• Wednesday, 17 July 2024
logo

السفير الروسي إيلبروس كوتراشييف : عراق اليوم صنعه أشخاص غير عراقيين ضمن حدود مصطنعة

السفير الروسي إيلبروس كوتراشييف : عراق اليوم صنعه أشخاص غير عراقيين ضمن حدود مصطنعة

قال السفير الروسي في العراق، إيلبروس كوتراشييف إن "عراق اليوم صنعه أشخاص غير عراقيين ضمن حدود مصطنعة"، مشيراً إلى أن "هذه الحدود المصطنعة في الشرق الأوسط تمثل مشكلة أدت إلى خلق مشاكل أخرى لكل هذه البلاد".

وأضاف كوتراشييف أن "مستوى الثقة المتبادلة بيننا وبين القيادة الكوردية عال جداً، وإن غابت الاجتماعات والزيارات لفترة، فلا ينبغي أن يفسر ذلك تفسيرات سياسية، فالأسباب لوجستية لا غير".

* هذه هي زيارتكم الأولى لإقليم كوردستان، ما هي رسالتكم لرئيس ورئيس وزراء إقليم كوردستان، وكيف شعرتم بصفتكم سفير روسيا الاتحادية وأنتم في إقليم كوردستان؟

كوتراشييف: دعني أكون صريحاً، من دواعي سروري أن أزور إقليم كوردستان وآتي إلى هنا قادماً من بغداد.. لكن في الحقيقة، لم أكن أحمل أي رسالة لقيادة إقليم كوردستان، وعلاقاتنا والحمد لله، ليست بحاجة إلى تبادل رسائل فنحن في تواصل مستمر... بيننا حوار سياسي جيد، ونحن في النهاية أصدقاء... في ظل هذه الظروف، يتمتع سفير روسيا بفرصة القدوم إلى هذه البيئة الصديقة وتنفس الصعداء، فالطقس هنا أفضل بكثير.

* هذا بالنسبة لأجواء الطبيعة، فماذا تقولون عن الأجواء السياسية، في بغداد ليس بالإمكان استنشاق هواء حر، لكن يمكنك التنفس في أربيل بصورة أفضل؟

كوتراشييف: لا، لم أكن أعني هذا... بغداد مدينة مهمة جداً عندي، وقد أمضيت نحو أكثر من خمس سنوات من عمري فيها، لا شك أنها لم تكن سنوات سهلة، إذ لم تكن سهلة لبغداد نفسها، لكنها كانت جزءاً مهماً من حياتي، وقد ولد ابني الأكبر في بغداد في العام 1999، لهذا أصبحت بغداد جزءاً من تاريخ عائلتي... أعذرني أني لم أطرق الموضوع سياسياً بصورة مباشرة، لكني وددت انتهاز هذه الفرصة لكي لا أتحدث عن فترة وجودي في العراق وكوردستان من الجانب السياسي وحده... لا شك أن زيارتي إلى كوردستان تحمل رسالة ذات طابع سياسي أيضاً، فمهام منصبي تجاه كوردستان والعراق عموماً، شبيهة بمهام ماكسيم ماكسيموف، السفير الذي سبقني في العراق... من هذا المنطلق، ثم أعمال سياسية علينا أن نقوم بها في بغداد، وسنزور كوردستان بين الحين والآخر ونجتمع مع أصدقائنا لنتبادل معهم الآراء ووجهات النظر.

* حول ماذا تبادلتم الآراء ووجهات النظر اليوم؟

كوتراشييف: حول كل الأمور، حول أوضاع العراق، حول أوضاع المنطقة، حول سوريا وإيران وكل المواضيع التي نهتم بها نحن وشركاؤنا الكورد.

* كيف هي وجهة نظركم عندما يكون الحديث عن العراق؟ لا شك وأن لكم وجهات نظركم تجاه إيران وسوريا أيضاً، لكن لنبدأ بالعراق.

كوتراشييف: عندي تجربتي في سوريا، لكن لا تجربة لي في إيران، ومؤكد أن لي تجربتي مع العراق، لكن عندي وجهة نظر محايدة تجاه إيران، إن سمحتم لي. بخصوص العراق، لا حاجة إلى أن أشير إلى أنّ الأوضاع معقدة وربما كان بعض الأمور أكثر درامية مما نريد لها أن تبدو، ولكن إن كان بإمكاني إجراء مقارنة، فسأقول إن ما أجده هنا، أقارنه بما كان في 2005، عندما غادرت العراق في المرة السابقة. لذا، فإن الأمور إذا ما قورنت بالعام 2005، فإنها ليست بذلك السوء، بل أن هناك أموراً أفضل حالاً. حصل تقدم في المسألة الأمنية. رغم كل المشاكل التي يواجهها العراق الآن، في مجال الاقتصاد، في الأوضاع الاجتماعية وأزمة الكهرباء وكل هذه الأزمات، الحال أفضل بكثير مقارنة بما كانت عليه في 2005.

