• Sunday, 24 November 2024
logo

مأساة عائلة كوردية حلمت بالوصول لأوروبا.. "سردار" حمل جثة زوجة على ظهره لمئات المترات

مأساة عائلة كوردية حلمت بالوصول لأوروبا..

حلمت عائلة كوردية من كوردستان إيران مؤلفة من زوجين وابنتيهما بالوصول إلى أوروبا، لكن وخلال وجودهم في اليونان، فارقت الزوجة الحياة، ما اضطر زوجها لحمل جثتها على ظهره، وواصل بجسده الهزيل المضي مع طفلتيه للوصول إلى بر الأمان، حتى انتهى به الحال في مخيم للاجئين، وهو الآن يناشد بمساعدته للعودة إلى وطنه ومواراة جثمان زوجته هناك.

سردار إبراهيم نجاد سلك طريق الهجرة المحفوف بخطر الموت مع زوجته وطفلتيه للوصول إلى دولة أوروبية لكن مرض القلب حول الرحلة إلى مأساة، ففي منتصف الطريق إلى اليونان فقدت زوجته ميهري نبي زاده حياتها.

ويقول سردار: "لقد كانت زوجتي منهكة جداً، وكان جسدها متعباً، بتنا ليلتنا في الغابة على أمل أن تحصل على بعض الراحة، لكن في الصباح كان واضحاً أنها لم تكن بحال أفضل، كان الطريق يبعد عنا 200 إلى 300 م وفي هذه المسافة حملت زوجتي للوصول إلى الطريق البري".

سردار من أهالي مدينة سردشت في كوردستان إيران، وبعدما نال المرض من زوجته وأقعدها عن الحركة، ترك ابنتيه عند أمهمها ليذهب ويطلب المساعدة من الناس في الطريق.

لم يقم أحد بمد يد العون له، كما أنه لم يكن إلى جانب زوجته وهي تحتضر وتُنتزع روحها.

ويتابع سردار: "لم تكن قادرة على التقاط أنفاسها، لقد تركتها على جانب الطريق وذهبت وأنا أطلق نداءات الاستغاثة للمارّين من أجل أن يتوقفوا لمساعدتنا، لكن لم يستجب أحد، وفي هذه الأثناء كان وضعها يسوء أكثر لقد حاولت جعلها تتنفس بالإنعاش الفموي وضعت يدي على قلبها لتحسس النبضات لكن الأمور لم تكن تبشر بخير، وفي المرة الأخيرة حينما كنت أحاول إنعاشها كان رأسها بين يديّ، كانت إحدى ابنتيّ على طرفي والأخرى على الطرف الآخر، بدأت تنزف من الأنف والفم وسقط رأسها، حينها أدركت أن الأمر انتهى وأنها تفارق الحياة، لقد كنت أقف عاجزاً وليس بيدي حيلة، ثم بدأت بالبكاء".

مر أسبوع على الحادث، ولا تزال جثة ميهري في ثلاجة إحدى مستشفيات اليونان، فيما سردار وابنتيه يخضعان للحجر في مخيم فلايكو ولا يسمح لهم بالاستمتاع بضوء الشمس سوى ساعة واحدة في اليوم.

ويسرد الزوج ما تعرض له بالقول: "جاءت الشرطة وقامت بتفريقنا، واقتادتني مع ابنتيّ إلى السجن، وقضينا هناك ليلتين، كنت أسالهم عن جثة زوجتي، قالوا لي إنها في مدينة أخرى".

لم يعد سردار يحلم بالوصول إلى دولة أوروبية أخرى، بل باتت أقصى أمنياته هي استعادة جثة زوجته ليواريها الثرى في موطنهم كوردستان، ويقول: "أناشد الجميع بمساعدتنا بأي وسيلة كانت، من أجل إعادة جثة زوجتي إلى كوردستان، لكي لا تبقى هنا".

يسلك الآلاف من كوردستان إيران سنوياً طريق الهجرة إلى أوروبا هرباً من سوء الأوضاع الاقتصادية وأملا في الحصول على حياة أفضل، لكن بعضهم لا يحقق هدفه وتتحول حياتهم إلى قصص مأساوية بسيناريوهات مختلفة في مخيمات اللجوء بل منهم من تنتهي قصة حياتهم حتى قبل الوصول إلى المخيمات.

 

 

روداو

Top