الإستفتاءوإعلان الدولة.. هل سيغير من الأمرشيء؟؟
اولا: هنا فرق بين الإستفتاء وبين إعلان الدولة فإعلان الدولة شيء والإستفتاء شيء آخر, فلا يعني بالضرورة أنك إذا اجريت الاستفتاء يعني أنك أعلنت الإستقلال.الإستفتاء تلجاء إليها القادة السياسيين.
اولا: ليقرر الشعب مصيره هل يريد الأنفصال عن كيان الدولة التي يعيشون فيها أو البقاء مع هذا الكيان؟.
ثانيا: لتكون ورقة بيد القادة السياسيين أمام المجتمع الدولي ليثبت للمجتمع الدولي ان الشعب يريد الانفصال عن هذا الكيان والعيش في كيان مستقل. وهذا الحق يضمنه جميع الدساتير و المنظمات الدولية والقوانيين الدولية التي تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ولكن المؤيدون والمعارضون يجب أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال إن كانوا حريصين على مصلحة الشعب الكوردستاني.
ماذا سيتغير لو تم إعلان الدولة الكردية؟ وهل هذا يصب في مصلحة الشعب أم لا؟
أنا أشَبّه الذين يرفضون الإستقلال بحجج واهية كالسجين الذي يطلق سراحه ويصّر أن لا يخرج من السجن ليقول لا أخرج من السجن حتى أكوّن نفسي واتزوج وابني بيتا واشتري سيارة. ناسياً أو متناسيا جهلاً أو عيناداً أنه في السجن لا يستطيع أن يحقق اي شيء مما يطمح إليه. ولكن إذا خرج المستقبل سيكون أمامه ويستطيع أن يحقق جميع أحلامه.
هذا هو حال الذين يرفضون الإستفتاء والإستقلال بحجة أن الظروف غير مؤآتية لهذا, ويقولون يجب تهيأت الظروف لهذه الخطوة. وبذلكقرّرواأنيهيئواالظروفداخلالسجن. الآن أنظر الى كوردستان ألسنا في سجن كبير؟ السماء بيد بغداد يقفله متى شاءت وتفتحه متى شاءت, الموارد المائية بيد بغداد لا تستطيع بناء سد صغير دون الرجوع الى بغداد . المساعداتالدوليةوالأسلحةعنطريقبغداد. البعثاتالدبلوماسيةوالزواريزورونعنطريقبغداد. بغداد تلاحق مبيعات النفط الأقليم هنا وهناك. لذا إن حصل الأقليم على الاستقلال سيكون له هذا.
اولا: يستطيع أقليم كوردستان ان يبيع نفطه من غير عراقيل, بالسعر الذي يريد هو من غير ضغط من المشتري
ثانيا: العقود التي سيوقعها مع شركات النفط ستكون لصالح الاقليم لان هذه الشركات فرضة شروط قاسية على الاقليم, كونها جاءت بدون موافقة بغداد, ولكن بعد الاستقلال الاقليم سيملي شروطه على هذه الشركات.
ثالثا: سيتحرر سماء كوردستان, لأنه هو ايضاتحتامرتبغداد وكوردستان لا تتحكم به
رابعا: بدون دولة لا تستطيع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ان تقدم لك أي مساعدة مثل القروض, لعدم وجود ضمانات. وبذلك تستطيع أن تقرض لتتعافى من هذه الازمة كما فعلت يونان ودول أخرى.
خامسا: إذا كان لك كيان سياسي مستقل سيدافع المجتمع الدولي عنك إذا تعرضت لأي اعتداء كما حدث مع الكويت في 1990 حين غزى صدام الكويت.
سادسا: لو كان لك دولة لقدمت لك المجتمع الدولي الكثير من السلاح والدعم مباشرة في حربك مع داعش وبدون الرجوع الى بغداد. هذه المساعدات لا تتناسب والتضحية التي يقدمها قوات البيشمركة البطلة في حربها ضد الارهاب.
سابعا: مع كل هذا وذاك ستكون عضوا في الامم المتحدة. وبذلك سيكون لك حضور في المجتمع الدولي.
فهل يعقل بعد كل هذا أن يصر طرف من الأطراف على ضياع هذه الفرصة التي قد لا تعود إلا بعد عقود تحت ذرائع واهية هي في الحقيقة تقف ورائها اجندات سياسية معروفة للجميع. لذا أرجو من المثقفين الكرد والكردستانيين أن يتفهموا الموقف ويقفوا مع قياداتهم للخروج من هذا القفص الذي هوالعراق وتحقيق أمنياتنا في الحرية والأستقلال.