بين وضع ساخن وأمل بتكرار تجربة كوردستان.. هل تصبح الأنبار قبلة للسيّاح؟
ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت غربي محافظة الأنبار العراقية، واحدة من أشد المناطق الساخنة في المحافظة، وذلك لما تتمتع به من مناطق صحراوية شاسعة، الأمر الذي يساعد عناصر تنظيم داعش على الاختباء والتنقل من خلالها.
هذه الناحية تضم واحدة من أهم وأكبر القواعد العسكرية في العراق، وهي قاعدة عين الأسد الجوية، التي تتمركز داخلها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والتي كثيراً ما تتعرض لعمليات استهداف من قبل الميليشيات الموالية لإيران.
وعلى الرغم مما تقدم، تعكف حكومة الأنبار المحلية، على تنفيذ مشاريع سياحية في ناحية البغدادي، وبدأت بإنشاء شلالات صناعية، ساهمت بجذب مئات السياح من مختلف مدن العراق، بحسب مدير الناحية شرحبيل العبيدي.
العبيدي، وخلال حديثه أشار إلى أن "بعد تحرير الأنبار من تنظيم داعش، الذي تسبب بدمار شبه شامل للبنى التحتية والأماكن الترفيهية في المحافظة، وعلى الرغم من حملات الإعمار التي تشهدها مدنها منذ سنوات، إلا أنها تفتقد لمشاريع تأهيل وتطوير الأماكن السياحية، ولم يكن هناك متنفساً للعائلات سوى بحيرة الحبانية (شرقي الأنبار)".
وبهدف توفير متنفس لعائلات منطقة البغدادي، أطلقت حكومة الأنبار المحلية مشروعاً بسيطاً تمثل بانشاء شلال صناعي، لكن ومع مرور الوقت أصبح مقصداً لمئات العائلات الأنبارية، الأمر الذي دفع لمتابعة العمل بتطوير المكان وجعله منتجعاً سياحياً كبيراً، بحسب مدير ناحية البغدادي.
ونوه العبيدي، إلى أن "المنطقة تطورت وأصبحت متنفساً لمئات العائلات من داخل وخارج المحافظة، لكن المنطقة ما تزال تفتقر لأعمال الإدامة"، لافتاً إلى أن "حكومة الأنبار، وجهت بعمل كشف أولي للمنطقة، لإنشاء شلالات صناعية أخرى، فضلا على إنشاء كورنيش ومحال تجارية ومطاعم شعبية في المنطقة".
وأكد أن "اللجنة المعنية باشرت بالكشف، وخلال الأشهر القادمة، ستشهد المنطقة تغييراً، رغم قلة المبلغ المخصص للمشروع، الذي لن يكون بالمستوى المطلوب إذا ما تم زيادة المبلغ المخصص"، مردفاً بالقول: "اذا أردنا تطوير واقع المناطق السياحية، فعلينا العمل على ذات الخطى التي تسير عليها حكومة كوردستان، والتي جعلت منها مقصداً للسياح من جميع دول العالم".
بدوره قال مدير منتجع الحبانية السياحي، مؤيد المشوح، أن "بعد تحرير المحافظة من داعش، جرى العمل على تطوير القطاع السياحي في المحافظة، كونه من أهم القطاعات التي تساهم بالارتقاء بالواقع الاقتصادي في دول العالم كافة".
وذكر المشوح، لوكالة شفق نيوز، أن "بعد إكمال عملية غلق مخيم الحبانية للنازحين، وإعادتهم إلى مناطقهم عام 2019، جرى إطلاق حملة إعمار كبيرة للمدينة ومرافقها، والتي شملت الشاليهات والمسطحات الخضراء، والملاعب الرياضية والمنتديات وقاعات الحفلات والمناسبات، مما جعلها مقصداً لآلاف السائحين من عموم محافظات البلاد، خاصة في فصل الصيف".
وتابع، أن "حكومة الانبار عملت على تنفيذ مشاريع عدة، لتطوير الأماكن السياحية، وذلك بالتعاون مع مديريات بلديات أقضية المحافظة، واستغلال مرور نهر الفرات بها، خاصة الضفة المطلة على المدن الرئيسة، لتنفيذ مشاريع عدة منها مناطق كورنيش الفلوجة والرمادي وهيت وحديثة، مما ساهم بتنشيط واقع هذه المدن".
وأشار المشوح، إلى وجود تفاهمات مع وزارة الثقافة، لـ"العمل على إعادة (بحيرة الثرثار) إلى الأنبار، والتي كانت من أهم المناطق السياحية في المحافظة"، مبيناً أن "الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده الانبار، ساهم بجذب آلاف السائحين من المحافظات كافة".
وبحيرة الثرثار تخضع لسيطرة فصائل مسلحة موالية لإيران، منذ تحرير الأنبار من قبضة داعش، ولا تسمح لأي من السائحين أو صيادي الأسماك، بالوصول إليها.
وفيما يخص واردات المدينة السياحية، أوضح المشوح، أن "الواردات لا تكفي لسد رواتب الموظفين، لذا يتم إنفاقها على تطوير المدينة ومرافقها، الأمر الذي يؤدي إلى سحب المنح من وزارة المالية لتمويل رواتب الموظفين".
وخلص مدير منتجع الحبانية السياحي، إلى القول: "بعد نحو سنة ونصف من الآن، ستنتهي فترة استثمار إحدى الشركات التي تملك 50-60% من المدينة، وستقوم بدفع مبالغ بدل إيجار بنحو مليار ونصف المليار دينار عراقي في السنة، ما يسهل تمويل رواتب الموظفين، وتحويل المدينة من شركة خاسرة الى رابحة".
شفق نيوز