اليمن.. مخاوف من فشل مفاوضات الأمم المتحدة حول خزان "صافر"
حذر مسؤولون وخبراء يمنيون من إصرار ميليشيا الحوثي حتى الآن على عرقلة أي تحرك من الأمم المتحدة للوصول إلى خزان النفط العائم "صافر" المتهالك في البحر الأحمر لتقييم حالته وصيانته، وذلك لتلافي "الكارثة" التي قد تحدث جراء تسرب أو غرق أو انفجار هذا الخزان.
وتقع الناقلة النفطية "صافر" في ميناء رأس عيسى شمالي ميناء الحديدة، حيث تقل نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، وأدى عدم صيانتها منذ الانقلاب الحوثي في اليمن أواخر عام 2014 إلى تسرب المياه إلى هيكلها، ما دعا الحكومة اليمنية لطلب مساعدة أممية للتوسط في صيانتها.
ومنذ مارس 2018 تعرقل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران كل الجهود اليمنية والإقليمية والدولية لحل الأزمة، من خلال منع وصول خبراء الأمم المتحدة لتقيم الهيكل المتهالك للناقلة النفطية التي تهدد البحر الأحمر بـ"أكبر كارثة" بيئية.
مفاوضات أممية مهددة بالفشل
واعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية، صالح الحميدي، أن أي مفاوضات من قِبل الأمم المتحدة مع ميليشيا الحوثي حول الناقلة النفطية "صافر" مصيرها "الفشل"، مؤكدا أنها "تصر على منع زيارة الفريق الفني الأممي للناقلة حتى الآن لأنهم يتعاملون معها كورقة ضغط على المجتمع الدولي لضمان تنازلات سياسية".
وقال الحميدي لـ"سكاي نيوز عربية" إن جماعة الحوثي جاءت من "الكهوف" لا تدرك حجم الكارثة التي قد تنتج عن الناقلة العائمة "صافر" التي تستخدمها كسلاح تضغط به على الجميع وكل من يستفيد من الممرات الملاحية الدولية الواقعة في الاتجاه.
وأضاف المسؤول اليمني أن "تسريب أو غرق أو انفجار خزان النفط صافر سينتج أكبر كارثة بيئية في تاريخ البشرية وأكبر المتضررين منها الدول المطلة على البحر الأحمر، وذلك ما تخطط له جماعة الحوثي برفضها وإصرارها على عدم الاقتراب من الناقلة النفطية التي تجد فيها فرصة لاستمرار تهديد المجتمع الدولي".
تنعت الحوثيين
وتابع الحميدي أن الحوثيين يرفعون شعار "عليّ وعلى أعدائي"، بمعنى أنها تريد الاستفادة من الناقلة النفطية ماديا أو تظل كما هي عليه بوضعها المتهالك دون التفكير فيما قد تخلفه من كارثة مرعبة، مشيرا إلى أن هذه الميليشيات أوصلت المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن إلى وضع يصعب السكوت عليه وتستخدم أي كارثة في البلاد لابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية.
وطالب، وكيل وزارة الإعلام اليمنية المجتمع الدولي بسرعة التحرك في ملف الناقلة "صافر" قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أنه "يجب أن يقابل التعنت الحوثي في هذه القضية تدخل حاسم من القوى الدولية وإبقاء الناقلة تحت إشراف أممي دولي يحيدها عن استخدام الميليشيات".
وأكد المسؤول اليمني أن الأزمة الحقيقة التي تعاني منها البلاد هي الانقلاب الحوثي الذي نتج عنه تدخل إيراني أدى إلى أزمة إنسانية في اليمن بسبب تعنت هذه الميليشيات في إدخال المساعدات الإنسانية لليمنيين.
تهديد المجتمع الدولي
وأوضح المحلل السياسي اليمني، جمال باراس، أن مشكلة خزان النفط "صافر" تعد "قنبلة موقوتة" يملكها الحوثيون ويستخدمونها في تهديد المجتمع الدولي لأنهم من خلالها يستطيعون عرقلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وقال باراس لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "صافر" تحتوي على أكثر من مليون برميل نفطي، وإذا انفجر هذا الخزان المتهالك الذي لم تتم صيانته منذ سنوات سيشكل "كارثة بيئية عالمية كبرى"، لأنه سيقضي تماما على كل الشعاب المرجانية في مسافة تزيد على 100 كيلومتر بحسب تقدير خبراء البيئة.
وأضاف المحلل السياسي اليمني أن الحوثيين يرفضون دائما الحلول التي قدمتها الأمم المتحدة لأنهم يراهنون على هذا الخزان النفطي لابتزاز المجتمع الدولي وتحقيق انتصارات سياسية، وفي المقابل نجد أن الحكومة الشرعية لم تحسم الأزمة لأنها تبعد مسافة كبيرة عن ميناء "صافر".
دور مجلس الأمن
وتابع "باراس" أنه يجب على مجلس الأمن الدولي أن يلتفت لقضية خزان النفط "صافر" ويتخذ قرارات حاسمة ضد كل من يعرقل تحركات الأمم المتحدة لحل هذه المشكلة.
وأكد أن أزمة خزان النفط "صافر" لها جانب مالي، يتمثل في وجود مليون برميل من النفط على الناقلة المائية من المفترض أن يتم تفريغها وبيعها، ولكن الإشكالية تكمن في أين تذهب أموال براميل النفط، وهو الذي لم يتم حله حتى الآن بسبب الأطماع الحوثية، مؤكدا أنه إذا تم حل هذه الإشكالية ستحل جزء كبير في الأزمة.