• Thursday, 18 April 2024
logo

مقهى ‹مجكو› في أربيل .. صرح تراثي حضري وقبلة للشعراء والمثقفين والفنانين والسياح

مقهى ‹مجكو› في أربيل .. صرح تراثي حضري وقبلة للشعراء والمثقفين والفنانين والسياح

الفرق بين مقهى ‹مجكو› وباقي المقاهي في مدینه‌ أربيل العاصمه‌ هو أن ‹مجكو› أصبحت قبلة السائحين المحليين والأجانب والمشاهير، وحتى رؤساء الدول والقادة، وقبلها كانت قبلة المثقفين والشعراء والفنانين ولایزال ، أمثال الشاعر دلدار، والشاعر الكبير الجواهري وغيرهم من الشخصيات البارزة والمعروفة.

فعندما يزور السائح قلعة أربيل (وسگ العاصمه‌) ، وقبل أن يتجول في سوق القيصرية أو حتى يدخل إلى الحديقة المزينة بالنافورات والتي تقابل القلعة التأریخیه‌ ، يزور ‹مجكو› للتمتع  بكل التفاصيل البسيطة التي يتميز بها المقهى من ديكورات فلكلورية وصور لشخصيات هامة ومشهورة معلقة على جدران المقهى.

‹مجكو› و‹الشاهبندر›

روادها من بغداد على سبيل المثال، يشبهونها بمقهى ‹الشاهبندر› والتي تعد من أشهر المقاهي القديمة في بغداد، وتقع في نهاية شارع المتنبي قرب مبنى القشلة، فالفلكلور الذي يتزين به مقهى ‹مجكو› هو قراءة في الماضي وتاريخ مصور للسنوات المتعاقبة بكل ما تحمل من أحداث مرت بها أربيل، ويعتبرونه السياح علامة دالة لمن يود المجيء إلى سوق القلعة.

 صاحب مقهى ‹مجكو›، محسن مجيد مجكو، والذي يقوم بإدارة المقهى بنفسه، قال لـ (باسنيوز)، إن «المقهى تأسس على يد والدي مجيد (مجكو) سنة 1940 وكان المقهى مقراً للمثقفين والأدباء ومنشدي المقام بأنواعه منذ تأسيسه».

وأضاف مجكو، إن «المقهى أصبح مكاناً سياحياً للأجانب وللسياح من داخل العراق، فمن يقوم بزيارة قلعة أربيل وسوق القيصرية يعرج على المقهى ويتمتع بما فيه من مناظر وصور تذكارية وتراثية».

 وفيما يخص أعمال الترميم، أكد مدير وصاحب المقهى، أن «كل أعمال الترميم التي طرأت على المكان كانت في إطار الحفاظ على رونقه الذي شُيّد عليه قديماً، وهذا الاهتمام أعطاه مكانة في نفوس أهالي أربيل».

ولفت إلى أنه «انسجاماً مع المكانة التاريخية والثقافية للمكان، فقد أضيفت مكتبة خاصة بالمقهى، وبدعم من عدد من المثقفين الرواد، لتكون مصدر إلهام آخر يؤكد العمق الأدبي للمقهى».

 ويصف الكاتب والناقد، نمرود قاشا، في مقالة له بعنون (قلعة اربائيلو «أربيل», جامع اللقلق) مقهى ‹مجكو› قائلاً: «يعد هذا المقهى ملتقى يومياً للكثير من الأدباء والكتاب الكورد والعرب حيث يتساجلون ويتحاورون حول الأدب والثقافة والفكر وبخاصة الحداثة الشعرية الكوردية كما تدور نقاشات جدية وعميقة حول بعض النصوص الشعرية التي يبدعها الشعراء من رواد المقهى».

ويضيف قاشا، «هناك أكثر من علامة بارزة في المقهى تدل على أن المقهى  للمثقفين الذين يتعاطون مع الثقافة قراءة وإنتاجاً، فأحد أهم أبرز تلك المؤشرات هي المكتبة التي تتصدر أحد جدران المقهى وتضم عشرات الكتب ويؤطرها غطاء زجاجي شفاف وتحتها عبارة (شيدت في عهد الأستاذ شوكت شیخ یزدین وزير مالية حكومة اقلیم كوردستان) في عام 1993 والذي استشهد في إحدى تفجیرین ارهابیین في عيد الأضحى من عام 2004 ليترك هذه البصمة والهوية الجميلة كتذكار من المعاني التي يستحضرها الزائرون للمقهى سواء من الزبائن العاديين أو من مثقفي أربيل أو ضيوفها القادمين من مدن العراق الأخرى».

‹مجكو› بجانب أقدم قلاع الأرض

من جانبه يقول الكاتب والباحث عزيز ياور ، لـ (باسنيوز) إن «المقهى مكان حظي بلقب (التاريخي والحضري) وبنفس الوقت، فهو جزء من الماضي ولكنه مازال حياً برواده، وما يضفي عليه جمالاً وجوده ضمن أقدم القلاع على وجه الأرض (قلعة أربيل)».

 

 

 

باسنيوز

 

كما زار المقهى العديد من رؤساء دول العالم، وأبرز من زار المقهى بوريس جونسون، رئيس حزب المحافظين قبل أن يصبح رئيساً لوزراء بريطانيا، حينها كان وزيراً للخارجية ، حتى أنه التقط صورة بالطاقية واليشماغ الكوردي وانتشرت الصورة في جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية.

Top