• Friday, 24 January 2025
logo

قائد حرس حدود إقليم بودلاس البولندي: سبعة أشخاص فارقوا الحياة على الحدود بينهم عراقيان

قائد حرس حدود إقليم بودلاس البولندي: سبعة أشخاص فارقوا الحياة على الحدود بينهم عراقيان

قال قائد حرس حدود إقليم بودلاس البولندي، أندريه جاكوباشيك، إن سبعة قضوا منذ بدء هذه الأوضاع أو منذ أيلول من السنة الحالية، وكان بينهم عراقيان.

وأضاف جاكوباشيك، في مقابلة أن الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، هي حدود بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، لهذا ليس لجمهورية بولندا ولا لأي دولة أوروبية وحتى ألمانيا، السماح باجتياز الحدود بهذه الطريقة.

وأدناه نص المقابلة:

* كيف هي الأوضاع على الحدود حالياً؟

 

أندريه جاكوباشيك: الوضع على الحدود معقد جداً. نرى في كل يوم عدداً كبيراً من الناس قادمين من بيلاروسيا ويحاولون اجتياز الحدود البولندية أو حدود الاتحاد الأوروبي عنوة، من مواقع صعبة وفي ظروف خطيرة جداً. الناس المتواجدون على الجانب الآخر من الحدود تم دفعهم باستخدام القوة، لكي يجتازوا الحدود البولندية بأعداد كبيرة وبطريقة غير قانونية، ويجري هذا ليلاً بصورة خاصة. هذا يبدو خطيراً جداً لأن الأوضاع هنا، في هذه المنطقة من بولندا، صعبة جداً بسبب طبيعة المنطقة حيث الوحل والغابات والمحمية الوطنية والعدد الكبير من الأنهار والجو البارد. القيام بعمل كهذا في ظل ظروف كهذه يعرض حياة الناس لخطر مباشر.

 

* حسب الإحصائيات غير الرسمية فارق تسعة مهاجرين الحياة على هذه الحدود، هل عندكم إحصائيات رسمية؟

 

أندريه جاكوباشيك: حسب معلوماتنا والحقائق، لأن هذه حقائق الأيام القليلة الماضية، لم يتم العثور على أي شخص ميتاً لا على الجانب البولندي ولا بالقرب من الحدود. هذا يعني أني لا أشير إلى إحصائيات، وأقول هذا واثقاً، إن هذه إحصائيات بيلاروسية وليست بولندية، المرة الأخيرة التي لاحظنا فيها حالة وفاة كانت قبل أسبوع عندما مات مواطن سوري. تشير إحصائياتنا إلى أن عدد الذين فارقوا الحياة منذ بدء هذه الظروف أو منذ شهر أيلول هم سبعة أشخاص وبينهم مواطنان عراقيان.

 

* الجو بارد وهناك مخاوف من تجمد المزيد من المهاجرين، كيف تستطيعون مساعدة المهاجرين لكي لا يفارق المزيد من الناس الحياة؟

 

أندريه جاكوباشيك: بالتأكيد أول ما نفعله هو أننا نحاول من خلال مكبرات صوت أن نحدثهم عن الظروف وعن وضعهم القانوني. لهذا نحاول كلما رأيناهم في الجانب الآخر من الحدود أن نتحدث إليهم باللغات الكوردية والعربية والانكليزية والفرنسية، لنبلغهم معلومات ونخبرهم أن الأمر خطير ومن المستحيل أن تمكنوا من اجتياز الحدود من هذا الطريق. لكن إن عثرنا على شخص في جانبنا من الحدود، فإن أول ما نفعله دائماً هو مساعدته من الناحية الصحية، ونرسلهم إلى المستشفى ونحاول مساعدتهم وتزويدهم بالكساء المناسب وإذا كانوا بحاجة إلى طعام نزودهم بالطعام أيضاً. لكن علينا أن ننتبه لأمر واحد وهو أن من المستحيل أن يعبروا الحدود من هذا الطريق، وكل شخص يريد دخول الاتحاد الأوروبي، عليه أن يفعل ذلك بالطرق القانونية. بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي. أن يذهبوا إلى المنافذ ويبرزوا تأشيرات سفرهم ليعبروا حدود بولندا ويصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي. هناك مجموعة كبيرة من الناس تحاول اجتياز الحدود بطريقة غير قانونية من مناطق لا توجد فيها منافذ حدودية، هذا محال. لهذا ما من سبيل لنسمح لهم باجتياز الحدود.

