• Friday, 24 January 2025
logo

الغاز الطبيعي يعيد تعريف العلاقات الدولية

الغاز الطبيعي يعيد تعريف العلاقات الدولية

هيمن لهوني

 

لم يكن الغاز الطبيعي عاملاً حاسماً في العلاقات الدولية كما هو الآن. حيث نجد كيف أن العلاقات والأزمات تغيرت بتأثير الغاز الطبيعي. لاحظوا كيف تحولت الدول التي عندها وفرة من الغاز الطبيعي إلى عامل رئيس في الأزمات والعلاقات الدولية.

الأزمة الأوكرانية الروسية: كل دول الغرب، خاصة الأوروبية، مكتوفة اليدين في مواجهة روسيا لكون دول كألمانيا تعتمد بالدرجة الأساس على الغاز الطبيعي الروسي ولا تستطيع في هذا الوقت إظهار موقف حازم، بل وتمنع ناتو من اتخاذ مثل هذا الموقف. فبفضل غازه الطبيعي، يكاد بوتن يحتل على مرأى من العالم كله دولة صديقة للغرب ولا أحد يستطيع شيئاً غير التلويح بعقوبات اقتصادية.

أميركا وقطر: قطر التي تقدم خدماتها منذ 50 سنة لأميركا ومصالحها وتحتضن كبرى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. باتت أميركا الآن بحاجة لغازها الطبيعي، على الأقل لأصدقائها. فقد دعي أمير قطر يوم أمس وعلى عجل إلى واشنطن واتخذت الدوحة حليفاً ستراتيجياً لأميركا خارج إطار ناتو، ولولا غازها الطبيعي لما تحقق لها هذا بهذه السرعة، حيث أن 12% من الغاز الطبيعي العالمي موجود في قطر.

تركيا وإسرائيل: منذ أكثر من عشر سنوات ترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات غير صحية ومتوترة. في تلك الأثناء، انهمكت إسرائيل في تحالفات طاقوية مع اليونان وقبرص ومصر، ضد تركيا. لكن تلك التحالفات لم تصمد حين قررت تركيا وإسرائيل تطبيع علاقاتهما، والفضل في ذلك للغاز الطبيعي. سيزور الرئيس الإسرائيلي تركيا قريباً للاتفاق على تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، وهناك الكثير من الزبائن بانتظار اتخاذ هذه الخطوة.

أذربيجان وأرمينيا: الحرب بينهما، والدعم الكبير الذي تلقته أذربيجان من تركيا وإسرائيل، يعود في جزء منه إلى غازها الطبيعي وجيوبوليتيكا الطاقة. دعمت تركيا باكو بكل قوتها، وفي الأسبوع الماضي عندما قطعت إيران موقتاً تصدير الغاز إلى تركيا قامت أذربيجان فوراً بملء الفراغ.

إيران: إيران أيضاً من الدول التي تمتلك غازاً طبيعياً جيداً. وسبب رغبة إيران، إن رغبت أو أرادت أن تتفق، وتشجيع أوروبا لها، هو غازها. فلولا العقوبات المفروضة عليها، سيكون لإيران أفضل الأسواق، وستصبح عاملاً أكبر تأثيراً على المجتمع الدولي.

كازاغستان: التوترات الأخيرة التي شهدتها كازاغستان مؤخراً، لها علاقة بالطاقة وبالغاز الطبيعي. فأميركا والصين تتنافسان على تقريب هذه الدولة منهما. من جانب آخر، فإن أحد الدوافع التي دفعت روسيا للتدخل العاجل في كازاغستان كان الحيلولة دون وقوع ميناء الطاقة هذا في قبضة الغرب.

من حسن الحظ أن إقليم كوردستان أيضاً عنده غاز طبيعي، وهذه فرصة ذهبية للاستفادة منه في العلاقات السياسية والاقتصادية، ولكن كيف يمكن ذلك؟ ومن سيفعل ذلك؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع

 

 

روداو

Top