"إيفر غيفن" تغادر قناة السويس.. تفاصيل رحلة طال انتظارها
وسط أجواء احتفالية وفي يوم صيفي مشرق ذات طقس معتدل، غادرت السفينة البنمية "إيفر غيفن" المجرى الملاحي لقناة السويس، إلى وجهتها النهائية بميناء روتردام الهولندي، لتكتب نهاية أزمة طالت لأكثر من 3 شهور.
وبعودة إيفر غيفن للإبحار بعد 107 يوما من الاحتجاز في منطقة البحيرات، تكون قناة السويس قد نفذت الأربعاء البند الخاص بالإفراج عن السفينة ضمن اتفاق أبرمته مع الشركة اليابانية المالكة للسفينة يتضمن تعويض القناة عن خسائرها من جنوح السفينة وتعطل الملاحة 6 أيام.
مغادرة المجرى الملاحي
وغادرت السفينة برفقة 2 من كبار مرشدي قناة السويس و5 قاطرات عملاقة سارت معها من الخلف والأمام وعلى الجانبين.
وبدأ خط سير السفينة داخل المجري الملاحي من مكان احتجازها في البحيرات المرة الكبرى الذي رست فيه منذ 29 مارس الماضي، واتجهت صوب المدخل الشمالي للقناة عند ميناء بورسعيد على البحر المتوسط، لتنطلق منه إلى هولندا.
واجتمع ممثلو وسائل الإعلام العالمية على متن إحدى القاطرتين اللتين تقدمتا إيفر غيفن في رحلة الخروج من المجرى الملاحي إلى مدخل القناة الشمالي ببورسعيد، وذلك بغرض البث المباشر لهذا الحدث الذى يحظي باهتمام عالمي.
وطوال رحلة خروج إيفر غيفن من المجرى الملاحي، لم تتوقف صافرات القاطرات المصاحبة احتفالا بالإنجاز الذي حققته قناة السويس، وشوهدت أعلام مصر ومختلف الدول فوق القاطرات التي تبادلت التحية بالصافرات والأعلام مع سفن الشحن والصيد التي كانت تسير داخل القناة.
وقال القبطان طارق الذكي قائد القاطرة "مساعد 5" في حديث لوسائل الإعلام إن السفينة إيفر غيفن تسير بسرعة 7.8 عقدة ورحلتها داخل المجرى الملاحي ستمر عبر قناة السويس الجديدة، وستسغرق من 6 إلى 7 ساعات للوصول إلى ميناء بورسعيد على البحر المتوسط.
إنهاء النزاع القضائي
وسبق مغادرة السفينة البنمية، تنفيذ قناة السويس التزامها بإنهاء النزاع القضائي بشأن التعويضات بصفتها الجهة المتضررة، وتقدمت بطلب إلى المحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية لرفع الحجز التحفظي على السفينة، وهو ما وافقت عليه المحكمة، بعد الاتفاق على التسوية الودية بين هيئة قناة السويس، وشركة "شوي كيسن كيشا" اليابانية المالكة للسفينة.
وكشفت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مندوبا قضائيا مختصا توجه صباح الأربعاء لمكان التحفظ على السفينة في منطقة البحيرات المرة قرب مدينة فايد، وصعد على متنها مع أعضاء من الإدارة القانونية بهيئة قناة السويس، لتنفيذ إجراءات رفع الحجز على السفينة وإخطار ربانها بالقرار رسميا، إيذانا بعودة السفينة للإبحار مرة أخرى.
تجهيز السفينة للإبحار
وأوضحت المصادر أن السفينة خضعت على مدار الأيام الماضية لمعاينات عديدة لاختبار سلامتها، وقدرتها على الإبحار مرة ثانية، وكذلك الاطمئنان على طاقهما البحري، المكون من 25 فردا معظمهم يحمل الجنسية الهندية.
وكانت المحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية قد أجلت البت في الدعوى القضائية رقم 78 لسنة 2021، المقامة من هيئة قناة السويس لتثبيت الحجز التحفظي الموقع على السفينة إلى 11 يوليو، بناء على طلب طرفي الدعوة، وهما الشركة المالكة للسفينة وهيئة قناة السويس، لمنحهما فرصة للتسوية.
وانفردت "سكاي نيوز عربية" بنشر تفاصيل اتفاق التسوية الودية بين الشركة اليابانية المالكة للسفينة الجانحة وهيئة قناة السويس.
ويقضي، حسب مصادر، بحصول القناة على 240 مليون دولار أميركي كدفعة أولى كدفعة أولى يعقبها سداد مبلغ 300 مليون دولار على دفعات لمدة عام منذ إبرام الاتفاق، ليصبح إجمالي التعويض النهائي 540 مليون دولار.
وشمل الاتفاق كذلك تعويض قناة السويس عن إحدى الوحدات البحرية التي غرقت أثناء إنقاذ السفينة الجانحة.
انتهاء احتجاز إيفر جيفن
وتعد سفينة الشحن البنمية واحدة من أكبر السفن في العالم، ويبلغ طولها نحو 400 متر، وعرضها 59 مترًا، ويصل عمق غاطسها إلى 15.7 مترا، وقادرة على نقل 20 ألف حاوية بحمولة تصل إلى أكثر من 220 ألف طن، وبلغت حمولتها أثناء الرحلة التي تعرضت فيها للجنوح بقناة السويس 18300 حاوية.
واحتجزت قناة السويس إيفر غيفن لمدة 3 أشهر بموجب أمر قضائي بعد تعرضها لحادث الجنوح في مارس الماضي، وتمكنت قناة السويس من تعويمها وإعادة تحريكها بعد 6 أيام من توقف حركة الملاحة تماما.
وبعد مغادرة السفينة للمجرى الملاحي، من المقرر أن تعقد هيئة قناة السويس احتفالية ومؤتمرا صحفيا لتوقيع عقد اتفاق التسوية الذي توصلت إليه مع ملاك سفينة "إيفر غيفن"، والإعلان عن تفاصيله.
ويحضر الاحتفالية والمؤتمر الصحفي بمبنى المارينا الجديد شرق القناة، الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وممثل الشركة المالكة للسفينة، وعدد من الدبلوماسيين والسفراء من بينهم سفيرا اليابان والقنصل الهندي، وممثلو الشركاء الدوليين لقناة السويس.