• Saturday, 23 November 2024
logo

الخارجية البولندية للمهاجرين: لا تذهبوا إلى بيلاروسيا ولا تتحولوا إلى أدوات في يد أحد

الخارجية البولندية للمهاجرين: لا تذهبوا إلى بيلاروسيا ولا تتحولوا إلى أدوات في يد أحد

خلال حوار نصح نائب وزير الشؤون الخارجية البولندي مارتشين بشيداتش، المهاجرين غير الشرعيين الذين يريدون الذهاب إلى أوروبا انطلاقاً من بيلاروسيا إلى بولندا وليتوانيا، وقال لهم لا تذهبوا إلى بيلاروسيا ولا تتحولوا إلى أدوات في يد أحد.

وهذا نص اللقاء مع نائب وزير الشؤون الخارجية البولندي مارتشين بشيداتش:

* السيد مارتشين بشیداتش شكراً لانضمامك إلينا من بولندا، أود البدء بالحديث عن الأوضاع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. كيف هي الأوضاع الحالية هناك؟

 

مارتشين بشيداتش: شكراً لكم على الاستضافة. من المهم لنا في بولندا أن نكون على اتصال مباشر معكم ومن خلالكم مع المجتمع الكوردي في العراق للحديث عن الأوضاع الحالية على الحدود. الوضع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا صعب وقاس جداً، لأن الحدود محمية بصورة جيدة جداً، حيث يوجد عدد كبير من حرس الحدود يغلقون الحدود ويعملون على تحصينها بالأسلاك الشائكة بصورة كاملة لقطع الطريق على الهجرة غير القانونية. لهذا فإن الاحتمال ضعيف أن يتمكن أحدهم من اجتياز الحدود بدون أن يكتشف أمره. عندما نرى أحدهم، فإنه بلا شك سيُطالب بالعودة إلى بيلاروسيا، هذا ما يقضي به القانون. يمكن أن يعلق أولئك الأشخاص أسابيع وأشهراً في بيلاروسيا، ونحن نعلم أن الشتاء على الأبواب والطقس في بولندا وبيلاروسيا بارد ويزداد برودة شيئاً فشيئاً، الشتاء في بولندا قاس جداً وتنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما بين 20 و30 تحت الصفر، والأوضاع على الحدود ستزداد سوءاً بكثير.

 

* جيد، ماذا لو اجتاز أحدهم الحدود ووصل إلى الداخل البولندي. هل ستقومون بإلقاء القبض عليه وتسليمه إلى بيلاروسيا؟ أم انكم أقمتم لهم مخيمات ليقيموا فيها؟

 

مارتشين بشیداتش: حسناً، هناك حالات قليلة تمكن فيها أشخاص من اجتياز الحدود، وأغلب هؤلاء لا يريد البقاء في بولندا بل يريد الذهاب إلى ألمانيا أو فرنسا. الأشخاص الذين يتم اكتشافهم عند الحدود ومن قبل حرس الحدود وهم قادمون من بيلاروسيا، هؤلاء بلا شك لا يُسمح لهم باجتياز الحدود ويبقون على الحدود البيلاروسية. لكن الذين تمكنوا من اجتياز الحدود، وعددهم قليل جداً كما أسلفت، فقد قمنا باحتجازهم في عدد من المراكز وهم بانتظار إعادتهم إلى العراق أو أي بلد آخر جاؤوا منه، فليسوا جميعهم عراقيين.

 

* وماذا لو قاموا بتعبئة استمارة طلب اللجوء الرسمية؟

 

مارتشين بشیداتش: إذا تمكنوا من تسجيل أسمائهم والحصول على مساندة من جهة دولية، أي إن لم يكونوا مجرد مهاجرين اقتصاديين وكانوا من الذين يعانون مشاكل سياسية، عندها يجب عليهم المرور بعملية ذات طابع خاص، لكن مثل هذه الحالات نادرة حتى الآن.

 

عدد كبير منهم لم يقوموا بتعبئة استمارات طلب اللجوء في بولندا، لأنهم إن فعلوا ذلك في بولندا فإنهم يخشون حرمانهم من تعبئة نفس الاستمارة في ألمانيا وبذلك سيعلقون في بولندا. غالبية هؤلاء يريدون تقديم طلب اللجوء والحماية في ألمانيا، وليتمكنوا من ذلك يجب أن يكونوا على الأراضي الألمانية وليس البولندية.