* لكن مقارنة بالعام 2005، لم تكن هناك ميليشيات مذهبية في العراق، لتعادي البعثات الأجنبية على سبيل المثال، وكان تدخل الدول المجاورة أقل مقارنة بما هو عليه الآن، فهل أنت مصر على أن العراق أكثر استقراراً عند مقارنته بالعام 2005 من هذه الوجوه؟

كوتراشييف: عذراً يا رفيقي إن لم أتفق معك، لأن التوترات المذهبية كانت ملموسة بوضوح في 2005، رغم أنها لم تكن في أعلى مستوياتها، لكي أظن أن هذا ظهر بعد ذلك.. كانت هناك توترات مذهبية، وكانت هناك فصائل مسلحة... ونحن كروسيا الاتحادية، دولة متعددة القوميات والأديان، ولهذا عندما تكون لنا مشاكل على المستوى الديني أو القومي، نتفهمها كمشكلة سياسية بالكامل... من هذا المنطلق، يلفت انتباهنا وجود فصيل مسلح يواجه الحكومة ويستهدف البعثات الدبلوماسية، ولا يهمنا إن كان دينياً أو قومياً، فأولئك إرهابيون وأعداء لنا وعرضونا للخطر في ذلك الوقت... من هذا المنطلق، وضعونا في مواجهة تحديات أمنية جادة، حتى أننا فقدنا في العام 2006 خمسة من زملائنا في السفارة... تلك هي حتى الآن أكبر خسارة بشرية لحقت بنا، ليس في العراق وحده بل في الشرق الأوسط أيضاً.

*هذه الفصائل أيضاً، استهدفت قبل فترة، ما بين أسبوع وعشرة أيام، مدينة أربيل ونفذت هجوماً بطائرة مسيرة، واستهدفت قرى قريبة من هنا، وفي السابق هاجمت مدينة أربيل بالصواريخ. أعلم أنكم قمتم بإدانة تلك الهجمات، لكني أريد معرفة رأيكم في أهداف مهاجمة هذه الفصائل لكوردستان وللبعثات الدبلوماسية ولسائر أجزاء العراق؟

كوتراشييف: إن توخيت الصراحة، فليست في متناولي الصورة الكاملة لما يجري، وأظن أن غالبية الذين يشهدون هذا ليست عندهم الصورة كاملة... نحن نراها قسماً من سلسلة أحداث درامية تجري في العراق... من الصعب أن أعلق عليها.

*: أليست لديك أي فكرة عمّن قد يقف خلفها؟

كوتراشييف: كل ما أستطيع قوله هو أن العراق بات ساحة لتوترات وصراعات متنوعة، وأحياناً لا تعرف من الذي يقف خلف هذه الهجمات.

* وما هو موقف روسيا في خضم هذه الأزمات التي تعصف بالعراق؟

كوتراشييف: التوترات التي ولدها نشاط المجاميع الإرهابية، ويجب التعامل معها من جانب الأجهزة والوى القانونية الحكومية. أما التوترات الناجمة عن عوامل سياسية، فيجب حلها من خلال المساعي السياسية. لا أريد تسمية هذه الفصائل، ولكن هناك فصائل هي جزء من تنظيمات سياسية وعسكرية عراقية، وفي نفس الوقت هناك دول تسمي هذه الفصائل بالإرهابية.

* وهل تصفونهم أنتم أيضاً بالإرهابيين؟

كوتراشييف: نحن لا نسميهم إرهابيين.

* لكنك استخدمت كلمة "إرهابي" بنفسك، عندما كنت تتحدث عن الفصائل التي هاجمت أربيل.

كوتراشييف: أنا لم أكن أعني تلك الفصائل بالتحديد... كنت أعني الحالة بصورة عامة... في الحقيقة، لا يهمني كثيراً أن أقول هؤلاء إرهابيون وأولئك ليسوا بإرهابيين... فهذا ليس العمل الذي نقوم به نحن، نحن بعثة دبلوماسية وعملنا هو تقييم أوضاع البلد، وكذلك نبذل كامل جهدنا في مساعدة أصدقائنا لحل مشاكلهم. لكن المساعي الرئيسة يجب أن يحركها العراقيون أنفسهم، لأنهم إن لم يواجهوا المشاكل من الداخل بعوامل سياسية، من الصعب أن يصبح العراق مستقراً وقوياً.

