إبراهيم رئيسي: إسرائيل تحذر من "أشدّ رؤساء إيران تطرفًا حتى الآن"
قالت إسرائيل إن انتخاب إبراهيم رئيسي، رئيسا لإيران حريّ بأن يثير قلقا بالغًا لدى المجتمع الدولي.
ووصف متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، رئيسي بأنه الأشد تطرفًا بين رؤساء إيران حتى الآن، محذرًا من أن يكثف القائد الإيراني الجديد أنشطة بلاده النووية.
وأُعلن رئيسي يوم السبت فائزًا في انتخابات الرئاسة الإيرانية، التي رأى كثيرون أنها قد تم تفصيلها بحيث يفوز بها رئيسي.
ومن المقرر في أغسطس/آب أن يُقام حفل تنصيب رئيسي، الذي يشغل منصب رئيس السلطة القضائية ويتبنى وجهات نظر شديدة المحافظة.ويخضع رئيسي لعقوبات أمريكية، كما أن اسمه مرتبط بأحكام إعدام صدرت في الماضي بحق سجناء سياسيين.وفي بيانٍ أعقب إعلان فوزه في الانتخابات، تعهّد رئيسي بتعزيز ثقة الشعب في الحكومة، وبأن يكون رئيسا لكل الإيرانيين، قائلا: "سأشكل حكومة جديّة، وثورية، ومحارِبة للفساد".
في غضون ذلك، غرّد ليور هايات، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية على تويتر، قائلا إن رئيسي "شخصية متطرفة، وإنه ملتزم ببرنامج إيران النووي العسكري الذي يتقدم بوتيرة متسارعة".
وانخرطت إيران وإسرائيل في حرب خفيّة طويلة المدى، دفعت كلاً منهما إلى القيام بأعمال عدائية ضد الآخرى، لكن مع تفادي اندلاع حرب شامل.
وتشهد وتيرة الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران في الآونة الأخيرة احتدادًا في موقف معقد، تمثل فيه الأنشطة النووية للأخيرة رافدًا كبيرا من روافد التوتر.
وتواجه إسرائيل اتهاما من إيران بقتل كبير علمائها النوويين العام الماضي، وبشن هجوم على إحدى منشآتها لتخصيب اليورانيوم في أبريل/نيسان.
وتقول إسرائيل إنها لا تعتقد أن برنامج إيران النووي سلمي تماما، وإن لديها قناعة بأن طهران تسعى لحيازة سلاح نووي.
وعلى صعيد آخر، وتعليقا على نتيجة الانتخابات الإيرانية، أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لأن الإيرانيين "حُرموا حق اختيار رئيسهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة".
وتزامن انتخاب رئيسي مع إجراء مفاوضات في فيينا تستهدف إنقاذ اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015.
وأفاد بيان للاتحاد الأوروبي أن اجتماعًا رسميًا آخر سينعقد، الأحد، بين إيران والقوى الست الموقعة على الاتفاق.
وتعدّ هذه هي الجولة السادسة من المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
وكان الاتفاق النووي الإيراني قد انهار عام 2018 غداة إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب منه والعودة إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.
وفي رد فعل على الخطوة الأمريكية، كثفت طهران أنشطتها النووية مسجلة في الوقت الراهن أعلى مستوياتها في تخصيب اليورانيوم - إلا إنها مع ذلك لا تزال دون المستوى المطلوب لتصنيع سلاح نووي.
"جزار طهران"
في تغريدته على تويتر، وصف المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، رئيسي بـ "جزار طهران"، في إيماءة إلى أحكام بالأعدام أصدرها الأخير بحق الآلاف من السجناء السياسيين عام 1988.
وكان رئيسي أحد قضاة أربعة باتوا معروفين باسم "لجنة الإعدام" والذين حكموا بالعقوبة القصوى على نحو خمسة آلاف شخص بينهم نساء، طبقا لمنظمة العفو الدولية.
كما أشار المسؤول الإسرائيلي إلى مقتل 30 ألفًا آخرين، وهو رقم تشير إليه جماعات حقوقية إيرانية.ماذا عن ردود الفعل العالمية الأخرى؟
سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهنئة الرئيس الإيراني المنتخب، مؤكدا عُمق وقوة العلاقات بين البلدين.
وبعث قادة كل من سوريا، والعراق، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة برقيات تهنئة إلى رئيسي.
وأعرب متحدث باسم حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة، عن الأمنيات لإيران بـ"التقدم والرخاء".
وفي المقابل، رأت منظمات حقوقية أن رئيسي يجب أن يخضع للتحقيقات حول عدد من الفظائع.
وقال مايكل بيج من منظمة هيومن رايتس ووتش: "بصفته رئيسا لسلطة قضائية قمعية في إيران، أشرف رئيسي على بعضٍ من أفظع الجرائم في التاريخ الحديث لهذا البلد، وهو ما كان كفيلا بأن يضعه قيد التحقيق والمساءلة لا أن يؤهله إلى منصب أعلى".