تنسيق الأزمات في إقليم كوردستان يعدُّ خطة لعودة النازحين: عوائق كبيرة أمام رجوعهم
أكد مدير مركز تنسيق الأزمات المشترك في حكومة إقليم كوردستان هوشنك محمد على وجود "عوائق كبيرة" أمام طريق عودة النازحين.
هجوم تنظيم داعش على العراق أجبر أم ليلى على ترك مدينتها واللجوء إلى مخيم ليلان في محافظة كركوك، فبعد أربع سنوات عادت إلى مدينتها ولكنها تفاجأت بجدران وذكريات محترقة.
وتتأمل آخر صور من دارها المحترق، تتأمل آخر صور لدار كانت قد شاركتها أفراحها وأتراحها. "غريبة على أرضها"، بهذه الكلمات وصفت أم ليلى عودتها مع أولادها العشرة إلى منطقتها. ولكن هذه الغربة لم تدم طويلاً لتلجأ مرة أخرى إلى مخيم ديبكة في إقليم كوردستان.
وقالت أم ليلى في تصريح: "لايوجد عندي عمل او مسكن ولا اي شيء"، مضيفة أنها "اجبرت على الرجوع الى اقليم كوردستان، بقينا يومين ورجعنا اليه"، معربة عن شكرها لاقليم كوردستان لاستقباله، واعطائه مسكنا لهم.
وتهدف خطة وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لإرجاع النازحين إلى مناطقهم، والتي قد بدأت بالفعل في المخيمات. فقد أغلقت الوزارة، جميع مكاتبها في المخيمات ولم تعد تقدم المُؤن للعوائل الجديدة.
وقال مدير مخيم ديبكة عارف عبد الله غفي تصريح : إن "الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تلك المناطق سيء، بالإضافة إلى الجانب الأمني الذي أثر كثيراً على عودتهم".
وأشار إلى أن مخيم ديبكة، قام باستقبال النازحين، و"سنقوم يومياً باستقبال العديد من العوائل النازحة"، ولفت لوجود العديد من المنازل الفارغة في المخيم، ولكننا لا نستطيع إحتواء أي أحد بسبب منع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية استقبال أي نازح".
مركز تنسيق الأزمات المشترك في حكومة إقليم كوردستان بالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعد خطة لإعادة النازحين إلى مناطقهم، وقريباً سيتم تمريرها إلى مجلس الوزراء للمصادقة عليها.
وأوضح مدير مركز تنسيق الأزمات المشترك في حكومة إقليم كوردستان هوشنك محمد في تصريح لرووداو، أنه "يجب حل المشاكل الأمنية والسياسية والعشائرية والقانونية، قبل وضع أي خطة مدنية".
ولفت إلى وجود "العديد من النازحين لديهم مشاكل قانونية، مشددا أن "المشاكل والعوائق كبيرة".
محمد أكد أنه من الضروري "الوقوف بجدية لايجاد الحلول السياسية والأمنية لتمهيد الطريق أمام عودة النازحين".
وتتضمن خطة إعادة النازحين إلى مناطقهم، عدة نقاط، أهمها: إعادة بناء المناطق المتضررة، وضع خطط مشتركة ومدروسة لحل المشاكل الاجتماعية والعشائرية، إعادة بناء الإدارات المحلية لتمثّل المواطنين، إعادة تنظيم الملف الأمني وتسليمه إلى القوات المحلية، وضع عملية مشتركة ضمن جميع المنظمات الدولية لدعم ملف إعادة النازحين إلى مناطقهم، وضع مكاتب للتنسيق في كل وحدة إدارية، منح مبلغ قدره مليون ونصف المليون دينار عراقي لمرة واحدة فقط لكل عائلة نازحة".
ويضم إقليم كوردستان الآن أكثر من 665 ألف نازح، مقسمين على 26 مخيماً بالإضافة إلى عدد من النازحين في المناطق العراقية أيضاً.
أعلنت الحكومة العراقية سابقاً عن خطة لإغلاق جميع مخيمات النزوح في البلاد، تليها مخيمات النزوح بإقليم كوردستان، لكن الأمم المتحدة حذّرت من خطر إغلاق مخيمات النزوح دون إعطاء مهلة كافية لذلك، إذ قد يترك أكثر من مئة ألف نازح بلا مأوى.
روداو