*هذا يعني أن تواجد القوات الأجنبية واحد من أسباب التوتر في البلد، وأنها إذا رحلت سيكون العراق أحسن حالاً وسيتمكن العراقيون من حل مشاكلهم بصورة أفضل؟

كوتراشييف: للأسف، ليست المسألة بهذه البساطة. عندما احتلت أميركا العراق، وصفنا ذلك بالإجراء غير المشروع. فهو لم يكن معاقباً من جانب مجلس الأمن... لكننا قلنا لهم فيما بعد، إنه بموجب القانون الدولي وبما أنكم قمتم باحتلال البلد فإنكم تتحملون المسؤولية عن مل ما يحصل في العراق، وكان هذا قد ورد في قرار لمجلس الأمن الدولي.. من هذه الزاوية، يكون من الواضح أن الوجود الأمريكي في العراق يسبب توترات، من أحد الجوانب، والمشكلة كبيرة على المدى البعيد، ففي حال انسحبت من العراق وأراد العراق ذلك، سندعم العراق، وعلى أميركا في حال انسحابها أن تنسحب بمسؤولية.

* وما هي هذه المسؤولية؟

كوتراشييف: المقصود هو أن لا يخلفوا فراغاً أمنياً بانسحابهم.

* وكيف يمكن سد ذلك الفراغ؟

كوتراشييف: هذا السؤال لا يوجه إلى سفير روسيا... ففي الحقيقة هذا ليس بهمي. لكن الذين دخلوا العراق بالقوة وأبقوا قواتهم في العراق لعقدين من الزمن، كان عليهم أن...

* تريد أن تخبرني بأنهم هم الذين يجب أن يفكروا في الأمر؟

كوتراشييف: كان عليهم أن يعرفوا...

* أتعلم لماذا أوجه هذا السؤال إليك؟ أنظر، عندما رحلت أميركا عن بعض أجزاء من غرب كوردستان، حل الروس في أماكنهم ونشروا قواتهم هناك.

كوتراشييف: في الواقع، وعلى ما أذكر، انسحب الأميركيون ليتجنبوا مواجهة مع الأتراك. لم ينسحبوا لأنهم كانوا يبيتون نية طيبة تجاه السوريين. ثم قام الروس مع الحكومة السورية، لكون عدد الروس هناك أقل من القليل، قمنا مع قوات الحكومة السورية بتوفير الأمن لبعض المناطق، لكي لا تقع مواجهات بين القوات المقربة لتركيا والقوات الكوردية.

* هل من المتوقع تكرار سيناريو مشابه في العراق؟ هل من المحتمل حصول ذلك؟

كوتراشييف: لا، للعراق لا. عليّ التأكيد على أننا واثقون تماماً من أن العراق دولة موحدة ذات سيادة ويستطيع حماية أمنه بجهوده. إذا شعر العراق بالحاجة إلى المساعدة، عندها يستكيع طلب المساعدة.

* روسيا مستعدة لمساعدته؟

كوتراشييف: أعتقد نعم. لكن السؤال لم يطرح على هذا النحو قط. لم يطلب من روسيا قط مساعدة العراق من الناحية الأمنية. تلقينا طلب مساعدة من الحكومة السورية وساعدناها. وبالأخذ بأوضاع العراق، أشك في أن يطلب العراق شيئاً كهذا من روسيا.

* روسنفت وغازبروم متواجدتان في إقليم كوردستان، وأدى تواجد هاتين الشركتين في إقليم كوردستان إلى إزعاج العراق أحياناً، ماذا ترى في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين موسكو وأربيل؟ ما هي الخيارات المتاحة للمزيد من الاستثمارات بين إقليم كوردستان وروسيا؟

كوتراشييف: قلت إن العراق منزعج، أتقصد بغداد!

* نعم.

كوتراشييف: قبل كل شيء، يجب أن تكون نشاطاتنا كافة في أي منطقة من العراق من خلال التنسيق مع الحكومة العراقية والسلطات المحلية. هذه نقطة أساس مهمة.

