تقرير أمريكي: صواريخ إيران غيّرت «قواعد اللعبة» في الشرق الأوسط
كشف تقرير لموقع ‹بلومبيرغ› الأمريكي، عن عدد الصواريخ التي زودت إيران بها حلفائها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن، مشيراً إلى أن إيران ساهمت في تغيير الحرب بشكل جذري في الشرق الأوسط.
وقال الموقع الأمريكي، إن إيران زودت القوى الحليفة لها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن بعشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات بدون طيار، والتكنولوجيا اللازمة لصناعتها.
وأشار الموقع في تقرير تحليلي كتبه سيث فرانتزمان، إلى أن حرب غزة الرابعة، اتسمت بصور «الصواريخ المتلألئة في سماء الليل»، مضيفاً أن «النقطة البارزة أمام المحللين العسكريين في ما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، أن حركة حماس أطلقت أكثر من أربعة آلاف صاروخ خلال 11 يوما من القتال، بينما كانت أطلقت 4500 صاروخ في حرب غزة خلال خمسين يوما، في العام 2014.
ولفت إلى أن حماس كانت قادرة على استهداف الداخل الإسرائيلي أكثر من قبل، كما أنها استخدمت «الطائرات الانتحارية الدرونز».
واعتبر التقرير، أن «هذا جزء من نمط يتطور في أنحاء المنطقة، حيث استخدم الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات الدرونز المتطورة بشكل متزايد ضد السعودية، وكذلك الميليشيات الشيعية في العراق ضد القوات الأمريكية»، مضيفاً أن «المخزون الأكبر والأكثر تقدما إلى حد بعيد بحوزة حزب الله اللبناني، والذي يتضمن صواريخ دقيقة التوجيه بالإضافة إلى صواريخ قد يتم إطلاقها يوما ما من طائرات درونز بعيدة المدى».
واختصر التقرير المشهد بالقول، إن «كل هذه الترسانة التي بحوزة جهات ناشطة لا علاقة لها بالدولة، لها أصل مشترك واحد وهو إيران»، مشيرا إلى أنه «في السنوات الماضية، قامت إيران بتزويد هذه الجماعات، وهم أعضاء اساسيون في شبكة طهران من الوكلاء والشركاء، بعشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات الدرونز، فضلا عن التكنولوجيا اللازمة لصناعتها»، وأنه خلال مسار هذه العملية «تغيرت الحرب بشكل جذري في الشرق الأوسط».
وذكر التقرير بأن استخدام الصواريخ في الحرب كان من اختصاص الدول، وأن الدول وحدها تستطيع تحمل تكلفة مكونات الصواريخ المعقدة وإنتاجها، مشيراً إلى أنه استنادا إلى التكنولوجيا الروسية والصينية والكورية الشمالية، فقد انتشرت الصواريخ مثل السكود والغراد والكاتيوشا في جميع أنحاء العالم بعد طرحها في منتصف القرن الماضي.
ورأى التقرير أن إيران كانت أحد المستفيدين الرئيسيين، حيث قامت ببناء برنامج صاروخي وصواريخ باليستية مثيرة للإعجاب بينما كانت خاضعة للعقوبات، حتى أنها وسعت مدى بعض صواريخها إلى أكثر من ألف كيلومتر، كما أصبحت أكثر دقة، مذكراً بأنه بعدما قتلت غارة أمريكية الجنرال قاسم سليماني في بداية العام 2020، ردت إيران باستهداف قاعدة أمريكية في العراق.
ويشير التقرير إلى أنه لم يكن لدى الجماعات المسلحة صواريخ بعيدة المدى، لكن الدور الإيراني أتاح للميليشيات العراقية الإمداد من الخط المباشر إلى مصانع الذخيرة التابعة للحرس الثوري، وذلك بفضل «سهولة اختراق الحدود مع إيران».
وتابع «تتمتع العديد من هذه المجموعات بميزة إضافية تتمثل في رعاية الدولة: فهي جزء من الحشد الشعبي التي تم دمجها كقوة شبه عسكرية حكومية في العام 2018. وفي العام التالي، تمكنت من الحصول على صواريخ وطائرات درونز لاستهداف المنشآت الأمريكية في العراق».
ووفق التقرير، فقد ساعد الدور الإيراني على «تغيير قواعد اللعبة»، وأصبحت حماس تستهدف بشكل منتظم تل أبيب، الواقعة على بعد 66 كيلومترا من غزة.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن حماس تمتلك الآن نحو 15 ألف صاروخ، تم تهريب بعضها من إيران ولكن غالبيتها صنعت في غزة بمعرفة إيرانية.
أما حزب الله فقد وسع ترسانته من حوالي 15 ألف صاروخ في العام 2006 إلى أكثر من 130 ألف صاروخ، على الرغم من المحاولات الإسرائيلية لاعتراض خط إمداد الحرس الثوري عبر سوريا.
وبالإجمال، اعتبر التقرير الأمريكي أن إيران، ومن خلال هذه المجموعات، باتت صواريخها تهدد الآن مساحة تمتد على 5 آلاف كيلومتر في الشرق الأوسط ، من لبنان وسوريا، عبر العراق وصولا إلى اليمن ومضيق باب المندب، مشيراً إلى أن تخطي صواريخ حماس نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، يشكل بالنسبة للمخططين العسكريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط «معلومة مثيرة للقلق».
باسنيوز