القصف الأمريكي: هل ضرب مواقع للحشد الشعبي في العراق وسوريا "إنذار" لطهران؟
ناقشت صحف عربية الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع تابعة لبعض فصائل الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران علي الحدود العراقية-السورية.
ورأى عدد من الكُتاب أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ارتكب خطأ كبيرا سيكون له "نتائج عكسية"، مؤكدين أن هذه الضربات ستعزز من "شرعية" الميليشيات الشيعية في العراق.
واعتبر كُتاب آخرون أن الضربات الأمريكية رسالة لتلك الميليشيات بألا تختبر صبر واشنطن.
"خطأ أمريكي"
تنتقد "رأي اليوم" اللندنية قرار الرئيس الأمريكي بتوجيه تلك الضربات، وتعتبر "أن بايدن ارتكب 'أُمّ الخطايا'" حيث إنه "يلعب بالنار، ويكشف في الوقت نفسه عن جهل فاضح بالمتغيرات المتسارعة في المنطقة".وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "هذا العدوان الأمريكي سيعطي نتائج عكسية حتما، لأنه سيحرج الحكومة، وسيوحد غالبية أبناء الشعب العراقي خلف الحشد الشعبي".وترى أن "هذه الضربات الاستفزازية ستعزز شرعية الحشد الشعبي وخططه للتعجيل بهذا الخروج هربا من الخسائر".وتذهب الصحيفة إلى أن توجيه تلك الضربات "يعني أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أمر بها لا يخطط لسحب قواته من البلدين، أي العراق وسوريا، ويريد الحفاظ على حالة عدم الاستقرار فيهما، ونسف مفاوضات فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي".
وينتقد شوكت أبوفخر، في "تشرين" السورية، الضربات الأمريكية بأنها "انتهاك فاضح ووقح للسيادتين السورية والعراقية، بل إن هذا العدوان هو انتهاك فظ للقوانين الدولية وشرعية الأمم المتحدة".
ويرى أن هذه الضربات "من شأنها زعزعة أمن واستقرار المنطقة، التي لا ينقصها مزيد من التوتر".
وترى "القدس العربي" اللندنية أن "الضربات الأخيرة تتجاهل حقيقة أن الحشد لم يعد مجرد فصائل عسكرية نشأت بفتوى من آية الله السيستاني، أو فصائل مذهبية تتبع توجيهات الولي الفقيه في طهران، بل بات جزءا مكونا من الجيش العراقي، يتلقى التسليح والتدريب والتمويل من الخزينة العامة أسوة بكل وأي فيلق رسمي".
وتربط الصحيفة في افتتاحيتها بين تلك الضربات وتطورات الملف النووي الإيراني، وترى أنها "ليست بعيدة عن استئناف صيغة مختلفة من المفاوضات المتوقفة بصدد البرنامج النووي الإيراني، ليس من جنيف بل من البوكمال السورية".
وتقول إن الميليشيات الشيعية العراقية "ورقة تلعبها إيران على أصعدة عراقية وإقليمية ودولية".رسائل أمريكية للميليشيات العراقية
ترى صحيفة "العرب" اللندنية أن "استهداف الجيش الأمريكي للميليشيات الشيعية العاملة لحساب إيران في سوريا والعراق رسالة بأن الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن لم تتخل عن حزمها تجاه تلك الفصائل ولم تتراجع عن هدفها المرسوم منذ سنوات والمتمثل في منع طهران من استخدام تلك الفصائل في ربط الأراضي السورية والعراقية وإنشاء ممر عبرها للأسلحة والمقاتلين يمتد إلى ضفة البحر المتوسط".
وتشير إلى أن الضربات بمثابة إنذار من واشنطن لتلك الميليشيات بأن "لا تختبري صبرنا مجددا".
ويرى فاتح عبدالسلام، في "الزمان" العراقية، أنه "لا مجال لإبعاد العراق عن ساحة الصراع الإقليمي والدولي، لقد فات أوان ذلك أو أن الفرصة موجودة، ولكن الأطراف الجدية المتعاطية مع هذا الملف ليست في وضع استعداد لحسم قضية استغلال أرض العراق وأجوائه في التصفيات الخارجية".
ويقول: "المتاح من قراءة القرار الأمريكي الرئاسي الأخير المبلغ للبنتاغون، هو أن هناك صفحة من الغارات السريعة ستكون ردا على أي تطور يكسر العلاقة بين العراق وأمريكا كدولتين لهما مصالح وتفاهمات".
ويضيف: "ثمة تخويل كبير بيد الرئيس، حتى من دون دعم الكونغرس، يصل إلى قرار خوض عمليات حربية واسعة ومستمرة تحت بند الدفاع عن النفس ومصالح الأمن القومي الأمريكي".
ويقول إن "علامات الأسوأ واضحة في الأفق. ويبدو أن مؤشر الغارات وقصف الصواريخ ينحرف بتبادل ما بين سوريا والعراق".