* لكن هل كانت هذه هي الحال مع روسنفت وغازبروم؟

كوتراشييف: هاتان الشركتان شركتا قطاع خاص، وأنا لست مطلعاً على تفاصيل قدومهما إلى هنا. ربما جاءتا بطريقة لم ترق للحكومة العراقية. لا أعرف التفاصيل. كنت منشغلاً بسوريا لسنوات عدة، وقد عدت الآن إلى العراق، من المؤسف أن كل تفاصيل الماضي ليست عندي. لكنني أتحدث عن الأمور الأساس، النقطة الأساس هي أن كل عمل نقدم عليه في أي بلد في الشرق الأوسط يجب أن يكون بالتنسيق مع السلطة القانونية لذلك البلد. من هذا المنطلق، فإن حكومة إقليم كوردستان هي أيضاً سلطة قانونية.

* هذا يعني أنكم تجدون ملف إقليم كوردستان النفطي مشروعاً؟

كوتراشييف: هذه مشكلة يجب حلها أولاً بين بغداد وأربيل.

* لكن هذه المشكلة قائمة بين إقليم كوردستان والعراق منذ أكثر من عشر سنوات ولم تحل. بينما الشركات الروسية، ومنها شركات حكومية، مستمرة في التنسيق مع إقليم كوردستان.

كوتراشييف: هذا يبين أن روسيا براغماتية ومتأقلمة جداً، الحل لن يكون في صالح الشركات الروسية وحدها، بل يصب في صالح الكورد والعراق أيضاً. إن تحدثنا عن تلك الشركات، فلم يقل لنا أحد إن نشاط هذه الشركات غير قانوني.

* لكن نشاطات بعض هذه الشركات في العراق تم إيقافها بسبب نشاطاتها في إقليم كوردستان.

كوتراشييف: تحدث أمور كهذه أيضاً. ربما ارتكبت الشركات خطأ ما فبادرت الحكومة إلى رد الفعل ذاك. أنا لا أجد في هذا مشكلة كبيرة.

* أليست هناك اتفاقيات قادمة بين إقليم كوردستان وروسيا في مجال الاستثمار؟

كوتراشييف: هناك نية مشتركة لتطوير علاقاتنا. لكني لم أسمع بشيء عن اتفاق ما. من الصعب حالياً الحديث عن مثل هذه الأمور، فجميعنا يعاني من مشكلة كورونا وآثارها.

* لكن الحياة تستمر.

كوتراشييف: الحياة مستمرة، ولهذا تجدنا حالسين هنا بدون كمامات ونتحدث عن المستقبل.

* زيارة لرئاسة إقليم كوردستان إلى روسيا، أو زيارة وزير خارجية روسيا السيد سيرغي لافروف إلى إقليم كوردستان، موضوع يجري الحديث عنه كثيراً. هذا واحد من الأمور المتداولة. هل هناك تخطيط لهذا النوع من الزيارات؟

كوتراشييف: كما أسلفت، فإن عندنا مشاكل بسبب كورونا. هو من تسبب في تأخير الزيارات. العلاقات قبل كورونا كانت جيدة جداً. أرجو أن تعود إلى ما كانت عليه. مستوى الثقة المتبادلة بيننا وبين القيادة الكوردية عال جداً. إن غابت الاجتماعات والزيارات لفترة، فلا ينبغي أن يفسر ذلك تفسيرات سياسية، فالأسباب لوجستية لا غير.

* وهل هناك أي دعوة؟

كوتراشييف: ليس بعد. إن تحدثت بصراحة، ربما ستكون هناك دعوات قريبة. لكني لست مستعداً لتقديم أي توضيح الآن. لكن أقول بصراحة إن الموضوع ليس موضوع دعوتهم من جانب روسيا. فلو أراد مسؤولو حكومة إقليم كوردستان زيارة روسيا، ليس عليهم إلا تبليغنا وسنتولى نحن تنظيم الزيارة لهم.

* أي أن الأمر ليس بحاجة لدعوة؟

كوتراشييف: أقولها مرة أخرى، كانت بيننا في السابق علاقات متينة وبروتوكولات. نحن أصدقاء، وإن أردنا التباحث حول موضوع ما، سنبدي رغبتنا في الاجتماع ببساطة.

* في السنتين الأخيرتين، كان العراق ساحة لأحداث كبيرة، منها استقالة كابينة عادل عبد المهدي الحكومية، قتل قاسم سليماني، التظاهرات العراقية والعقبات في طريق تشكيل الحكومة، وكما ترون، فإن العراق مقبل الآن على انتخابات. كيف تجدون هاتين السنتين؟ هل تعتقدون أن الانتخابات ستؤدي إلى حل مشاكل السنتين الأخيرتين؟ أم ستؤدي إلى المزيد من التوترات وعدم الاستقرار؟

كوتراشييف: لو سمحتم لي، أود أن أتحدث عن تلك الأحداث من منظور الستراتيجية العالمية. فمن الناحية التاريخية، علينا أن نعلم أن عراق اليوم صنعه أشخاص غير عراقيين ضمن حدود مصطنعة. هذه الحدود المصطنعة في الشرق الأوسط تمثل مشكلة أدت إلى خلق مشاكل أخرى لكل هذه البلاد. نحن نتحدث عن شعوب العراق وشعوب سوريا، لكن ينبغي أن تتعلم هذه الشعوب العيش معاً كشعب واحد.

