة، أبرزها ضعف الوعي الصحي والغذائي، وقلة الحركة. كما تنتج من السمنة مشأكل صحية كثيرة مثل أمراض تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم ومشأكل القلب والسكري.
وبحسب الدراسات، فإن الإنسان يكون عرضة للإصابة بالأمراض كلما زادت لديه نسبة البدانة أو السمنة، فزيادة كتلة الدهون تجعله يستجيب للالتهابات في الجسم، لا سيما عندما تكثر الشحوم في منطقة البطن، كما أن الإصابة بالسمنة في منتصف العمر، قد تؤدي إلى تقصير عمر الإنسان بما يقارب الخمس سنوات.
قلة الحركة ونوعية الأكل
وفي هذا الصدد، يقول خبير التغذية عبدلله الموسوي في حديث ، إن «من إبرز عوامل السمنة هو قلة الحركة والأكل غير المنتظم، إضافة إلى نوعية الأكل في المطبخ العراقي المتميز بكثرة الدهون والبروتينات، ما يتسبب بارتفاع نسبة البدانة والإصابة بمرض السكري والضغط والكورسترول وغيره».
ويضيف الموسوي، أنه «لاتوجد أي جهود حكومية للتوعية ومعالجة أمراض السمنة في عيادات مجانية، بدلاً من أن يتعرض المواطن إلى الابتزاز من قبل الصفحات التي تروج لعلاج السمنة ومراكز التنحيف غير المجازة التي تسببت بحالات وفيات مؤخراً».
ويرى خبير التغذية، أن «مشكلة البدانة أو السمنة تحتاج إلى عدة دوافع ومسببات للتخلص منها، كالثقته بالنفس وتقليل كميات الأكل للاستغناء عن العقاقير والأدوية المنحفة واتباع برامج الرياضة بدل الجراحة».
واحتلت العراق المرتبة العاشرة ضمن أعلى 10 دول عربية في سمنة النساء، بنسبة 70%، والبحرين في الترتيب التاسع بنسبة 70.5%، وجاءت لبنان في المركز الثامن بنسبة 71.1%، ومصر سابعةً بنسبة 71.3%، ثم غزة والضفة الغربية بـ71.5%، فيما احتلت ليبيا المركز الخامس بنسبة 72%، سبقتها السعودية بنسبة 73.7%، والأردن ثالثةً بنسبة 74.2%.
وتعتبر مشكلة السمنة مصدر قلق عالمي متزايد، إذ تشير البيانات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة في العالم قد تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1975 إلى ما يقرب من 2.1 مليار، أي أن ما يقرب من 30 % من إجمالي السكان العالم يعانون السمنة، ويستمر هذا العدد في التزايد.
ويموت نحو 100-400 ألف شخص سنويًا في هذا العالم، بسبب السمنة المفرطة، ممّا يطرح مشكلة كبيرة من مشكلات دول العالم عموماً، والأفراد بشكل خاص، ويوجب الانتباه إلى معالجتها كذلك.
بدون جراحة
من جانبه يقول الدكتور وميض يحيى ، إنه يعمل مع مرضاه للتخلص من البدانة بدون جراحة، مشيرا إلى أن «الجراحة ليست الاختيار الأول، بل تكوين بيئة غذائية صحية للعائلة وتشجيعهم على حرق الدهون يصل بنا لمناخ صحي جيد».
من جانبه أكد رئيس الجمعية العراقية لجراحة السمنة الدكتور رامز المختار، أن «جمعيتنا أقامت بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة مستشفى مدينة الطب وجامعة بغداد العديد من المحاضرات والورش والعمليات الجراحية بالناظور؛ وذلك من أجل تطوير التقنيات وطرق العلاج والنهوض بواقع العراق الطبي والصحي».
وقال المختار، أن «العالم يشهد تطوراً ملحوظاً في صناعة الأجهزة الطبية الدقيقة التي تذلل من صعاب العمليات الجراحية، فبعد أن كانت عمليات قص المعدة وغيرها خطيرة بسبب الجرح الكبير، اليوم صار بإمكان المريض الخروج فور أن يفيق من التخدير، كون العملية ما عادت تشكل خطراً مميتاً ولا جروحاً كبيرة بل ثقوب صغيرة للناظور والكاميرا».
وبحسب صحيفة ‹نيويورك تايمز›، فإن باحثين من جامعة ستانفورد الأمريكية المرموقة كشفوا عن أن فيروس «كورونا» يصيب خلايا دهنية وأخرى مناعية موجودة في دهون الجسم.
وعندما تحدث هذه العدوى فإنها تؤدي إلى مضاعفات أكثر ضرراً مقارنة بإصابة شخص لا يعاني السمنة بـ «كورونا»، وهو ما يعني أن الشخص البدين معرض بشكل أكبر لمخاطر الفيروس حتى وإن كان لا يعاني أي مرض مرتبط بالسمنة.
وأوضح الباحثون، أن الشخص الذي يعاني البدانة يكون أكثر عرضة لأن يخسر حياته بسبب الفيروس، لأنه يعاني مضاعفات أشد عندما يصاب بمرض «كوفيد- 19».
وأبدى الباحث فيليب شيرر من جامعة جنوب غرب تكساس الطبية، دهشته إزاء قدرة فيروس «كورونا» على إصابة الخلايا الدهنية في الجسم، وأضاف «كل ما يحدث في الدهون لا يظل حبيس الدهون، بل يؤثر على الأنسجة المجاورة».
وبحسب تقرير لوزارة الصحة العراقية صدر العام 2019، فقد بلغ عدد الذين يعانون من البدانة وزيادة في الوزن ما يقارب 29 مليون، 60% منهم مصابون بمرض السكري، و 9% منهم يعانون من ارتفاع نسب الكوليسترول والدهون في الدم، وجميعها تؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
باسنيوز