 

* طيب. هل تتوفر لديكم أي أرقام تبين عدد العراقيين أو الكوردستانيين المتواجدين في بولندا والذين تمكنوا من اجتياز الحدود؟

 

مارتشين بشیداتش: كما ذكرت من قبل، عدد الذين نجحوا في ذلك ضئيل جداً.

 

* أقصد بالأرقام، هل تتوفر عندك أي أرقام؟

 

مارتشين بشیداتش: ليست عندي الأرقام الحقيقية، لكن وكما قلت فإن عددهم صغير جداً، وربما يشكلون نسبة واحد أو اثنين بالمائة من الذين حاولوا اجتياز الحدود وتم احتجازهم من جانب حرس الحدود. لكن الذين تمكنوا من اجتياز الحدود، تم نقلهم كما ذكرت إلى مراكز خاصة وهم بانتظار إعادتهم إلى بلدهم، العراق.

 

على ما أرى، ليس من الصواب أن يدفعوا بعض آلاف من الدولارات ويمكثوا في بيلاروسيا أياماً، لتتم في النهاية إعادتهم إلى العراق من بولندا. يمكن لهؤلاء إنجاز أشياء كثيرة أخرى باستغلال ذلك المبلغ من المال، فالمبلغ كبير.

 

* هل هناك تنسيق بينكم وبين بيلاروسيا لحماية الحدود؟

 

مارتشين بشیداتش: حسناً، كما تعلم هذا عمل صعب لأن الدولة البيلاروسية دولة عدوانية ليس في تعاملها مع بولندا فقط، بل حتى في تعاملها مع أولئك المهاجرين، وهناك حالات قام فيها حرس الحدود وقوات الأمن البيلاروسية بضرب المهاجرين، وقد رأينا تعرض أولئك إلى تعامل سيء جداً من جانب الدولة البيلاروسية، وهناك مقاطع فيديو تم تصويرها ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر طريقة التعامل مع أولئك المهاجرين. يسمحون لهم أولاً بدخول بيلاروسيا ثم يستخدمون هؤلاء كأدوات ويضربونهم ويتعاملون معهم بصورة سيئة جداً.

 

 * هذا يعني أنك والحالة هذه تريد أن تخبرني بأن بيلاروسيا متورطة في أزمة اللاجئين هذه التي يعاني منها بلدك؟

 

مارتشين بشیداتش: هم يفعلون ذلك، إنهم فعلاً يفعلون هذا، وكما أخبرتك يستخدمون هؤلاء الناس كأدوات للانتقام من بولندا والدول الأوروبية والضغط عليهم. لذا فإنهم اختلقوا أزمة المهاجرين المصطنعة هذه.

 

المسألة في الحقيقة ليست أنهم يريدون مساعدة الناس على حدودهم، بل يستخدمون الناس كمجرد أدوات لزعزعة الوضع الأمني على حدود الاتحاد الأوروبي. أغلب هؤلاء الناس لم ينجحوا في اجتياز الحدود، لكن هذا ليس هدف رئيس بيلاروسيا، فالسيد لوكاشينكا يستخدم هؤلاء المهاجرين للانتقام وكأدوات ضد بولندا وليتوانيا، هذه هي القصة.

 

* أنت تقول إن الأمر يهدف للانتقام من أوروبا، فكيف سيكون رد فعل الاتحاد الأوروبي؟ هل من الممكن أن يتنازل الاتحاد الأوروبي ويدعو بيلاروسيا للحوار لمعرفة ما تريد؟

 

مارتشين بشیداتش: أنظر، الحوار مع لوكاشينكا من الصعوبة بمكان. لأن السيد لوكاشينكا ليس الرئيس الشرعي لبيلاروسيا، فقد تم حرف الانتخابات عن مسارها، والاتحاد الأوروبي لم يقر به رئيساً لبيلاروسيا.

