• Tuesday, 24 December 2024
logo

سوريا ليست العراق أو أفغانستان.. القوة الأمريكية باقية إلى الآن

سوريا ليست العراق أو أفغانستان.. القوة الأمريكية باقية إلى الآن

خلصت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية إلى أنه برغم من التزام الرئيس جو بايدن بإنهاء الحروب اللانهائية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ما يعزز موقف المراقبين بان الانسحاب الامريكي المقبل سيكون من سوريا، الا ان "عوامل معقدة" تظل قائمة وقد تحول دون ذلك، ما يعني ان القوة العسكرية الامريكية "باقية" في الشرق السوري "الى الان". 

وأوضحت المجلة الامريكية في تقرير لها انه في ظل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس/آب الماضي، والتزامها، من الناحية النظرية على الأقل، بالمغادرة من العراق، فقد "تزايدت التكهنات بأن انسحابا مشابها قد يحدث في سوريا، حيث لا يزال هناك ما يقرب من 900 جندي أمريكي". 

واشارت الى ان القوات الامريكية متمركزة في الشمال الشرقي السوري ذي الأغلبية الكوردية، وهي ساعدت قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد فلول تنظيم داعش، مضيفا ان القوات الامريكية ارسلت الى سوريا للمرة الاولى من دون اذن من حكومة بشار الأسد في دمشق وذلك بين عامي 2014 و 2015 من اجل الحاق الهزيمة بداعش.

ولفت التقرير الى ان القوات الامريكية انخرطت، بعد هزيمة داعش، بشكل غير مقصود في نزاعات اقليمية اخرى، وبشكل خاص في الاشتباكات بين تركيا و"وحدات حماية الشعب" الكوردية، التي تتمتع قيادتها بروابط مع حزب العمال الكوردستاني الذي سبق له ان نفذ هجمات داخل تركيا.

وفي حين تعتبر انقرة ان حزب العمال جماعة إرهابية، فإنها تختلف مع واشنطن فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب  التي أدت دورا حاسما في إلحاق الهزيمة بداعش، وقدمت واشنطن المساعدة لوحدات حماية الشعب بشكل مباشر ، وهو ما أثار غضب تركيا التي مارس رئيسها رجب طيب أردوغان ضغوطا على واشنطن لسحب قواتها من المناطق الكوردية، مما سيسمح لتركيا بالتدخل.

وذكر التقرير أن الرئيس السابق دونالد ترامب وافق بشكل مثير على طلب أردوغان، على سحب القوات الامريكية فجأة من جزء من شمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول العام 2019، وهو انسحاب أدى على الفور الى هجوم تركي نتجت عنه "عواقب فوضوية". 

الا ان الجدل الذي أثاره موقف ترامب بتعهده الانسحاب من سوريا، دفعه الى الابقاء على تمركز القوة الامريكية في الشرق السوري حتى نهاية ولايته الرئاسية، في حين ان تحرك الرئيس بايدن لاحقا لتطبيق انهاء "الحروب اللانهائية" في الشرق الاوسط، 

دفع بعض المراقبين الى القول بان الانسحاب من سوريا قد يكون التالي.

وذكر التقرير "لاحظ الخبراء أن هناك عوامل معقدة، بما في ذلك التزامات أمريكا تجاه الشركاء الإقليميين"، مشيرا الى ان قناة الجزيرة لفتت يوم الثلاثاء الماضي إلى أن المسؤولين في واشنطن اشاروا الى ان الولايات المتحدة ليس لديها خطط فورية للانسحاب، وأنه تم نقل "تأكيدات" الى قادة قوات سوريا الديمقراطية بأن الولايات المتحدة، باقية.

وتابع التقرير بالإشارة إلى أن العامل الثاني المعقد هو موقف الرأي العام المتعلق بالوجود الأمريكي في سوريا، موضحا أنه في حين أن غالبية الأمريكيين تؤيد الانسحاب الاميركي من افغانستان، فان استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظمهم "يؤيدون استمرار دور مكافحة الإرهاب للقوات الأمريكية في سوريا والعراق". 

وختم التقرير بالإشارة إلى أن "الاعتبارات الاخرى تتضمن التداعيات السياسية التي قد يسببها الانسحاب الثاني لادارة بايدن، التي واجهت معاناة شديدة في استطلاعات الراي بسبب سوء إدارتها المتصورة لنسخة الانسحاب الاولى، بالاضافة الى ان المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا "نطاقها ضيق" عند مقارنتها بفكرة "بناء الدولة" التي طبقت في أفغانستان وفي العراق.

 

 

شفق نيوز

Top