سياسيون: بعض الجماعات صارت عبئا على إيران
تشهد بغداد بين الفترة والأخرى زيارات لمسؤولين إيرانيين وخصوصا من قيادات في الحرس الثوري الإيراني، وبحسب آراء متخصصين في الشأن السياسي العراقي فإن هذه الزيارات تأتي ضمن إطار توجيه الفصائل المسلحة الموالية لطهران واستثمار تحركاتها بالضد من واشنطن.
زيارات إيرانية تليها هجمات للفصائل
وشهدت بغداد في السادس من شهر تموز الحالي، زيارة لمسؤول الاستخبارات في الحرس الثوري حسين طائب، وهي الزيارة الأولى له للعراق، لعقد اجتماعات مع قادة فصائل مسلحة حليفة لطهران.
واستغرقت زيارة طائب يومين، أعقبها تصاعد كبير في معدل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على المصالح الأمريكية، فقد استهدفت هذه الهجمات مقرات عسكرية في أربيل والمنطقة الخضراء ومطار بغداد وقاعدة عين الأسد، عدا عن هجمات أخرى بمناطق شمال شرقي سوريا استهدفت وحدات أمريكية عاملة ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وفي الرابع عشر من الشهر الحالي، زار بغداد وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، وعقد اجتماعات مع الشخصيات الرسمية الحكومية، إضافة إلى جهات سياسية ومسلحة مقربة من طهران.
ويقول السياسي المستقل غيث التميمي، في حديث، إن «تصعيد الفصائل العراقية ضد الأمريكيين، جاء بقرار وتوجيه من طهران، خصوصاً أن هذا الأمر اتفقت عليه الفصائل بعد اجتماعها مع مسؤول الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني حسين طائب، في العاصمة العراقية بغداد أخيراً».
وأضاف التميمي، أن «الحكومة تعرف جيداً من يقف خلف عمليات القصف بالصواريخ والطائرات المسيرة أو استهداف الأرتال بالعبوات الناسفة، خصوصاً أن شخصيات حكومية تجلس مع هذه الجهات وتفاوضها على التهدئة مع الأمريكيين، بدلاً من أن تطبق عليها القانون، كونها تقوم بعمليات إرهابية»، على حد وصفه.
ويبذل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بمساعدة مستشاره للأمن الوطني قاسم الأعرجي، جهوداً تهدف إلى وقف الهجمات على القواعد والمقرات العسكرية الأمريكية، إضافة إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد.
بلاسخارت تهاجم الفصائل
واتهمت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، بعض الأطراف المسلحة بالقيام بنشاطات ضد الدولة العراقية في مناطق مختلفة من البلاد، موضحة أن تلك النشاطات تمثل تهديدا لحياة العراقيين، وتضع البلاد في مواجهة مستقبل غير معلوم.
وأضافت بلاسخارت في مقابلة تلفزيونية «إذا استمرت تلك الهجمات، فبالإمكان أن نتوقع هجمات مضادة عاجلا أم آجلا، كما شهدنا في الفترة الأخيرة»، في إشارة إلى أنها تتوقع ضربات جوية أمريكية جديدة لمقرات الفصائل المسلحة في حال استمرت الأخيرة بمهاجمة المصالح الأجنبية في العراق.
وحثت الممثلة الأممية السلطات العراقية على ضرورة تحديد الفصائل المسلحة ومنفذي الهجمات، وتحميلهم المسؤولية، مضيفة «إن ما نشهده اليوم في العراق هو وجود فصائل مسلحة تنشط خارج سيطرة الحكومة وسلطتها، ولها أذرع في خارج أجهزة الدولة وداخلها، لهذا لو عدنا للحديث عما يجري، فإننا نتحدث عن فصائل مسلحة تنشط خارج إطار سلطة الدولة».
واعتبرت بلاسخارت استهداف البعثات الدولية والأبرياء «عملاً إرهابياً»، داعية إلى مساعدة لعراق من أجل الوقوف على قدميه، موضحة أن «العراقيين يجب أن يتعاملوا مع ذلك، وليس المجتمع الدولي».
ولفتت إلى أن الحضور الدولي في العراق جاء بناءً على رغبة حكومة بغداد، مبينة أن الهجمات الصاروخية تتسبب بمزيد من العنف في العراق، ولا يوجد هناك ما يبرر استهداف البعثات الدولية.
بعض الجماعات صارت عبئا على إيران
من جهته، وصف السياسي ناجح الميزان، زيارات الجنرالات الإيرانيين إلى العراق بأنها «محاولة لاستعادة السيطرة على كامل المشهد الذي كان يمسك به سليماني»، مضيفاً أنّ «بعض الجماعات المسلحة في العراق باتت تشكل عبئاً على إيران، بسبب عدم الالتزام بتوصياتها، وقد تتسبب لها بمشاكل خارج السقف مع المجتمع الدولي، ومن المرجح أن يتم تفكيكها مستقبلاً».
وبحسب مراقبين، تضع هجمات الفصائل المسلحة، الحكومة العراقية في موقف محرج مع الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال عدم قدرتها على السيطرة على الفصائل ومنع الهجمات على الجانب الأمريكي، وعدم قدرتها في ذات الوقت على تقديم تعهدات لواشنطن بذلك.
باسنيوز