منعت القوات الأمنية في تركيا عددا من الكورد الذين يرتدون الزي الكوردي التقليدي من حضور احتفال نوروز الكبير الذي أقيم في مدينة ديار بكر في الجزء الشرقي من البلاد اليوم الاثنين، بحسب ما قاله الحاضرون الذين تحدثوا 

وقالت مراسلة : راوين ستيرك، إن الملابس التي تحمل "موضوعاً وطنياً" محظورة في هذا الحدث، مشيرة إلى أن الزوار يمرون بأربع نقاط تفتيش قبل الوصول إلى الساحة، و"بعض نقاط التفتيش لم تسمح لمن يرتدون الملابس الكوردية بالدخول".

وأكد الحاضرون أيضا : سلوك الشرطة تجاه الناس.

من جانبه، قال آية الله أشتي، رئيس حزب الحرية،: إنه "في البداية قالوا إن ملابسك تشبه ملابس الرجال المسلحين (أعضاء حزب العمال الكوردستاني)، فهذا ممنوع، ولا يمكننا السماح لك بالدخول".

في محاولة لشرح مظهره، أخبر أشتي القوات الامنية أنه رجل دين، وأن ملابسه تعكس ذلك.

واضاف اشتي: "عرفني احد ضباط الشرطة وطلب مني التحلي بالصبر والسماح له بالتحدث مع قائده. التقطوا صورة لي وأرسلوها إلى القائد، ثم قالوا إنهم سيسمحون لي بدخول المنطقة ولم يُسمح لأي شخص آخر بالدخول".

ترك رجل الدين أشتي غاضباً من موقفهم، وأخبر الضباط أن هذا النوع من السلوك يسبب التوتر والعداوة بين الناس، "إذا لم تسمح لي بارتداء ملابسي فكيف أحترمك؟" يتذكر أشتي سؤال الضباط.

كما قال المغني الكوردي الشهير هوزان كازو (72 عاماً) إن الضباط سمحوا له بالدخول فقط بعد أن استولوا على الجزء العلوي من زيه الكوردي.

وتابع: "لم يسمحوا لي بالدخول بالزي الكوردي واضطررت إلى خلع الجزء العلوي منه. لم يسمحوا لي بالدخول إلا بسراويل ملابسي الكوردية".

فيما قالت الشرطة لكازو إن الملابس الكوردية ممنوعة في الحدث.

"لم أكن أنا وحدي ، كل من جاء كان له نفس المصير. صادروا ملابس مئات الأشخاص"، وفقا لقوله.

تحظى احتفالات نوروز بأهمية خاصة بالنسبة للكورد في تركيا، الذين لم يُسمح لهم بالاحتفال بهذه المناسبة التي تشير إلى بداية الربيع، منذ عقود، ويواجهون ضغوطاً متزايدة من الحكومة التركية في السنوات الأخيرة.

وأظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات الشرطة وهي تستخدم خراطيم المياه لتفريق حشد كبير من الزوار أثناء توجههم إلى الاحتفال.

تم اعتقال أكثر من 100 شخص شاركوا في احتفالات دياربكر، وفقاً لمراسل شبكة رووداو الاعلامية.

احتفل مئات الآلاف من أبناء إقليم كوردستان، وكذلك المناطق الكوردستانية في تركيا وإيران وسوريا، بعيد نوروز الأحد، في إشارة إلى يوم التحرر من الاستبداد والمقاومة.

وأقيمت احتفالات حاشدة في اسطنبول وأنقرة وأضنة وعنتاب وإزمير ومناطق فان وحكاري (كولميرج) وباتمان المأهولة بالكورد يوم الأحد.

وقال كازو إن رؤية حشود الكورد تدفئ قلبه.

واضاف إنه "يضيء روحي أن أرى هذا الحماس، أمتنا الكوردية مرت بألم ومعاناة لا توصف. عندما بدأنا، لم نتمكن حتى من نطق كلمة واحدة باللغة الكوردية، حتى في منازلنا. هذا هو الأسف والحماس لمدة 70 عاماً. وهذا يشبه الولادة من جديد."

هناك تاريخ طويل من العداء والصراع حول القضايا والحقوق الكوردية في تركيا، وأنكرت الدولة في بعض الأحيان وجود الكورد ذاته.

كلمة كوردستان محظورة على البرلمان التركي، وأغلقت معظم وسائل الإعلام الكوردية الخاصة، ويتعرض حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكورد لضغوط هائلة مع وجود مئات من أعضائه في السجن.

تعتبر تركيا حزب العمال الكوردستاني "منظمة إرهابية"، وتعتقل المئات من أنصار وأعضاء ومسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي بسبب صلات مزعومة بالحزب المذكور.

 

 

روداو