* لكن 100 عام مضين أثبتن أنهم لا يستطيعون العيش معاً.

كوتراشييف: لا، فقد بدأوا يتعلمون هذا.

* أنت واثق من هذا؟

كوتراشييف: أنا متفائل في هذا السياق. لا زالوا بحاجة إلى الوقت. من هذا المنظور، أفسر الأزمات الحالية التي تحدث في العراق على أنها جزء من تلك العملية. للأسف قد لا تكون هذه الأزمة الأخيرة التي تقع. لكني أريد القول إن العراق استطاع اجتياز العديد من الفترات الصعبة. كان آخرها قبل عشرين سنة من الآن. استطاع أن يتجاوزه كبلد واحد. ما يعني أني متفائل بشأن مستقبله.

* أن يبقى العراق وسوريا على حالهما، وكدولة واحدة؟

كوتراشييف: عليهما أن يتمكنا من ذلك.

* عليهما ذلك؟ لكنك أخبرتني أن هذه الحدود رسمها أشخاص لم يكونوا من أبناء هذه المنطقة. أنتم في روسيا، لماذا تدعمون هذه الحدود التي جاء آخرون قبل 100 عام ورسموها؟ لماذا تريدون أنتم بقاءها على حالها؟

كوتراشييف: لأنه وقبل كل شيء، نحن لسنا في موقع يؤهلنا للخوض في حدود دول أخرى. ليس لهذا علاقة بنا.

* لكن لا تقل لي هذا. أنتم أيضاً تفعلون ذلك. أميركا تفعل هذا، وتفعله روسيا.

كوتراشييف: لا، روسيا لا تفعل هذا. لا نخوض في حدود الدول. بل نعدها مشاكل داخلية تخصهم. هي مرتبطة بسيادة تلك الدول. كل حديث عن تغيير الحدود وكل محاولة لتغيير الحدود تؤدي دائماً إلى كوارث، إلى أحداث درامية، وضحايا بشرية ودمار.

* أليس من الأفضل القول إنها حالة مفروضة؟

كوتراشييف: نحن نؤيد الاستقرار.

* آخر سؤال لي سيكون عن غرب كوردستان. بعد انسحاب القوات الأميركية من تلك المنطقة، بدأت محادثات بين روسيا وقوات سوريا الديمقراطية. أكان ممكناً أن تحقق تلك المحادثات المزيد من التقدم؟ أو دعني أقول لماذا لم تسفر محادثاتكم عن نتائج؟

كوتراشييف: من المؤسف أني لا أتفق مع صيغة سؤالكم.

* لهذا السبب طرحت السؤال بصيغتين.

كوتراشييف: لأنه وقبل كل شيء، لم تنسحب أميركا قط من روجافا. بل لها اليد الطولى هناك.

* انسحبوا من المناطق التي تم احتلالها من جانب تركيا فيما بعد.

كوتراشييف: تلك كانت مناطق صغيرة. المشكلة هي أن أميركا تحتل بعض المناطق في سوريا. المشكلة ليست في جنوب شرق سوريا، في منطقة تنف، عندهم قاعدة عسكرية هناك وبصورة غير قانونية، ونشروا قواتهم في 55 كيلومتراً من المنطقة، ونحن لا نقرهم على هذا، لكن علينا أن نأخذ في الحسبان النأي بأنفسنا عن مواجهة القوات الأميركية. لم ينسح الأميركيون قط من جنوب شرق سوريا.

* تريد أن تقول شمال شرقها؟

كوتراشييف: نعم بالتأكيد شمال شرق سوريا. الأميركيون هم المسيطرون هناك وقد بدأوا بنهب الموارد الطبيعية السورية، وأقصد النفط. لهم دور هدّام للغاية هناك. أما عن قوات سوريا الديمقراطية، فإنها تخوض محادثات، ليس مع روسيا بل مع الحكومة السورية في دمشق، وتسعى روسيا بناء على علاقاتنا مع الطرفين، إلى ممارسة دور الحكم بينهما، أو دور منظم المحادثات.

 

 

حاورته: شبكة روداو الأعلامية

Top