تحركات «مريبة» .. أنباء عن ضربة أمريكية «وشيكة» ضد الميليشيات في العراق
تدفقت الأنباء خلال الساعات الماضية، بشأن ضربة أمريكية محتملة ضد الميليشيات العراقية، على خلفية أحداث المنطقة الخضراء يوم الأربعاء الماضي، وسط معلومات عن ارتباك وقلق في صفوف قادة المجموعات المسلحة، خاصة مع توارد الأنباء عن دخول الرئيس الأمريكي جو بايدن على خط الأحداث.
وقالت صحيفة ديلي كولر الأمريكية في تقرير، إن «البنتاغون يخطط للحصول على موافقة الرئيس جو بايدن على ضربات ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، وفقًا لمصدرين مطلعين على الوضع.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر مطلع على الوضع قوله: «تبحث الإدارة بجدية في مجموعة واسعة من الردود على عدوان الميليشيات الشيعية ضد الأمريكيين في العراق».
وقال مصدر ثان للصحيفة، إن «خطة العمليات والخيارات المختلفة ستناقش مع البيت الأبيض عبر مجلس الأمن القومي».
وقال إن «المسؤولين سيطلبون موافقة بايدن على أوامر الإضراب في وقت قريب، لكن لا يمكنهم تحديد إطار زمني محدد، وتوقع المصدر الأول أن الاجتماع سيعقد يوم الجمعة، على الرغم من أن المتصل لم يؤكد ذلك بشكل مستقل».
وتشير الصحيفة إلى أنه «من غير الواضح ما إذا كان بايدن سيوافق على اقتراح البنتاغون».
نبرة عالية من الخارجية الأمريكية
وقبل ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن انتهاك سيادة العراق وسيادة القانون من قبل الميليشيات المسلحة يضر بالعراق والعراقيين.
وفي بيان لها، قالت الخارجية الأمريكية إن المتظاهرين السلميين الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح قوبلوا بـ «التهديدات والعنف الوحشي».
وأضاف البيان «نرحب بكل جهد من الحكومة لمحاسبة الميليشيات في العراق والبلطجية على هجماتهم ضد العراقيين الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وكذلك لاعتدائهم على سيادة القانون».
وتزامنت تلك الأنباء مع حادثة اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، والتي حظيت بدعم سياسي واسع لإجراءات الحكومة العراقية في مواجهة الميليشيات، وسط مطالبات بإكمال سير التحقيقات دون الالتفات إلى الضغوط التي تمارسها المجموعات المسلحة.
واعتقلت قوة أمنية عراقية مصلح، الأربعاء، على خلفية اتهامات يواجهها باغتيال الناشط في الاحتجاجات العراقية إيهاب الوزني، لكن العاصمة بغداد عاشت لحظات مرعبة عقب ذلك، حيث انتشرت مجموعات مسلحة من الحشد بهدف الضغط على الحكومة لإطلاق سراحه.
ورغم الانتشار العسكري لمجموعات الحشد الشعبي وتوسط قيادات سياسية لدى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وبث شائعات إطلاق سراح مصلح من قبل اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، إلا أن الكاظمي أعلن عدم إطلاق سراحه وأن التحقيقات في مسارها الصحيح.
وحذر رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، الحشد الشعبي من «المغامرات»، وذلك في أعقاب انتشار المسلحين في بغداد.
وجاء في بيان صادر عن الكاظمي «نفذت قوة أمنية عراقية مختصة بأمر القائد العام للقوات المسلحة مذكرة قبض قضائية بحق أحد المتهمين صباح اليوم وفق المادة 4 إرهاب وبناء على شكاوى بحقه».
وأضاف «وقد شكلت لجنة تحقيقية تتكون من قيادة العمليات المشتركة واستخبارات الداخلية والاستخبارات العسكرية والأمن الوطني وأمن الحشد الشعبي للتحقيق في الاتهامات المنسوبة إليه، وهو الآن بعهدة قيادة العمليات المشتركة إلى حين انتهاء التحقيق».
حراك «مريب»
ميدانياً، أفاد مصدر مطلع في العاصمة بغداد، بأن حراكاً «مريباً» جرى خلال الساعات الماضية، حيث أعلنت قيادة العمليات المشتركة إجراء ممارسة أمنية عبر إطلاق الصفارات في مطار بغداد الدولي، على رغم عدم وجود دواعٍ لمثل هذا الإجراء غير المفهوم لغاية الآن.
ويتوقع المصدر في حديثه ، أن تكون هناك تحركات أمريكية، ربما في الساعات أو الأيام القليلة القادمة، ضد المجموعات المسلحة والميليشيات، خاصة بعد إعلان ما يُعرف بـ «تنسيقية المقاومة» التي تضم عصائب أهل الحق وحركة النجباء وكتائب حزب الله، العودة إلى استهداف قوافل التحالف الدولي، على الطرق السريعة.
ويشير إلى أن «قادة تلك الميليشيات أجروا تحركات خلال الساعات الماضية، مع صدور توجيهات بإخلاء بعض المقرات وتغيير أماكن السكن وغيرها، وهو ما يوحي بوجود شيء مريب».
وقت مناسب
ويرى مراقبون للشأن العراقي، أن التأييد السياسي الحاصل لإجراءات الحكومة في مواجهة المجموعات المسلحة، هي كلمة السر في تفكيك تلك الجماعات التي تتغذى على دعم أطراف سياسية نافذة، ولديها كتل سياسية في البرلمان تمنع أية محاولات لاعتقال قادة هذه الفصائل أو تنظم أوضاعها وفق القوانين العسكرية، بما يدمجها مع المؤسسة النظامية بشكل كامل.
الخبير في الشأن الأمني العميد المتقاعد حميد العبيدي، أكد أن «الأجواء مهيئة لمثل هذا التحرك من قبل الولايات المتحدة، مع وجود حكومة غير موالية لإيران وتحظى بدعم سياسي واسع من أطراف نافذة وقوية في المحيط الإقليمي والمحلي، وبالتالي لا قلق بشأن أي تحرك مضاد من قبل تلك المجموعات».
وأضاف العبيدي أن «نبرة الولايات المتحدة ارتفعت خلال اليومين الماضيين ضد المليليشيات، ومن المتوقع توجيه ضربة أو عدة ضربات غير تقليدية إلى تلك الميليشيات، سواءً عبر القصف الجوي أو اعتقال بعض القادة، كما حصل مع القيادي في الحشد، قاسم مصلح».