احذروا يا مثقفي كوردستان..؟؟
في الحقيقة، من يتابع سياسات بعض قوى 23 حزيران يرى بوضوح أنها تعمل منذ فترة لتحقيق هذا الهدف، وهذه السياسات تعود الى الفترة التي كان السيد جلال الطالباني رئيسا للجمهورية حين وقع على قانون اقاليم المحافطات. وكذلك هذا ما يهدد به محافظ كركوك بين الفينة والأخرى، ويصرح على أنه سيلجأ الى اعلان كركوك اقليما مستقلا.
والسبب الذي يدعو هذه القوى إلى التفكير في اعلان اقاليم مستقلة داخل اقليم كوردستان، هو أن هؤلاء وصلوا الى قناعة انه من غير الممكن ان يحكموا كوردستان أو أن يحصلوا على الأغلبية يوما بوجود الحزب الديمقراطي الكوردستاني كمنافس لهم. لذا باعلان هذه الأقاليم في السليمانية وكركوك ستكون لهم الأغلبية ويحكمون المنطقة حيث لا يوجد للبارتي نفوذ قوي في هذه المناطق. فهم يريدون الوصول الى السلطة ولو على حساب تقسيم كوردستان.
في اعتقادي المتواضع، وارجو ان اكون مخطئا في هذا، إن ما حدث في 23 حزيران 2015 في البرلمان كانت البداية من اجل الوصول الى هذا الهدف. علما انه كانت هناك خطوات سابقة سبقت هذه الخطوة، مثل تأييد بعض هذه القوى لحزب العمال الكوردستاني PKK في بعض سياساته ضد الاقليم. منها على سبيل المثال لا الحصر. عدم التصريح ضدە عندما اعلنوا كانتون شنكال وقالوا إن كانتوني السليمانية وقنديل سيكونا اللاحقين. والغريب في الأمر ان عاصمة الثقافة لم تحرك ساكنا ولم تستنكر هذا الاعلان ولو ببيان، علما أنھا تتظاهر وتخرج الى الشارع لتأخير الرواتب في حين الكل يعلم سبب تاخير الرواتب وأن الامر ليس بيد حكومة الاقليم.
حزب العمال الكوردستاني PKK الحزب الذي لا يؤمن بكلمة كوردستان ولا ينطقها. ولا يعترف بعلم كوردستان ولا يرفعه في مقراته. الحزب الذي يصرح علنا بالوقوف امام تطلعات الشعب الكوردي في نيل الحرية والاستقلال. الحزب الذي تنازل عن شعاره من كوردستان الكبرى الى اقل من الحكم الذاتي بل الى الامة الديمقراطية وحذف الدولة من قاموسه السياسي. الحزب الذي كان يخون كل الأحزاب الكوردية في اجزائها الأربعة ويتهمها بالعمالة لهذه الدول. ولكن لا ادري كيف كان يحتضنه بشار الأسد وهو يحمل شعار كوردستان الكبرى؟؟!!...الخ.
بالله عليكم هل يستحق هذا الحزب كل هذا الدعم؟؟؟!!!.
حتى إن رفض بعض هذه القوى مشروع دستور اقليم كوردستان العراق الذي صادق عليه البرلمان في الدورة السابقة بـ96 صوتا وبحضور 97 عضوا، يعود الى ان مشروع الدستور لا يجيز اقامة اي اقليم جديد في كوردستان كما جاء في المادة (2) ثالثا.(لا يجوز تأسيس إقليم جديد داخل اقليم كوردستان).
لذا ارجو من كل المثقفين في كوردستان ان يأخذوا هذا الخطر بنظر الاعتبار، ويأخذوا على عاتقهم بيان خطورة هذا المشروع لان هذا المشروع لا يخدم احدا إلا اعداء الكورد وكوردستان. ولان الكورد قدموا آلاف الشهداء من اجل الوصول الى هذا اليوم فهذه لحظة تاريخية في حياة الكورد وكوردستان. لذا يجب التأكيد على ان الحل الوحيد امام الجميع هو الجلوس معا للوصول الى توافق يرضي جميع الأطراف من اجل الحفاظ على هذه المكتسبات والمضي قدما في اعلان الدولة الكوردية.