 

* لكن من وجهة نظركم، فإنهم يحاولون الضغط على الاتحاد الأوروبي للإقرار بهذا الرئيس كرئيس شرعي لبيلاروسيا. ألا ترى أنه سينجح في الاستفادة من هذا الضغط وأن الاتحاد الأوروبي سيقر به في النهاية؟

 

مارتشين بشیداتش: أنا لا أظن ذلك، لأن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات عديدة على بيلاروسيا، وبالتأكيد لا توجد أي مؤشرات على تغيير محتمل في سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه بيلاروسيا، والضحايا الوحيدون لسياسات بيلاروسيا هذه هم أبناء هذا البلد ودول أخرى كالعراق، الذين يتم استخدامهم كأدوات في موجة الهجرة هذه.

 

باعتقادي، لن يُحدث هذا أي تغيير في سياسات الاتحاد الأوروبي أو أميركا تجاه بيلاروسيا. نحن لن نتراجع عن هذه السياسات بسبب هذه الضغوط، لأن السيد لوكاشينكا قمعي جداً ويتعامل بعنف مع شعبه، فلا يزال هناك المئات من السجناء السياسيين في هذا البلد. القيم التي نؤمن بها نحن هنا في الاتحاد الأوروبي تمنع حدوث أي تغيير.

 

* طيب، وماذا عن المهاجرين المتواجدين هناك حالياً، إلى جانب العراقيين والكوردستانيين، ما هي الجنسيات الأخرى التي يحملها المهاجرون؟

 

مارتشين بشیداتش: هناك عدد من الجنسيات، ولكن الغالبية العظمى منهم من دول الشرق الأوسط، إضافة إلى جنسيات أخرى من أفريقيا وآسيا الوسطى. هؤلاء لم يكونوا يعرفون كيف هي الأوضاع، بل أن بعضهم ظن أنه سيعبر إلى ألمانيا مباشرة بدون أن يشعر به أحد، بعضهم اعتقد جازماً أنه بمجرد وصوله إلى حدود بولندا سيصل سريعاً إلى ألمانيا. كما قلت لك، السيد لوكاشينكا يستغل هؤلاء الناس كسلاح ضد الاتحاد الأوروبي.

 

* حسناً، هل هناك أي تنسيق بينكم وبين حكومة إقليم كوردستان أو الحكومة العراقية؟

 

مارتشين بشیداتش: أجل، عندنا قنصلية في أربيل ودبلوماسيونا يتعاملون بنشاط كبير مع السلطات في إقليم كوردستان، وفي نفس الوقت هناك محادثات بيننا وبين الدبلوماسسين العراقيين في بغداد ووارشو أيضاً. التقينا مسؤول شؤون العراق في وارشو عدة مرات.

 

* أقصد بخصوص هذا الموضوع.. بخصوص الذين وصلوا إلى بولندا ويريدون العودة أو تريدون أنتم إعادتهم، هل يوجد تعاون بينكم وبين إقليم كوردستان في هذا السياق؟

 

مارتشين بشیداتش: أجل، يوجد بيننا تنسيق، وبالتأكيد فإن الحكومة العراقية والدبلوماسيين العراقيين في بولندا يعملون على هذا الموضوع ومطلعون على وضع هؤلاء المهاجرين لأنهم مواطنوهم، ما يستوجب مشاركتهم في العملية. الطريق الوحيد أمامهم هو طريق العودة إلى العراق.

 

* جيد، أود أن أطرح عليكم سؤالاً أخيراً، أريد منك أن توجه رسالة إلى شعب العراق وإقليم كوردستان، وخاصة إلى الذين يريدون الهجرة إلى أوروبا.

 

مارتشين بشیداتش: رسالتي ستكون كالآتي: لا تذهبوا إلى بيلاروسيا. إن كنت كوردياً أو عراقياً وتريد الحصول على تأشيرة سفر فتقدم للحصول عليها في بلدك بدلاً عن السفر إلى بيلاروسيا، لأنه في الواقع لا توجد أي فرصة لاجتياز الحدود من بيلاروسيا، سيجبرونك على دفع المال وسيأخذون منك كل وثائقك، وستُرسل إلى عمق الغابة شتاء حيث الوضع سيكون قاسياً جداً عليكم جميعاً. لهذا أقول لكم: لا تقدموا على هذه المجازفة ولا تتحولوا إلى أدوات في يد أحد.

 

 

حاورته شبكة روداو الأعلامية

Top