 

* المهاجرون ينتظرون فتح الحدود والمرور عبر بلدكم إلى ألمانيا. ما مدى قوة فرضية فتح الحدود في وجههم؟

 

أندريه جاكوباشيك: عليكم أن تتذكروا شيئاً. هذه الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، هي بصورة تلقائية الحدود بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي. لهذا لن تسمح لهم جمهورية بولندا ولا أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي، ومن ضمنها ألمانيا، باجتياز هذه الحدود بهذه الطريقة. كما ليس هناك أي أمل في فتح هذه الحدود، لأن الطريق الوحيد لعبور الحدود هو الطريق الرسمي والقانوني وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، ومنها القانون البولندي، التي تقضي بأن تذهب إلى المنفذ الحدودي ومعك جواز سفرك وتحصل على تأشيرة السفر إلى الاتحاد الأوروبي لتعبر الحدود. بدون ذلك من المستحيل ولا مجال لفتح الحدود في وجه هؤلاء الناس ليذهبوا باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.

 

* هل ستقومون بنشر المزيد من القوة العسكرية؟

 

أندريه جاكوباشيك: فيما يتعلق بالجنود، عندنا العدد اللازم من الجنود لحماية حدودنا، فمعنا الشرطة والجيش أيضاً. لهذا فإن قوة الحماية خاصتنا كبيرة ولدينا الموارد اللازمة لحماية حدودنا. لا شك أن هناك خططاً، وقد دخلت حيز التنفيذ وهذه عملية البدء بتشكيل وسيلة للحماية. هذا لن يعني بناء جدار من الكتل الكونكريتية من جانبنا، بل يجب أن يكون جداراً من حدود، وهذا الجدار سيشيد خلال شهرين، وسنحمي حدودنا مع بيلاروسيا بهذا الجدار خلال شهرين.

 

* أنتم متواجدون هناك ومطلعون على الوضع، هل ترون كما يرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن هذه لعبة سياسية بيلاروسية، وأن المهاجرين باتوا ضحية تلك اللعبة؟

 

أندريه جاكوباشيك: بالتأكيد. هذه هي الحقيقة ونواجه هذه الحقيقة ونراها كل يوم بأنفسنا. كما نشعر بأسف بالغ على هؤلاء الناس الذين تورطوا في هذه اللعبة. هذا توجهه بيلاروسيا بالكامل، وخطط لها مسؤولو بيلاروسيا بالكامل. هؤلاء الناس (المهاجرون) هم بمثابة ألعوبة في يد ذلك النوع من الناس. لا شك أن طريقة التعامل معهم وحشية جداً. كما أننا نرى بأعيننا الحرس البيلاروسي وهم يضربون هؤلاء الناس ويدفعونهم دفعاً باتجاه السياج، لأن حدودنا محمية بوسائل حماية موقتة وهي نوع من الأسيجة. توجد أسيجة في كل جزء من حدودنا. لهذا أصبح من الصعب جداً اجتياز الحدود الآن، أولاً بسبب الظروف الطبيعية كالمناخ والغابات والوحل ثم السياج الذي بين حدود بيلاروسيا وبولندا. لهذا إن سارت الأمور هكذا وتم دفعهم عنوة سيكون صعباً جداً ومستحيلاً.

 

نسمع إطلاق نار كثير من جانب حرس حدود بيلاروسيا، فقط ليدفعوا الناس ياتجاه حدود الاتحاد الأوروبي وبولندا. نرى النساء والأطفال أيضاً. كما نرى أن الغالبية من الشباب. نرجوكم ابقوا في بيوتكم، ولا تسلكوا هذا الطريق وإلا فستواجهون مشاكل كثيرة. ستخسرون الكثير من المال، وقد تتعرض صحتكم وحياتكم للخطر. إن كان هنا من اقترح عليكم الوصول إلى أوروبا بهذه الطريقة، فتأكدوا أنكم ستضحون بالكثير من الوقت والصحة والحياة، ثم ستخدعكم بيلاروسيا. لهذا انتبهوا لمثل هذه الاقتراحات.

 

 

 

حاورته: آلاء شالي- شبكة روداو الأعلامية

Top