• Friday, 26 July 2024
logo

خبراء سياسيون : الوضع العراقي "متشابك" وتدهور الأوضاع ليس من مصلحة أحد

خبراء سياسيون : الوضع العراقي

جاءت محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالتزامن مع  التوترات السياسية الشديدة التي تعيشها البلاد على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة ، إذ ترفض كتل سياسية موالية لإيران ، النتائج الأولية التي بينت تراجع عدد مقاعدها في البرلمان.

ويعتبر مراقبون للشأن السياسي ، ان الهجوم الذي تعرض له منزل الكاظمي مرتبط بعملية تشكيل الحكومة، وأن الهجمات بالطائرات المسيرة استراتيجية شائعة لإرسال رسائل تحذيرية موجهة للكاظمي والى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الحائز على اكبر عدد من المقاعد النيابية في الانتخابات الأخيرة (73 مقعداً) ، والذي بدأ عملية التفاوض على تشكيل الحكومة في بغداد.

ونجا الكاظمي من محاولة اغتيال بطائرة مسيرة مفخخة استهدفت مقر إقامته في المنطقة الخضراء في بغداد، فجر الأحد، وفقا لمصادر امنية رسمية.

وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني، ان محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي بواسطة 3 طائرات مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد تم اسقاط 2 منها فيما أصابت الثالث منزله من دون أن يصاب الكاظمي بأي أذى.

 حلول جذرية

وفي هذا الصدد قال رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي ، في حديث  ان "هناك قراءات متعددة واطراف مستفيدة في الداخل والخارج من الوضع العراقي الحالي" ، مبينا ان " العراق بحاجة الى حلول جذرية وان الازمة التي تعيشها البلاد لن يتم حلها عبر الطائرات المسيرة،" مشيرا الى ان " الحلول تكمن داخل البيت الشيعي فقط ، اذ ان هناك قوة شيعية ترغب بتشكيل حكومة اغلبية ، وقوة شيعية أخرى رافضة لذلك ، وترغب بحكومة توافق " .

وتوقع مرعي ان تستهدف المسيرات شخصيات سياسية أخرى مما سيزيد من توتر الأوضاع اكثر، مشيرا الى ان " المعركة لم تكن معركة انتخابات وانما ما بعد الانتخابات فالعراق حاليا يعيش في فوضى وتصعيد وخلط للأوراق".

ويعتقد رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، ان "العراق بحاجة الى حوار حقيقي وليس اعلامي فقط وما ينتج عن هذا الحوار يجب الالتزام به".

وعبر ناشطون عن ارائهم حول ما تعرض له منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء من قصف عبر الطائرات المسيرة ، حيث قال الناشط والمدون حسين كريم، مغردا على تويتر ،ان " الطائرة المسيرة التي استهدفت مقر رئيس الوزراء انطلقت بالقرب من المعتصمين على نتائج الانتخابات وهذا يدل على ان الفصائل المسلحة شريكة بعمليه الاغتيال".

فيما قال الناشط على تويتر، اسعد الناصري، مغردا، ان " ضبط النفس بمعنى السكوت والتهاون أمام هذا الإرهاب السافر، وانه أمر غير منطقي ولا يبني دولة." مطالبا جهاز مكافحة الإرهاب والجهات المعنية "بوضع حد لهذا التحدي". والجريمة واضحة جداً لا يمنع من تطويقها والقضاء على من هدد بتنفيذها سوى الضعف والتقاعس في حماية العراق.

يشار إلى أن الهجوم على منزل الكاظمي ، أتى عقب حملة تحريض وتجييش ضد الكاظمي، شنتها فصائل موالية لإيران، منضوية ضمن الحشد الشعبي.

فقد اتهم مسؤولين في كل من حركة عصائب أهل، وكتائب حزب الله، و"سيد الشهداء"، رئيس الحكومة بالتورط في الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الأمنية ومناصري تلك الفصائل في بغداد خلال اليومين الماضيين، وأدت إلى مقتل أحد المحتجين ضد نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي (أكتوبر 2021).

ومنذ أكثر من أسبوعين، تعتصم فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، في قلب العاصمة العراقية، متهمة الحكومة والمفوضية بتزوير نتائج الانتخابات، التي أظهرت تراجعا كبيرا في شعبيتها، وانخفاضا واضحا ومريرا في عدد المقاعد البرلمانية.

فيما كان زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي ، ظهر في لقطات فيديو امس وهو يتوعد بالرد على الكاظمي ، بعدما تصدت القوات الأمنية لمحاولة من جانب انصار الفصائل المسلحة والأحزاب الخاسرة في انتخابات 10 أكتوبر الماضي لاقتحام المنطقة الخضراء

 المشهد متشابك

من جانب اخر، وصف المحلل السياسي، صبحي المندلاوي، المشهد في العراق بـ"المتشابك" ، وأن الأزمات كثيرة وكل الاحتمالات واردة وهذه العملية (محاولة الاغتيال) جاءت في وقت دقيق وحرج.

وقال المندلاوي في حديثه، إن "تدهور الأوضاع السياسية بالعراق ليس من مصلحة أحد، وأنه يضر حتى المعترضين (على نتائج الانتخابات).

وحذر متابعون من ان الهجوم يعد تصعيدا كبيرا وسط توتر أثاره رفض الميليشيات المدعومة من إيران قبول نتائج الانتخابات البرلمانية التي عقدت الشهر الماضي، متوقعين ان تتجه الأوضاع في البلاد إلى التصعيد ، وقد تشهد العاصمة بغداد حوادث مماثلة، بهدف الضغط على مفوضية الانتخابات، والقوى السياسية الفائزة، لإرضاء الفصائل المسلحة، بمقاعد في البرلمان المقبل.

ولاقت محاولة اغتيال رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق، مصطفى الكاظمي، إدانات واسعة على المستويين الدولي والإقليمي.

 

 

باسنيوز
 
 

Top